9 آلاف متفرج تابعوا حفل الفنانة المصرية شيرين في تونس

أدت أغاني رومانسية في صفاقس تفاعل معها الجمهور

9 آلاف متفرج تابعوا حفل الفنانة المصرية شيرين في تونس
TT

9 آلاف متفرج تابعوا حفل الفنانة المصرية شيرين في تونس

9 آلاف متفرج تابعوا حفل الفنانة المصرية شيرين في تونس

أحيت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب حفلاً ناجحًا ضمن فعاليات الدورة 38 لمهرجان صفاقس الدولي، وعرفت كيف تتفاعل مع نحو 9 آلاف من الجماهير التي توافدت على الحفل، وتفاعلت مع كم المشاعر والأحاسيس الرومانسية التي اعتمدت عليها شيرين، لضمان سهرة تواصلت على مدى ساعتين على الأقل.
شيرين متعت الجماهير الحاضرة بعدد من الأغاني ذات المنحى الرومانسي على غرار «بتوحشني» و«آه يا دنيا» و«كل حاجة فيا بتناديك» و«طريق لازم أمشي فيه» و«جرح تاني» و«آه يا ليل» و«أنا مش بتاعة الكلام ده»، كما تغنت بأغنية «ألف ليلة» لكوكب الشرق أم كلثوم، و«مش كل حب بينتهي تنتهي بعده الحياة»، وهي أغنية ناجحة للفنانة التونسية الراحلة ذكرى محمد.
وعلى الرغم من تواضع كلمات بعض الأغاني ورتابة بعض الألحان التي تستعيد نفس النغمات دون أدنى اجتهاد، فقد سجلت حفلة شيرين رقمًا قياسيًا من حيث عدد المتفرجين، وتفوقت على الفنان المغربي سعد المجرد.
وفي تفسير للعدد الكبير من الجمهور الذي تابع السهرة، قال الإعلامي التونسي الحبيب الصادق عبيد، إن الهيئة المشرفة على المهرجان اعتمدت تجربة ناجحة خلال الصيف، وذلك بترويج تذاكر الحفل بنصف ثمنها قبل ساعتين من الانطلاق الفعلي للحفل، لاعتقادها أن ملء المدارج بنصف الثمن أفضل من بقائها شاغرة. وتابع قوله إن الهيئة اعتمدت هذه الطريقة خلال حفلي الفنان العراقي كاظم الساهر والفنان الجزائري الشاب خالد، ولم تقتصر على حفل شيرين عبد الوهاب.
وأضاف أن التذاكر تم ترويجها بـ25 دينارًا تونسيًا (نحو 12.5 دولار) بدلاً من 45 دينارًا بالنسبة للكراسي، و15 دينارًا تونسيًا بدلاً من 25 دينارًا بالنسبة لجمهور المدارج.
وأثناء الحفل أعلنت الهيئة التنفيذية لـ«تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016» أنها منحت لقب سفيرة هذه التظاهرة الثقافية إلى الفنانة شيرين عبد الوهاب، بحثًا عن مزيد من الإشعاع لعاصمة الثقافة العربية خلال هذه السنة.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته إثر العرض الفني، برهنت الفنانة شيرين على أن «الصدمة النفسية التي عاشتها أخيرًا والتي كانت وراء اتخاذها قرار الاعتزال الفني لم تزدها إلا قوة وعزيمة للعودة بقوة إلى الساحة الفنية»، وفق ما أكدته في هذا المؤتمر الصحافي.
وقالت شيرين عبد الوهاب بنفس المناسبة إنها ستعود يوم أمس (الأحد) إلى القاهرة، لتستعد لإحياء حفل ضمن فعاليات مهرجان بعلبك في أواخر شهر أغسطس (آب) الحالي، كما تستعد شيرين لإطلاق كليب بالتعاون مع حسام حبيب أيضًا خلال أواخر هذا الشهر.
شيرين نجحت على مدى ساعتين من الزمن في شد جمهور مدينة صفاقس، ورحبت في نهاية الحفل بكل من رغب في مصافحتها والتقاط صور معها من جميع الفئات الاجتماعية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».