35 مؤسسة إسلامية في أميركا اللاتينية تطالب بملاحقة الدول الحاضنة للإرهاب

أمين المؤتمر الإسلامي الأوروبي: 50 ألف مقاتل في «داعش» نصفهم من الأقليات المسلمة

35 مؤسسة إسلامية في أميركا اللاتينية تطالب بملاحقة الدول الحاضنة للإرهاب
TT

35 مؤسسة إسلامية في أميركا اللاتينية تطالب بملاحقة الدول الحاضنة للإرهاب

35 مؤسسة إسلامية في أميركا اللاتينية تطالب بملاحقة الدول الحاضنة للإرهاب

طالبت أكثر من 35 مؤسسة إسلامية ممثلة لـ26 دولة في أميركا اللاتينية ودول الكاريبي بميثاق عالمي لتأهيل الأئمة وخطباء المساجد، لمواجهة الإرهاب والتطرف الذي ينتشر في العالم من قبل جماعات العنف والإرهاب.
ودعا المشاركون في المؤتمر التاسع والعشرين لمسلمي أميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، والذي اختتم أعماله في مدينة ساو باولو، تحت عنوان «واقع الجاليات المسلمة في أميركا اللاتينية ودول الكاريبي وسبل تحصينها من الغلو والتطرف وتوعيتها بمخاطر الإرهاب»، المجتمع الدولي بضرورة ملاحقة المواقع الإلكترونية للتنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها «داعش»، فضلاً عن ملاحقة الدول الحاضنة للإرهاب، وسن تشريعات دولية ووطنية أكثر دقة لمواجهة لغة الدم والقتل والعنف.
وبينما قال الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، أحد المشاركين في المؤتمر، إن 50 ألف مقاتل في صفوف «داعش» نصفهم من أبناء الأقليات المسلمة، وإعلام التنظيم يتحدث بـ12 لغة. ذكرت دراسة مصرية حديثة أن تنظيم «داعش» الإرهابي يعيد تنظيم خطوطه في قارة أفريقيا بعد هزائمه من قبل التحالف الدولي في العراق وسوريا وليبيا.
ونظم المؤتمر التاسع والعشرين لمسلمي أميركا اللاتينية، مركز الدعوة الإسلامية لأميركا اللاتينية، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالسعودية.
وهدف المؤتمر الدولي الذي حضره وفود عربية ودولية، إلى تعزيز سبل التواصل الدائم والتعاون المفيد بين الجاليات المسلمة في هذه القارة، وبين أقطاب المفكرين في العالم الإسلامي وأعلام الدعاة والعلماء، بالإضافة إلى إبراز دور الجمعيات والمراكز الإسلامية في حماية وتحصين الجاليات، ونقل واقع الجالية المسلمة في أميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي إلى العالم العربي والإسلامي، فضلاً عن تحديد مكامن الخطر التي تحرك بؤر الإرهاب في الخفاء وتمولها، والتحذير منها، وكشف خلفياتها.
من جانبه، طالب الدكتور البشاري بضرورة التنسيق بين المؤسسات الدينية على مستوى العالم، والاستفادة من تجارب الدول الإسلامية في محاربتها للإرهاب كمبادرة المملكة العربية السعودية، ومبادرة الإمارات العربية، والمراجعات الفقهية للجماعات المقاتلة وإعادة نشرها.
ونبه الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي إلى أن خطورة جماعات الموت تكمن في استغلالها لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث تمكن «داعش» من تجنيد أكثر من 50 ألف مقاتل في صفوفه نصفهم من أبناء الأقليات المسلمة، فضلاً عن تحدث إعلام «داعش» بـ12 لغة، داعيًا إلى تشكيل تحالف إنساني ضد الإرهاب، واقترح بتشكيل فريق عمل يجمع المؤتمر الإسلامي الأوروبي، والمنَظمة المنظِمة لمؤتمر الأقليات بأميركا اللاتينية، والإدارة الدينية بروسيا، واتحاد الجمعيات الإسلامية بجنوب شرق آسيا، وإدارة الأقليات بمنظمة المؤتمر الإسلامي، لوضع ميثاق عالمي حول المواطنة ومقتضياتها، واقتراح برنامج تأهيلي للأئمة والخطباء في مجتمع الأقليات؛ تنفيذًا لتوصيات المؤتمر العالمي للأئمة والخطباء الذي نظمته الهيئة العالمية للمساجد.
وطالب المشاركون في المؤتمر بعقد مؤتمر دولي للرفع من المستوى الوظيفي لدور الإفتاء في مجتمع الأقليات المسلمة، مشيدين بإعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية غير المسلمة في الدول الإسلامية، وجعلها وثيقة متداولة في اجتماعات الأقليات المسلمة. وأشار الدكتور أحمد عبده، مدير لجنة التعريف بالإسلام في مارغريتا بفنزويلا، ونائب رئيس التجمع الإسلامي الفنزويلي، أحد المشاركين في المؤتمر، إلى «ضرورة إيجاد سبل لتحصين الجاليات المسلمة في أميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي من الغلو والتشدد».
وشهد المؤتمر مناقشة الكثير من الأبحاث والدراسات، التي أكدت مسؤولية العلماء في مواجهة التطرف والتكفير، وموقف الإسلام من الغلو والإرهاب، والتطبيق العملي لمفهوم الوسطية في حياة المسلم. وأكد المشاركون براءة الإسلام من تهمة الإرهاب التي لصقت به، مشيرين إلى أن الإرهاب نشأ في بلاد الغرب وانتشر للعالم من خلالهم، فضلاً عن بعض الأحداث التي لا ينساها التاريخ، والتي استهدفت المسلمين أنفسهم.
من جهة أخرى، ذكرت دراسة مصرية أن تنظيم داعش يعيد تنظيم خطوطه في أفريقيا بعد هزائمه في العراق وسوريا وليبيا، موضحة أن التنظيم اختار أبو مصعب البرناوي زعيمًا جديدًا لجماعة «بوكو حرام» المتطرفة في نيجيريا، والتي بايعت التنظيم الإرهابي، وأعلن ذلك في نشرة «النبأ» التي يصدرها، وذكرت النشرة أن جماعة «بوكو حرام» بايعت واليًا جديدًا مطلع أغسطس (آب) الحالي، مما قد يجدد التكهنات بشأن مصير زعيمها المعروف أبو بكر الشكوي الذي رفض في تسجيل صوتي هذا القرار.
وأضافت الدراسة أن تغيير قيادة التنظيم الإرهابي في نيجيريا من المرجح أن يتبعه تزايد في وتيرة عملياته ووحشيتها لإثبات كفاءة القيادة الجديدة مع تغيير في أهداف هذه العمليات، لبيان تميز هذه القيادة. وقالت الدراسة التي أعدها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن «داعش» دعا عبر إصدار جديد أنتجته ما يعرف بـ«ولاية غرب أفريقيا»، عناصره في ليبيا بالصبر، وجاء الإصدار بعد خسائر يتعرض لها التنظيم في ليبيا، إذ خسر «داعش» مناطق واسعة، علاوة على فشله في استعادة أجزاء منها.
وتضمن الإصدار الذي تجاوز 13 دقيقة، وحمل عنوان «سير المعارك ثغور غرب أفريقية»، رصدًا لعمليات التنظيم ضد الجيش النيجيري. ونقل التنظيم مشاهد من استعداده للعمليات الإرهابية التي يقوم بها، علاوة على الاشتباكات الدائرة وما يحصده من مكاسب سواء أكانت سلاحًا أو مواقع.
وأشارت الدراسة أمس، إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابي قد أولى أفريقيا اهتمامًا كبيرًا وبايعته تنظيمات إرهابية كثيرة كحركة «الشباب المجاهدين» في الصومال، وجماعة «بوكو حرام»، ومما يزيد من خطورة «داعش» في أفريقيا ضعف أجهزة الأمن في تلك المناطق من أفريقيا، وهشاشة نظم المراقبة عبر الحدود الإقليمية.
ولفتت الدراسة إلى أنه على عكس موقف «داعش» في العراق وسوريا والتي تجد نفسها محاصرة من قبل دول تملك قدرات كبيرة كإيران وتركيا، فإن الدول المحيطة بالمساحات التي سيطرت عليها في شرق أفريقيا في الصومال، وغربها في نيجيريا، تعاني من ضعف القدرات العسكرية؛ مما يغري التنظيم بالتركيز على أفريقيا في الفترة المقبلة لتحقيق انتصارات يعوض بها هزائمه في سوريا والعراق.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.