غوتيريز يتصدّر نتائج الاقتراع السري لاختيار خليفة بان في جولته الثالثة

رئيس الجمعية العامة ينتقد إجراءات تصويت مجلس الأمن على المرشحين

غوتيريز يتصدّر نتائج الاقتراع السري لاختيار خليفة بان في جولته الثالثة
TT

غوتيريز يتصدّر نتائج الاقتراع السري لاختيار خليفة بان في جولته الثالثة

غوتيريز يتصدّر نتائج الاقتراع السري لاختيار خليفة بان في جولته الثالثة

عقدت في مجلس الأمن الدولي، مساء أول من أمس، الجولة الثالثة من الاقتراع السري لاختيار خليفة لأمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، الذي ستنتهي فترة حكمه مع نهاية السنة الحالية.
وحل المفوض السامي السابق لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريز أولاً، إذ حظي بدعم 11 عضوًا من أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين، وعارضه 3 أعضاء، فيما فضّل عضو واحد فقط عدم إعطاء رأيه فيه.
أما وزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لاجاك، فحصل على تأييد 9 أعضاء، في حين عارض ترشيحه 5 أعضاء، واحتفظ عضو واحد برأيه.
وتتم عملية الاقتراع السرية بأن يمرر اسم كل مرشح على كل عضو في مجلس الأمن، الذي بدوره يضع أمام اسم المرشح عبارة «أشجع» أو «لا أشجع». ويمكن ألا يضع أيهما، ويحتفظ برأيه. وحصلت المديرة العامة لـ«اليونيسكو»، إيرينا بوكوفا، على المرتبة الثالثة، وهي نفس النتيجة التي حصل عليها وزير الخارجية الصربي السابق، فوك جيريميتش، بحصولهما على تأييد 7 أعضاء، ومعارضة 5، وإحجام 3 عن التصويت. وحلت وزيرة خارجية الأرجنتين، سوزانا مالكورا خامسة، ووزير خارجية مقدونيا السابق، سرجان كريم سادسًا، تلتهما رئيسة الوزراء النيوزيلندية السابقة هيلين كلارك. وحل الرئيس السلوفيني السابق دانيلو تورك ثامنًا ووزيرة الخارجية المولدافية السابقة ناتاليا غيرمان تاسعة، وأخيرًا المفاوضة السابقة للأمم المتحدة بشأن اتفاق المناخ الكوستاريكية كريستيانا فيغيريس.
يذكر أن وزيرة الخارجية السابقة في كرواتيا، فيسنا بوسيتش، ووزير خارجية الجبل الأسود السابق، ايغور لوكسيتشا، انسحبا من المسابقة بعد أن سجلا نتيجة غير مشجعة. ومن المتوقع انسحاب الأسماء التي حلت في ذيل القائمة قبل موعد التصويت الجديد، الذي سيجري خلال سبتمبر (أيلول) المقبل.
وتوقع دبلوماسيون أن تستمر عملية الاختيار حتى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وتواكبها مفاوضات بين روسيا والغربيين، كون موسكو تشدد على وجوب أن يكون الأمين العام المقبل من شرق أوروبا. وثمة رغبة عند بعض الأعضاء الآخرين في أن يكون الأمين العام المقبل من المنطقة المذكورة عملاً بمبدأ التناوب، علمًا بأنها لم تحظَ بأي أمين عام سابقًا. كما يطالب البعض بأن تتولى امرأة هذا المنصب، بعدما توالى عليه 8 رجال. ومن بين النساء، تبدو بوكوفا الأوفر حظًا.
من جانبها، قالت مصادر بالأمم المتحدة، إن عملية الحسم ما زالت بعيدة، على الرغم من حصول رئيس الوزراء البرتغالي السابق غوتيريز على أفضل النتائج في الجولات كلها، وانعقدت الأولى في 21 يوليو (تموز) الماضي، والثانية 5 أغسطس (آب) الحالي، والثالثة 29 أغسطس الحالي. وعزت المصادر ذلك لسببين؛ أولهما أن النتائج تتغير كثيرًا في الجولات الثلاث، أما السبب الثاني هو معارضة الدول لأي شخص خارج أوروبا الشرقية.
وفي تطور لافت، احتج رئيس الجمعية العامة، موغنس ليكيتوفت، على ما وصفه بتصرف مجلس الأمن بطريقة خالية من الشفافية والانفتاح ولا تضيف أي قيمة للدول الأعضاء بالأمم المتحدة، التي تبلغ 193 دولة ولا ترقى بطموحاتها.
وكان موغنس قد أصر خلال العام على الشفافية في عملية اختيار الأمين العام، إذ جرى في عهده ماراثون ومقابلات مع المرشحين، لمعرفة آرائهم بشأن القضايا التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، بالإضافة إلى المآسي الإنسانية والحروب.
وقال موغنس في بيان صحافي أصدره بعد عملية الاقتراع السرية، بطريقة فيها نوع من الاستهزاء المصحوب بالاستهجان: «اتصل بي رئيس مجلس الأمن لشهر أغسطس، السفير الماليزي، ليبلغني بأن الاقتراع غير الرسمي الثالث لملء منصب الأمين العام قد تم في وقت سابق اليوم (أول من أمس الاثنين)»، وأضاف: «أشكره، ولكنني أرى أن الطابع غير الرسمي للانتخابات غير الرسمية، خالية من أي تفاصيل وأضافت قيمة لا تذكر لعملية الاختيار ولا ترقى إلى تطلعات عضوية الأمم المتحدة (الكاملة)، ولا تعكس أي مستوى جديد من الانفتاح والشفافية».
وحسب القواعد المتبعة في مجلس الأمن، يقوم رئيس المجلس بإبلاغ نتائج التصويت السري فقط إلى الدول التي رشحت مواطنيها لمنصب الأمين العام، ويبلغ رئيس الجمعية العامة فقط بأن الاقتراع حصل دون تزويده بالنتائج. وهذا ما أثار حفيظة رئيس الجمعية العامة.



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.