وزير الخارجية الأميركية يلتقي نظيره الروسي غدًا لتنسيق الجهود في سوريا

«البنتاغون»: دعّمنا معركة جرابلس جويًا.. ولدينا رؤية كاملة لما يقوم به الأتراك

وزير الخارجية الأميركية يلتقي نظيره الروسي غدًا لتنسيق الجهود في سوريا
TT

وزير الخارجية الأميركية يلتقي نظيره الروسي غدًا لتنسيق الجهود في سوريا

وزير الخارجية الأميركية يلتقي نظيره الروسي غدًا لتنسيق الجهود في سوريا

صرح مسؤول في الخارجية الأميركية، بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أجرى اتصالاً هاتفيًا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مساء أمس، لمناقشة آفاق التعاون ضد «داعش» في سوريا، وسبل حل الأزمة السورية والصراع في أوكرانيا، واتفق الوزيران على إجراء محادثات ثنائية في جنيف، غدًا الجمعة، في أعقاب زيارة كيري للمملكة العربية السعودية.
ورغم الخلافات الواضحة بين الموقف الأميركي والموقف الروسي في الأزمة السورية والانتقادات المتكررة التي وجهتها واشنطن لموسكو لدعمها بشار الأسد وحملاته العسكرية ضد المدنيين، فإن واشنطن تسعى إلى تنسيق عسكري محتمل مع روسيا في الحرب ضد العدو المشترك، وهو تنظيم داعش.
وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية للصحافيين، مساء أول من أمس، إن الفرق الفنية الأميركية تواصل المناقشات مع الجانب الروسي، وقال: «نحن نواصل المناقشات ولم نصل تمامًا إلى اتفاق حتى الآن، لكننا نأمل بإمكانية التوصل إلى اتفاق». وصرح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال رحلته الأفريقية إلى كينيا ونيجيريا بأن المحادثات بين الطرفين الأميركي والروسي تقترب من نهايتها، حيث تناقش الفرق الفنية تفاصيل التعاون. وأبدى كيري تفاؤله في إمكانية التوصل إلى اتفاق.
ووفقًا لمسؤول كبير بالخارجية، فإن المحادثات التي يجريها كيري مع المسؤولين السعوديين والخليجيين في مدينة جدة، ستتطرق إلى الوضع السوري، وإلى المقترحات التي سيناقشها كيري مع نظيره الروسي لافروف في جنيف، والتي تتضمن تبادلاً للمعلومات الاستخباراتية بين واشنطن وموسكو.
وفي سياق معركة جرابلس، أمس، قال مسؤولون بالبنتاغون إن الولايات المتحدة قدمت للقوات الخاصة التركية ووحدات المدفعية التركية مساعدات شملت مستشارين عسكريين أميركيين وطائرات من دون طيار، كجزء من حملة منسقة بين البلدين لدفع مقاتلي «داعش» من بلدة جرابلس الاستراتيجية عند نهر الفرات على الحدود التركية السورية.
وأوضح مسؤول عسكري للصحافيين، أن الولايات المتحدة وفرت للمعركة طائرات من دون طيار المتمركزة في قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب تركيا للقيام بمهام الاستطلاع عند مدينة جرابلس، كما تعمل قوات العمليات الخاصة الأميركية مع ضباط الجيش التركي على الجانب التركي من الحدود مع سوريا للتخطيط للهجوم وتنسيق المهام. وأضاف المسؤول العسكري: «ستوفر الطائرات الأميركية الدعم الجوي لقوى المعارضة السورية إذا تطلب الأمر»، مشيرًا إلى أن الجانب الأميركي يعمل مع الجانب التركي بتنسيق عالٍ. وقال: «لدينا رؤية كاملة لما يقوم به (الأتراك)».
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن المقاتلين الأكراد بدأوا في التحرك تجاه الحدود التركية في تجاهل للتوجهات الأميركية، مما أثار قلق ومخاوف كل من أنقرة وواشنطن، وأدى إلى تحرك سريع من قبل البلدين لإطلاق العملية العسكرية، وقال: «لا نريد صدامًا بين القوات الكردية والأتراك، وقد أوضحنا ذلك للجانب التركي».
وشدد على أن واشنطن أوضحت للأكراد أنها لن تقدم لهم دعمًا عسكريًا إذا أقدموا على محاولة الاستيلاء على مدينة جرابلس.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».