خطة سعودية - أميركية جديدة لإطلاق مفاوضات السلام في اليمن

خلال مؤتمر صحافي مشترك بين وزيري الخارجية السعودي والأميركي في جدة

خطة سعودية - أميركية جديدة لإطلاق مفاوضات السلام في اليمن
TT

خطة سعودية - أميركية جديدة لإطلاق مفاوضات السلام في اليمن

خطة سعودية - أميركية جديدة لإطلاق مفاوضات السلام في اليمن

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مشترك، اليوم (الخميس)، مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري، على بحث الأوضاع في المنطقة والتركيز على الأزمة اليمنية للوصول إلى حل، مضيفاً بالقول إن الدول الراعية أكدت مجددا رفضها للخطوات الأحادية التي اتخذتها الميليشيات، وطالب بعودة الأطراف اليمنية للحوار وإنقاذ الوضع الاقتصادي في اليمن وتقديم المساعدات الإنسانية لليمنيين وتسهيل دخولها، ومنع الإضرار بالمدنيين.
من جانبه، كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن خطة جديدة لإطلاق مفاوضات اليمن المتوقفة، تقضي بتسليم أسلحة الميليشيات وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال كيري إن تنفيذ الخطة، التي أقرها وزراء دول مجلس التعاون الخليجي، سيبدأ بعقد جلسة مشاورات بين المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ وكافة أطراف الأزمة اليمنية.
من جهته، أعلن وزير الخارجية السعودي الجبير رفض بلاده كل الخطوات الأحادية من الانقلابيين.
وأكد الجبير على اهتمام السعودية بتسوية أزمة اليمن سلميا، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، وطالب الميليشيات بفك الحصار عن المدن والسماح بإدخال المساعدات.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن اجتماعات اليوم (الخميس) حول قضايا المنطقة كانت بناءة ومثمرة، مشيرا إلى اجتماعاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي وولي ولي العهد، ووزراء خارجية دول التعاون الخليجي. وقال إن عودة الاستقرار إلى اليمن ضرورية لمواجهة "القاعدة" و"داعش" بالمنطقة.
وشدد كيري على إجماع كافة الأطراف على ضرورة حل الأزمة في اليمن بالطرق الدبلوماسية، موضحا أن استمرار شحن الصواريخ إلى اليمن يهدد أمن المنطقة، وأعلن أن السعودية وأميركا تتشاركان في القلق حيال المأساة الإنسانية في اليمن، وطالب بالسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى كافة أنحاء البلاد.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».