تمثال «الفلاحة المرحة» ينضم لمتحف محمود مختار

أهداه عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق إثراء لمقتنياته

تمثال «الفلاحة المرحة» ينضم لمتحف محمود مختار
TT

تمثال «الفلاحة المرحة» ينضم لمتحف محمود مختار

تمثال «الفلاحة المرحة» ينضم لمتحف محمود مختار

انضم «تمثال الفلاحة المرحة» لنحات مصر الراحل محمود مختار إلى مجموعة مقتنياته الفنية التي يضمها متحفه الشهير بأرض الجزيرة بالقاهرة. وأقام قطاع الفنون التشكيلية حفلا كبيرا مساء أمس بهذه المناسبة حضره الكاتب الصحافي حلمي النمنم وزير الثقافة ودكتور خالد سرور ريس القطاع.
يعد تمثال «الفلاحة المرحة» واحدا من روائع مختار النحتية، حيث كان مختار مولعا بحياة الريف والقرية المصرية، وحرص على أن يعبر فنه عن روح هذه الحياة بكل تقاليدها وعاداتها وبساطتها.
التمثال أهداه للمتحف الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة المصري الأسبق. واعتبر الدكتور خالد سرور أن «هذه الخطوة إسهاما جديدا ومهما له في إثراء المشهد التشكيلي المصري بجانب كتاباته النقدية أحد أفرع إبداعاته المتميزة، مشيرا إلى أن هذا النهج الوطني الذي اتبعه أبو غازي الوطني هو نموذج يعزز دور المثقف والمبدع في دعم متاحف بلده بالأعمال الفنية التي تكسبها قيما إضافية كمًا وكيفًا».
وأوضح سرور أن «أن نسخة العمل المهداة عبارة عن تمثال بعنوان الفلاحة المرحة من البرونز قاعدته 10 سم × 10 سم وارتفاعه نحو 40 سم».
وكان الكاتب محمد سلماوي قام بخطوة مماثلة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 عندما أهدى متحف مختار نسخة نادرة من أعمال المثال الخالد.
عاش محمود مختار (1891 - 1934) حياة فنية قصيرة، لكنه رغم ذلك ترك تراثا كبيرا متميزًا ومتنوعا في فن النحت، من بينه تماثيل ميدانية، أبرزها «نهضة مصر» القابع أمام جامعة القاهرة، وتمثال الزعيم سعد زغلول بحديقة محطة الرمل أمام البحر بالإسكندرية. واستطاع مختار أن يعبر بمهارة واقتدار وأسلوب خاص عن الشخصية المصرية، كما شكل جسرا ربط فن النحت بتراثه العريق في الحضارة المصرية القديمة، كما قام بإحياء تقاليده الفنية التي تزخر به المعابد والمقابر والمتاحف وأصبح رائد فن النحت المصري المعاصر.
أصيب مختار في يده عام 1932 وكان يحلم بإقامة تماثيل للإسكندر الأكبر، والزعيم المصري أحمد عرابي، وكليوباترا، لكن المرض لم يمهله فتوفي بعد عامين عن عمر ناهز 43 عاما.
في عام 1934، ونظرًا لقيمة أعمال محمود مختار الفنية والجمالية، دشن الصحافيون ورواد الحياة الثقافية في مصر وعلى رأسهم هدى شعراوي حملة قومية من أجل الحفاظ على أعماله الفنية وجمعها لحمايتها من الاندثار والضياع، وكللت هذه الجهود بقيام وزارة المعارف عام‏ 1938‏ بإنشاء متحف لمختار ومقبرته على نفقة الوزارة.. وحال اندلاع الحرب العالمية الثانية أثناء ذلك، دون إعادة بقية التماثيل المنتشرة في مصر والخارج، خاصة فرنسا التي درس فيها.
وفي عام ‏1952‏ تم افتتاح متحف مختار في ملحق خاص بمتحف الفن الحديث ليعرض 59 تمثالاً، وقام على تأسيس وإعداد المتحف كل من الفنان راغب عياد زميل محمود مختار وصديقه، وكمال الملاخ الصحافي والأثري البارز، وقام المهندس رمسيس واصف بتصميم متحف مختار الحديث في حديقة الحرية بوسط القاهرة ونقلت رفات مختار إلى المقبرة الجديدة بالمتحف‏.‏
يشار إلى أن المثال الرائد محمود مختار هو خال الدكتور عماد أبوغازي، ووالده هو بدر الدين أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، من القامات الثقافية والنقدية الرفيعة، كما سبق للدكتور عماد أبو غازي تولي حقيبة وزارة الثقافة عقب ثورة يناير (كانون الثاني) 2011 وحتى استقال ليتفرغ لدوره كمثقف وناقد وكاتب له كثير من الإسهامات المهمة في صور مقالات وكتابات نقدية وتاريخية وسياسية وغيرهــا.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».