الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف يعود بـ«البرنامج» بعد غياب مائة يوم

يقدم حلقة الليلة تحت عنوان «هي ثورة ولا انقلاب»

الإعلامي باسم يوسف مقدم برنامج «البرنامج»
الإعلامي باسم يوسف مقدم برنامج «البرنامج»
TT

الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف يعود بـ«البرنامج» بعد غياب مائة يوم

الإعلامي باسم يوسف مقدم برنامج «البرنامج»
الإعلامي باسم يوسف مقدم برنامج «البرنامج»

بعد غياب دام 100 يوم، يعود الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف الليلة لتقديم حلقات جديدة من برنامجه الشهير «البرنامج». وتأتي عودة البرنامج، الذي يتناول الوضع السياسي المصري بشكل كوميدي، لتنهي الجدل الدائر حوله منعه من الظهور، في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم في يوليو (تموز) الماضي، وتولي حكومة جديدة إدارة البلاد.
ويلقى البرنامج رواجا كبيرا وسط الشباب المصري، خاصة في التيار المحسوب على القوى المدنية والليبرالية، حيث تشهد حلقاته انتشارا وتبادلا كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر). وكان البرنامج، الذي تذاع حلقاته مساء كل يوم (جمعة)، بمثابة متنفس حيوي لمعارضي جماعة الإخوان المسلمين، خلال فترة حكم مرسي، حيث كان يتناول الرئيس السابق وأعوانه بأسلوب ساخر وضاحك، قبل أن يتوقف في 30 يونيو (حزيران) الماضي.
ويتهم الإسلاميون من أنصار الرئيس المعزول، باسم يوسف بأنه كان موجها للنيل من التيار الإسلامي وإسقاط نظام حكم مرسي، مؤكدين أن فترة توقفه السابقة كانت لانتهاء المهمة التي وجد من أجلها.
لكن يوسف، أعلن قبل أيام عن عودة برنامجه قائلا في تغريدة عبر حسابه الشخصي على «تويتر»: «إن شاء الله سيعود البرنامج على نفس القناة يوم الجمعة 25 أكتوبر.. ولا عزاء للشائعات». وعزا يوسف فترة توقف برنامجه إلى «تلقيه تهديدات بتفجير المسرح قبل عزل مرسي»، قائلا: «إن أرواح الجمهور وفريق العمل أغلى من أي أرباح»، وفي غضون ذلك غيب الموت والدته مما أطال أمد التأجيل. وكتب يوسف مقالا مؤخرا في جريدة «الشروق» الخاصة أكد فيه أن «سياسته الساخرة الناقدة للسلطة لن تتغير حتى بتغير الأشخاص».
وعن كواليس حلقة اليوم، قالت مصادر صحافية أمس إن الحلقة تأتي تحت عنوان «هي ثورة ولا انقلاب»، يطرح خلالها تساؤلات الإعلام حول ثورة 30 يونيو (حزيران)، في ظل رؤية الإعلام المتحيز للإخوان بأنها انقلاب وليست ثورة، ويتناول باسم بسخريته المعهودة حال الإعلام والبرامج التلفزيونية وطريقة تناولها لأحداث 30 يونيو وما بعدها ونظرتهم للحكومة الحالية.
وقال شريف طارق، من الذين حضروا الحلقة الجديدة التي ستعرض على فضائية «cbc»، والتي تم تصويرها في سينما «راديو» بوسط القاهرة: «للذين ينتقدون باسم يوسف وينتظرون سخريته من السلطة الحالية.. إن الحلقة عبارة عن انتقادات لكل رموز السلطة الحالية».
وسبق أن حققت النيابة المصرية في عشرات البلاغات المقدمة ضد يوسف بتهمة إهانة الرئيس السابق، وازدراء الدين الإسلامي، قبل أن يتم إخلاء سبيله بكفالة 15 ألف جنيه، وسط اهتمام عالمي غير مسبوق.
بدأ يوسف، وهو في الأصل طبيب جراح، تقديم برامج الهجاء السياسي عن طريق الإنترنت بعد ثورة 25 يناير 2011 من خلال برنامج «باسم يوسف شو»، في محاكاة لبرنامج «ديلي شو» للمذيع الأميركي جون ستيوارت. وقد بدأ عرضه على موقع «يوتيوب» يوم 8 مارس (آذار) 2011، حيث تم عرض أكثر من 108 حلقات من البرنامج، وبلغت مشاهدات حلقات البرنامج أكثر من 15 مليون مشاهدة.
وعقب شهرته بدأ يوسف تقديم برنامج البرنامج على شاشة التلفزيون في أغسطس (آب) 2011. وقد أثارت حلقاته بعض النزاعات خاصة بعد مهاجمة الجماعات الإسلامية في مصر والرئيس مرسي.
وفي يونيو (حزيران) 2012، دعا جون ستيوارت يوسف ليحل ضيفا على برنامج «ذا ديلي شو» لإجراء مقابلة مطولة معه، وفي البرنامج علق ستيوارت متحدثا لباسم يوسف قائلا: «أنا أعرف القليل عن أعمال الفكاهة، ولكن برنامجك مميز، وأنت مبدع فيه، إنه برنامج ذكي جرى تنفيذه بشكل جيد». وكانت الفقرة التي قام فيها جون ستيوارت باستضافة باسم واحدة من أكثر الفقرات التي حصلت على أعلى مشاهدات على موقع جون ستيوارت.
وفي عام 2013 جرى اختيار يوسف ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم من قبل مجلة «التايم» الأميركية، كما تم ترشيح برنامج «البرنامج» كأفضل برنامج عام 2013 من قبل موقع «يوتيوب»، بعد أن تجاوز عدد مشتركيه على الموقع مليون مشترك.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».