لم يكتف النظام السوري بالحرب العسكرية التي يشنها على مناطق حلب الشرقية المحاصرة، بل لجأ أمس إلى إدخال الحرب النفسية والإعلامية، من خلال ترويج معلومات تتحدث عما سمته «استسلام عشرات المقاتلين وتسليم أنفسهم للجيش السوري، بالإضافة إلى خروج مدنيين عبر الممرات الآمنة» التي تصفها المعارضة بـ«ممرات الموت».
مزاعم النظام سرعان ما بددتها المعارضة وحتى المدنيون المحاصرون؛ إذ كشف مصدر عسكري في الجيش السوري الحر، عن أن «الثوار في وضع جيد في جميع مناطق شرق حلب». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «مقاتلي المعارضة شنّوا (أمس) هجوما معاكسا، وتمكنوا من استعادة السيطرة على مباني السكن الشبابي عند أطراف حي بني زيد»، واصفا مزاعم النظام بأنها «حرب إعلامية وترويج لانتصارات مزعومة».
بدورها، حذرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان المدنيين في أحياء حلب الشرقية، من «خديعة كبرى يحاول النظام والروس إيقاعهم بها». وقالت في تقرير لها «القوات الروسية والسورية لا تكترث مطلقا لحياة المدنيين السوريين، بل تقوم طائراتهما وأسلحتهما بقتلهم يوميا داخل الأحياء، دون أي مراعاة لوجودهم». وأضافت: «إذا ما أريد أن تكون هناك معابر آمنة للمدنيين، فيجب أن تكون بإشراف وتنفيذ الأمم المتحدة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومرافقة طواقم من الإعلاميين المستقلين».
ونددت المعارضة بسمة قضماني بـ«رسالة وحشية لشعبنا: إما أن ترحلوا أو تموتوا من الجوع».
في السياق نفسه، قال أبو محمد (50 عاما) وهو أب لأربعة أبناء ومن سكان حلب، لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن الوضع الإنساني يزداد سوءا، ونجد صعوبة في الحصول على الغذاء».
دبلوماسيا، تتجه أنظار المراقبين إلى ما سيأتي به الأسبوع المقبل بشأن مصير «الاتفاق» المبدئي الذي توصل إليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو قبل أسبوعين، والذي تهدده التطورات في حلب. ووفق المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، يسعى الطرفان لتحديد «بنك أهداف مشترك» والتوافق على الأهداف التي يستطيع طيرانهما القيام بقصفها والعائدة لـ«داعش» و{النصرة} مع اضطلاع الطرف الأميركي بدفع الفصائل المعتدلة على «الابتعاد» عن مواقع {النصرة} الذي جاء إعلان زعيمها أبو محمد الجولاني أول من أمس الانفصال عن «القاعدة» ليزيد الأمور تعقيدا.
...المزيد
المحاصرون في حلب بين فكي «ممرات الموت» والجوع
واشنطن وموسكو تسعيان لتحديد «بنك أهداف مشترك»
المحاصرون في حلب بين فكي «ممرات الموت» والجوع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة