ماراثون أربيل الدولي الثالث.. "لنركض جميعا من أجل السلام"

أحمد جميل عضو اللجنة العليا للمسابقة: خمسة عدائين دوليين من كينيا من ضمن المشاركين

شعار الماراثون
شعار الماراثون
TT

ماراثون أربيل الدولي الثالث.. "لنركض جميعا من أجل السلام"

شعار الماراثون
شعار الماراثون

من المؤمل أن تقام في عاصمة إقليم كردستان العراق مسابقة "ماراثون أربيل الدولي" تحت شعار "لنركض جميعا من أجل السلام"، وذلك في الـ25 من الشهر الحالي. ومن أجل تسليط الضوء على أهداف المسابقة ومعرفة الجهات المنظمة للمسابقة وعدد المشاركين فيها وأسئلة أخرى، ارتأت "الشرق الأوسط" إجراء الحوار الآتي مع كاكه أحمد جميل المتحدث الرسمي باسم الجمعيات غير الحكومية وعضو اللجنة العليا للماراثون. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

* متى جاءت فكرة المسابقة؟
- تعود الفكرة لعام 2009 خلال اجتماع لعدد من المنظمات غير الحكومية العراقية مع نظيراتها الدولية، إذ طرحت منظمة "رياضة ضد العنف" sport against violence الايطالية فكرة اقامة عدة فعاليات رياضية مختلفة من اجل السلام في مدن العراق. بعدها قامت شبكة المنظمات غير الحكومية الكردستانية العراقية IKNN ومنظمة "المسلة" ببلورة الفكرة وتحويلها الى ماراثون عالمي من اجل السلام تقام سنويا في اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق.

* متى أقيمت المسابقة المرتين السابقتين؟ وكم كان عدد المشاركين فيهما؟
- النسخة الأولى من الماراثون أقيمت عام 2011 بمشاركة 1600 مشارك ومشاركة مثلوا كل محافظات العراق وممثلين من 29 دولة اجنبية. أما النسخة الثانية فأقيمت عام 2012 وبمشاركة أكثر من 5000 شخص ومن 50 دولة أجنبية.

* هل سيشارك في المناسبة أبطال عالميون في مسابقات الماراثون العالمية؟
- نعم من المؤمل ان يشارك خمسة عدائين دوليين من كينيا. بالاضافة الى ان عددا كبيرا من العدائين المعروفين دوليا من ضمنهم ابطال عالميون قاموا بمراسلتنا وابدوا رغبتهم في المشاركة في الماراثون، ولكن وللاسف لم نستطع دعوتهم هذه السنة بسبب الامكانيات المادية حيث ان الاعراف الدولية تنص على رعاية هؤلاء العدائيين بمعنى تحمل كل نفقاتهم المالية بالاضافة الى اعطائهم مكافأة مالية لقاء مشاركتهم سواء فازوا أم لا. املنا كبير ان نقوم بهذه الخطوة في السنة القادمة باذن الله.

* عادة ما تكون وراء تنظيم فعاليات عالمية من هذا النوع أهداف إنسانية أو إغاثية، فما هي الغاية أو الهدف من وراء تنظيم هذه المسابقة؟
- الغاية الاساسية من اقامة هذا الماراثون هو إيصال رسالة الى العالم اجمع مفادها ان اربيل هو عاصمة السلام ومدينة التعايش السلمي والوئام ونبذ العنف بكل اشكاله. وإضافة إلى ما سبق، يهدف الماراثون مستقبلا لجعلها وسيلة لجمع التبرعات للاعمال الخيرية والانسانية وجعلها اداة لتوعية المجتمع. هذا عوضا عن كون الماراثون بحد ذاته حدثا رياضيا مهما يقام سنويا في كل عواصم ومدن العالم.

* ما هي الجهة المنظمة لهذه المسابقة؟ وهل لحكومة إقليم كردستان أي دور فيها؟
- الجهة المنظمة الوحيدة هذه السنة هي شبكة المنظمات غير الحكومية الكردستانية العراقية IKNN بإشراف مباشر من السيد عبد الستار عصمت المنسق العام للماراثون، وبالتعاون والتنسيق مع اتحاد ألعاب القوى العراقية والكردستانية. ولحكومة الاقليم - ممثلة بمحافظة أربيل - دور رئيسي وفعال في اقامة هذا الحدث المهم من حيث تقديم الدعم المادي والمعنوي وكذلك تسهيل وترتيب الامور اللوجستية والتنسيق مع كل الاطراف المعنية لتسهيل اقامة الماراثون وتنظميه من الشرطة والمرور والصحة والبلدية وغيرهم.

* نحن نعرف أن تنظيم مثل هذه المسابقات يتطلب تكاليف كثيرة، فما هي الجهات التي تكفلت أو تتكفل بتمويل المسابقة؟
- بالتاكيد إقامة هكذا حدث كبير يتطلب الكثير من الاموال والمصاريف، الجزء الاكبر من التمويل جاءت مشكورة من القطاع الخاص وبالاخص من بعض الشركات العالمية والمحلية المعروفة (مثل شركات سامسونغ وجبال لتكنولوجيا المعلومات وبيبسي و"مياه روفيان" وشركات أخرى)، والجزء الآخر جاءت من محافظة أربيل.

* ما هي التسهيلات التي تقدمونها للمشاركين في المسابقة، مثل الحصول على التأشيرة للذين يأتون من خارج الإقليم، أو تخصيص الفنادق لهم، وما إلى ذلك؟
- لجنة الترحيب تقوم بتقديم كل المساعدات اللوجستية المطلوبة، وكل مشارك بحاجة الى تأشيرة دخول او حجز فندق او مواصلات تقوم لجنة الترحيب بتأمينها.

* بما أن المسابقة تستهدف نشر روح السلام والتعايش ونبذ العنف، هل طلبتم من سياسيين ورجال دولة أو برلمانيين المشاركة فيها، كونهم الأجدر بنشر هذه القيم فيما بينهم والتمسك بها؟
- لقد قمنا بدعوتهم وبشكل رسمي وغير رسمي وننتظر مشاركة العديد منهم، وأيضا وجهنا دعوة رسمية لكل السفارات والقنصليات والممثليات الأحنبية في الاقليم والعراق للمشاركة في الماراثون.

* هل أنتم حريصون على تنظيم هذه المسابقة بشكل دوري في كل عام؟
- نعم، هذا هو هدفنا الذي سعينا من اجله من أول يوم لجعل هذا الحدث حدثا عالميا سنويا يقام كل سنة في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».