حسم الحزب الشيوعي السوداني جدلاً شغل الساحة السياسية الوطنية لأشهر، بانتخاب لجنة مركزية، غلب عليها الطابع التجديدي وارتفع فيها تمثيل النساء، رغم احتفاظ معظم قادته التاريخيين بمناصبهم. وأنهى الحزب بذلك تكهنات باحتمالات حدوث انقسام رأسي في الحزب، إثر فصل قيادات حزبية رأسية قبيل أيام من انعقاد المؤتمر العام. وأيد المؤتمر موقف الحزب الرافض للتسوية السياسية مع نظام حكم الرئيس عمر البشير التي يسعى المجتمع الدولي والإقليمي على فرضها، وتعهد بالعمل على إسقاطه وتفكيكه واستعادة الديمقراطية.
وأعلن الحزب في مؤتمر صحافي، عقده في الخرطوم أمس، أن المؤتمر العام السادس الذي عقد الأيام الماضية، انتخب 41 عضوًا للجنته المركزية و10 أعضاء احتياط، 33 منهم أعضاء جدد، وبينهم أكثر من 25 في المائة نساء، ويتوقع أن تعقد اللجنة المركزية أول اجتماعاتها لانتخاب المكتب السياسي والمكاتب الحزبية وتسمية السكرتير العام للحزب في الأيام القليلة المقبلة.
ورفض مؤتمر الحزب المشاركة في التسوية السياسية التي تدعو لها قوى نداء السودان بضغوط من المجتمع الدولي، وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عضو اللجنة المركزية محيي الدين الجلاد للصحافيين إنها مجرد صياغة جديدة لما يسمى بالحوار، وأضاف موضحا: «موقفنا منها واضح، فنحن لا نرفض الحوار، ولا نرفض أن يقول النظام إنه راغب فيه بمحض إرادته أو بفعل الضغط الجماهيري، لكنا نرى هذا لن يتأتى ألاّ بضغط جماهيري واسع، وإن لحظة سقوط النظام واستسلامه قد تكون لحظة مفاوضات وتسوية أو لحظة دموية تشبه سقوط الباستيل».
وتمسك الجلاد بإسقاط نظام الحكم باعتباره خطوة باتجاه تفكيكه، وقال الجلاد إن «خط الحزب التكتيكي هو إسقاط النظام، وخطه الاستراتيجي تفكيكه والعودة للديمقراطية، وسيضطر النظام للرضوخ والخروج من السلطة بإرادته أو بغيرها مستسلمًا أو منهارًا».
وأوضح الجلاد أن التسوية السياسية التي يدعو لها المجتمع الدولي وبعض القوى السياسية بما يمكن أن يطلق عليه «الهبوط الناعم» تتيح الفرصة للنظام لإطالة عمره، وقال في هذا الصدد إن «المجتمع الدولي يرى أنه مجبر للضغط على القوى السياسية لقبول تسوية تقود لوضع أكثر ديمقراطية، ونحن نقول إن هذا غير صحيح، لأن النظام لا يمكن أن يتنازل من السلطة إلاّ بعد تضييق الخناق عليه، وأن أي تسوية مؤقتة ستفك الخناق عن عنقه، لذا فإن خط الهبوط الناعم فاشل في الأصل، ويتزايد فشله باتباعه لترتيبات الحل الجزئي للقضايا، ما يؤدي لتجزئة الوطن، ونحن نقول إن الحل هو إسقاط النظام وتفكيكه».
وردًا على ما تردد عن ضيق القيادات الحزبية بالأفكار التجديدية وصراع الشيوخ والشباب، وأنها السبب وراء فصل قيادات حزبية، قال الجلاد إن الصراع في الحزب ليس ممنوعًا لأنه يؤمن بأن الصراع أداة من أدوات التطور، وإن حسمه داخل الحزب يتم بتمتين وحدته الفكرية والسياسية، وأضاف قائلا: «لا يوجد صراع بين الشباب والشيوخ».
من جهتها، أرجعت عضو هيئة الرئاسة في المؤتمر بثينة خرصاني حصول النساء على 25 في المائة من اللجنة المركزية و30 في المائة من أعضاء الاحتياط، إلى موقف الحزب من قضية المرأة، وقالت إن «الأمر مدبر باللوائح، بل نتيجة طبيعية لموقف الحزب من المرأة».
وردًا على معلومات تتعلق بحدوث اختراقات أمنية للحزب، قالت عضو اللجنة المركزية المنتخبة هنادي فضل إن جهاز الأمن درج على محاولة اختراق الأحزاب، ونشر معلومات عن اختراقات داخل حزبها، تهدف لتشكيك الشيوعيين في بعضهم، وأضافت: «الحزب الشيوعي صبور في جمع المعلومات حول المشاكل والاختراقات حتى لا نكيل الاتهامات لبعضنا، لأن هدف النظام الأساسي هو تشكيك الشيوعيين في بعضهم البعض، ولن يفلح في ذلك»، وأوضحت أن حزبها يواجه محاولات الاختراق الأمني بتمتين وحدته الفكرية وبالديمقراطية، وقطعت بعدم وجود اختراقات أمنية في حزبها.
السودان: الحزب الشيوعي ينتخب لجنة جديدة في ختام مؤتمره السادس
رفض التسوية.. وتمسك بإسقاط وتفكيك نظام البشير
السودان: الحزب الشيوعي ينتخب لجنة جديدة في ختام مؤتمره السادس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة