«911».. خدمة طوارئ تلبي كل نداء استغاثة في السعودية

اللواء الصالح: نضاهي مراكز البلاغات الدولية في التقنية والكوادر وسرعة الاستجابة

المركز يتلقى البلاغات الأمنية في خدمة المواطنين والمقيمين («الشرق الأوسط»)
المركز يتلقى البلاغات الأمنية في خدمة المواطنين والمقيمين («الشرق الأوسط»)
TT

«911».. خدمة طوارئ تلبي كل نداء استغاثة في السعودية

المركز يتلقى البلاغات الأمنية في خدمة المواطنين والمقيمين («الشرق الأوسط»)
المركز يتلقى البلاغات الأمنية في خدمة المواطنين والمقيمين («الشرق الأوسط»)

وحّدت وزارة الداخلية في السعودية، رقما واحدا (911)، لاستقبال كل نداءات البلاغات الطارئة، من مختلف القطاعات الأمنية والخدمية والصحية، وذلك بعد أن اجتمع عملها تحت سقف واحد، في المركز الوطني للعمليات الأمنية، حيث سيغطي الرقم «911» منطقة مكة المكرمة (غرب السعودية)، ابتداء من السبت المقبل، وسيعمل المركز على تلقي البلاغات الأمنية، في خدمة المواطنين والمقيمين، إضافة إلى زوار بيت الله الحرام، أثناء أدائهم مناسك الحج والعمرة.
وأوضح اللواء عبد الرحمن الصالح، قائد مركز العمليات الوطني في وزارة الداخلية السعودية، أن المركز الذي أنشئ حديثًا يضاهي مراكز البلاغات الطارئة الدولية، حيث تم تجهيزه بعد دراسات مركزة من قبل وكالة الوزارة للتخطيط والتطوير، وكذلك الاستفادة من المراكز العالمية، والتجارب السابقة.
وقال اللواء الصالح، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، إن المركز الموحد لتلقي البلاغات الأمنية (911)، بدأ العمل في بعض المحافظات الغربية، على أن نغطي يوم السبت المقبل، منطقة مكة المكرمة. وأرقام الطوارئ السابقة الخاصة بالجهات الأمنية المختلفة ستتلاشى مع مرور الوقت.
وأشار قائد مركز العمليات الوطني إلى أن هناك نحو 120 شخصا يستقبلون البلاغات على مدار الساعة، عبر قسم تلقي البلاغات، ثم تتم إحالة البلاغ حسب نوعيته إلى قسم ترحيل البلاغ، وهو قسم موازٍ له، من حيث الإمكانيات التقنية وعدد الكوادر، لتوجيه الفرق على الفور إلى مكان وقوع الحادثة لا سمح الله، وبالتالي يتم توظيف البلاغات في المكان الصحيح، وبأسرع وقت ممكن.
وأضاف: «وجود رقم واحد يخدم سرعة البلاغ على الفور، لا سيما أن جميع الأجهزة الأمنية كلها تحت سقف واحد، يسهل عملية التنسيق»، مؤكدًا أن دور المركز هو مكمل لدور العمليات الأمنية السابقة، التي كانت ذات جهد ممتاز وعالية الكفاءة، وسبق أن حققت نتائج عالية، إلا أنه في ضوء التغيرات راعينا التقنيات المتطورة.
ولفت اللواء الصالح إلى أن المركز يضم جهات خدمية وصحية، بحيث بعض البلاغات تتطلب على الفور وجود وزارة الصحة، والهلال الأحمر السعودي، وكذلك شركة الكهرباء، وبالتالي وجود هذه الجهات يتيح لنا سرعة التدخل في حالة البلاغ، والعمل على وجودها في أسرع وقت ممكن.
وأضاف: «الرقم الموحد للبلاغات سنبدأ به حاليًا في مكة المكرمة، وسنعمل على تطويره حتى نغطي جميع مناطق السعودية، وسنقوم بإضافة بعض الإمكانيات الحديثة، خلال الفترة المقبلة، مثل إضافة استقبال لغات مختلفة، وكذلك التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر التطبيقات الحديثة».
وأكد قائد مركز العمليات الوطني، أن المركز يحوي كاميرات ذكية تغطي جميع المواقع في مكة المكرمة، بحيث يتيح لمستقبل البلاغ مشاهدة الشاشة في الموقع بعد تحديده، ثم توجيه الفرق الأمنية له على الفور.
وذكر أن المركز لا يستقبل البلاغات الأمنية فقط، بل يستقبل كل نداء طارئ، بحيث يتم التعامل معه، وإحالته في ظل وجود جميع الأجهزة الخدمية، ووجودها على مدار الساعة، لا سيما أن المشروع تم البدء فيه دون أن يكون هناك عوائق تذكر.
وأكد اللواء الصالح، أن موسم الحج المقبل سيعمل المركز على تلقي البلاغات الأمنية والطارئة لضيوف بيت الله الحرام، وستكون هناك اجتماعات مقبلة مع القطاعات الأمنية في الأمن العام، خلال الأيام المقبلة، وسنعمل على تغطية المشاعر المقدسة عبر المتابعة التلفزيونية، وكذلك استقبال البلاغات الأمنية والطارئة لا سمح الله.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».