السودان: الحزب الشيوعي ينتخب لجنة جديدة في ختام مؤتمره السادس

رفض التسوية.. وتمسك بإسقاط وتفكيك نظام البشير

السودان: الحزب الشيوعي ينتخب لجنة جديدة في ختام مؤتمره السادس
TT

السودان: الحزب الشيوعي ينتخب لجنة جديدة في ختام مؤتمره السادس

السودان: الحزب الشيوعي ينتخب لجنة جديدة في ختام مؤتمره السادس

حسم الحزب الشيوعي السوداني جدلاً شغل الساحة السياسية الوطنية لأشهر، بانتخاب لجنة مركزية، غلب عليها الطابع التجديدي وارتفع فيها تمثيل النساء، رغم احتفاظ معظم قادته التاريخيين بمناصبهم. وأنهى الحزب بذلك تكهنات باحتمالات حدوث انقسام رأسي في الحزب، إثر فصل قيادات حزبية رأسية قبيل أيام من انعقاد المؤتمر العام. وأيد المؤتمر موقف الحزب الرافض للتسوية السياسية مع نظام حكم الرئيس عمر البشير التي يسعى المجتمع الدولي والإقليمي على فرضها، وتعهد بالعمل على إسقاطه وتفكيكه واستعادة الديمقراطية.
وأعلن الحزب في مؤتمر صحافي، عقده في الخرطوم أمس، أن المؤتمر العام السادس الذي عقد الأيام الماضية، انتخب 41 عضوًا للجنته المركزية و10 أعضاء احتياط، 33 منهم أعضاء جدد، وبينهم أكثر من 25 في المائة نساء، ويتوقع أن تعقد اللجنة المركزية أول اجتماعاتها لانتخاب المكتب السياسي والمكاتب الحزبية وتسمية السكرتير العام للحزب في الأيام القليلة المقبلة.
ورفض مؤتمر الحزب المشاركة في التسوية السياسية التي تدعو لها قوى نداء السودان بضغوط من المجتمع الدولي، وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عضو اللجنة المركزية محيي الدين الجلاد للصحافيين إنها مجرد صياغة جديدة لما يسمى بالحوار، وأضاف موضحا: «موقفنا منها واضح، فنحن لا نرفض الحوار، ولا نرفض أن يقول النظام إنه راغب فيه بمحض إرادته أو بفعل الضغط الجماهيري، لكنا نرى هذا لن يتأتى ألاّ بضغط جماهيري واسع، وإن لحظة سقوط النظام واستسلامه قد تكون لحظة مفاوضات وتسوية أو لحظة دموية تشبه سقوط الباستيل».
وتمسك الجلاد بإسقاط نظام الحكم باعتباره خطوة باتجاه تفكيكه، وقال الجلاد إن «خط الحزب التكتيكي هو إسقاط النظام، وخطه الاستراتيجي تفكيكه والعودة للديمقراطية، وسيضطر النظام للرضوخ والخروج من السلطة بإرادته أو بغيرها مستسلمًا أو منهارًا».
وأوضح الجلاد أن التسوية السياسية التي يدعو لها المجتمع الدولي وبعض القوى السياسية بما يمكن أن يطلق عليه «الهبوط الناعم» تتيح الفرصة للنظام لإطالة عمره، وقال في هذا الصدد إن «المجتمع الدولي يرى أنه مجبر للضغط على القوى السياسية لقبول تسوية تقود لوضع أكثر ديمقراطية، ونحن نقول إن هذا غير صحيح، لأن النظام لا يمكن أن يتنازل من السلطة إلاّ بعد تضييق الخناق عليه، وأن أي تسوية مؤقتة ستفك الخناق عن عنقه، لذا فإن خط الهبوط الناعم فاشل في الأصل، ويتزايد فشله باتباعه لترتيبات الحل الجزئي للقضايا، ما يؤدي لتجزئة الوطن، ونحن نقول إن الحل هو إسقاط النظام وتفكيكه».
وردًا على ما تردد عن ضيق القيادات الحزبية بالأفكار التجديدية وصراع الشيوخ والشباب، وأنها السبب وراء فصل قيادات حزبية، قال الجلاد إن الصراع في الحزب ليس ممنوعًا لأنه يؤمن بأن الصراع أداة من أدوات التطور، وإن حسمه داخل الحزب يتم بتمتين وحدته الفكرية والسياسية، وأضاف قائلا: «لا يوجد صراع بين الشباب والشيوخ».
من جهتها، أرجعت عضو هيئة الرئاسة في المؤتمر بثينة خرصاني حصول النساء على 25 في المائة من اللجنة المركزية و30 في المائة من أعضاء الاحتياط، إلى موقف الحزب من قضية المرأة، وقالت إن «الأمر مدبر باللوائح، بل نتيجة طبيعية لموقف الحزب من المرأة».
وردًا على معلومات تتعلق بحدوث اختراقات أمنية للحزب، قالت عضو اللجنة المركزية المنتخبة هنادي فضل إن جهاز الأمن درج على محاولة اختراق الأحزاب، ونشر معلومات عن اختراقات داخل حزبها، تهدف لتشكيك الشيوعيين في بعضهم، وأضافت: «الحزب الشيوعي صبور في جمع المعلومات حول المشاكل والاختراقات حتى لا نكيل الاتهامات لبعضنا، لأن هدف النظام الأساسي هو تشكيك الشيوعيين في بعضهم البعض، ولن يفلح في ذلك»، وأوضحت أن حزبها يواجه محاولات الاختراق الأمني بتمتين وحدته الفكرية وبالديمقراطية، وقطعت بعدم وجود اختراقات أمنية في حزبها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.