رغم خسائره.. «داعش» لا يزال يهدد الرمادي

قربه من المدن التي خسرها يعرقل عودة النازحين

عنصرا أمن يستقلان دراجة نارية في أحد الشوارع المدمرة بالرمادي (أ.ب)
عنصرا أمن يستقلان دراجة نارية في أحد الشوارع المدمرة بالرمادي (أ.ب)
TT

رغم خسائره.. «داعش» لا يزال يهدد الرمادي

عنصرا أمن يستقلان دراجة نارية في أحد الشوارع المدمرة بالرمادي (أ.ب)
عنصرا أمن يستقلان دراجة نارية في أحد الشوارع المدمرة بالرمادي (أ.ب)

رغم تكبده خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وخسارته لأكثر من 70 في المائة من مساحة نفوذه في المدن والمناطق التي سيطر عليها في محافظة الأنبار، ما زال تنظيم داعش يهدد أمن تلك المدن والمناطق التي حررتها القوات الأمنية العراقية، حيث يقف مسلحو التنظيم على بعد مئات الأمتار فقط من مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، وكذلك الحال بالنسبة إلى مدينة هيت، مما يهدد أمن وسلامة السكان العائدين من النزوح إلى مناطقهم الأصلية.
وطالب مجلس عشائر محافظة الأنبار المتصدية للإرهاب الحكومة والقيادات الأمنية بضرورة الإسراع بشن حملة عسكرية لتحرير جزيرتي الرمادي وهيت من سيطرة التنظيم، حفاظًا على أرواح المدنيين العائدين إلى المدن المحررة، وكذلك على سلسلة الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية العراقية.
وقال رئيس المجلس الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «وجود مسلحي تنظيم داعش الإرهابي على بعد مئات الأمتار من مدينة الرمادي ومدينة هيت يعد خطرًا حقيقيًا على سلامة مئات الآلاف من أهالي مدن الأنبار الذين عادوا إلى مناطقهم ومدنهم بعد تحريرها»، مضيفا: «يقوم عناصر تنظيم داعش بإطلاق قذائف الهاون على المناطق المحررة، مما تسبب في سقوط العشرات من السكان المدنيين، الأمر الذي جعل كثيرا من العائلات من أهالي الرمادي والمناطق المحيطة بها، وكذلك أهالي مدينة هيت، مترددين في العودة إلى المناطق المحررة».
وميدانيًا، أكد المتحدث باسم العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول الزبيدي، أن القوات الأمنية دمرت كثيرا من شبكات الأنفاق، ومقر قيادة سيطرة تنظيم داعش، في جزيرة الخالدية، في الوقت الذي أعدت فيه قيادة العمليات خطة لتحرير مدن راوة وعانة وجزيرة الرمادي، بعد الانتهاء من تطهير جزيرة الخالدية. وقال الزبيدي إن قيادة العمليات المشتركة «وضعت خطة لتحرير راوة وعانة وجزيرة الرمادي، بعد أن أصبحت لدى قواتنا الأمنية القدرة الكافية على فتح أكثر من جبهة على العدو، وتحرير باقي المدن في غرب محافظة الأنبار».
وأشار الزبيدي إلى أن «القوات الأمنية التابعة لقيادة عمليات الأنبار قامت بتفتيش المنطقة الصحراوية في الحامضية، واشتبكت مع مجموعة من مسلحي تنظيم داعش، وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل عدد من عناصر التنظيم الإرهابي، بينهم ما يسمى الأمير الإداري لولاية الفلوجة، الملقب بأبي مهند، وهو من سكان مدينة الرمادي، فيما تمكنت قوات أخرى، ومن خلال عملية تفتيش وتطهير جزيرة الخالدية، من قتل واحد وثلاثين إرهابيا، وتدمير مدفع رشاش، وتفكيك واحد وعشرين عبوة، وأربع عجلات مفخخة تابعة للتنظيم الإرهابي».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».