الأسد يفرغ داريا من أهلها.. ومخاوف من تغيير ديموغرافي

زاروا قبور موتاهم قبل الرحيل وسط مخاوف من أن يجرفها النظام * بعد جرابلس.. «الحر» يتجه غربًا ويمهل الأكراد 3 أيام للانسحاب شرقًا

صبي يلقي نظرة الوداع على داريا وهو يغادرها على متن حافلة أمس (رويترز)
صبي يلقي نظرة الوداع على داريا وهو يغادرها على متن حافلة أمس (رويترز)
TT

الأسد يفرغ داريا من أهلها.. ومخاوف من تغيير ديموغرافي

صبي يلقي نظرة الوداع على داريا وهو يغادرها على متن حافلة أمس (رويترز)
صبي يلقي نظرة الوداع على داريا وهو يغادرها على متن حافلة أمس (رويترز)

بالدموع، ودع المدنيون المحاصرون في داريا أمس قبور أحبائهم الذين قضوا في الحرب مع قوات نظام بشار الأسد والميليشيات الداعمة لها. وقال ناشطون في داريا إن الأهالي غادروها و«يتملكهم الخوف على قبور الشهداء من أن تجرفها قوات الأسد بعد دخولها داريا» وفق اتفاق تسوية بدأ تنفيذه أمس.
وتثير صفقة داريا مخاوف من تغيير ديموغرافي في المدينة. وفي هذا السياق قال المعارض السوري البارز أحمد أبا زيد إن «تهجير الثوار من داريا وفرض انسحاب المدنيين يهدف إلى تثبيت أسس التغيير الديموغرافي حول دمشق وفي الريف المحاذي للبنان».
ونشر المجلس المحلي لمدينة داريا، صورًا لنساء ومدنيين يزورون القبور ويسقونها بالماء قبل يوم من خروجهم من داريا، بعد توصل لجنة مكلفة من داريا إلى تسوية مع وفد يمثل النظام إلى اتفاق يقضي بخروج الأهالي المدنيين من المدينة.
وقال أحد مقاتلي الفصائل المعارضة في المدينة إن داريا تعيش اليوم «أصعب اللحظات، الجميع يبكي، الطفل يودع مدرسته، والأم تودع ابنها الشهيد عند قبره». وعند مدخل داريا الشمالي، كتب على أحد جدران الأبنية: «داريا الحرة مع تحيات الجيش الحر».
من ناحية ثانية, واصلت تركيا، أمس، الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى الداخل السوري، وبالتحديد إلى مدينة جرابلس ومحيطها شمال البلاد، بالتزامن مع توجه فصائل الجيش الحر للسيطرة على مزيد من المناطق غرب نهر الفرات بعد إمهالها القوات الكردية 3 أيام للانسحاب إلى الشرق.
ورجح هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري المعارض، أن يكون التوغل البري لأنقرة خطوة أولى باتجاه المنطقة الآمنة.
....المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».