من أعراض حمى «بوكيمون غو» التي أصابت العالم، ومع ازدياد عدد الدول التي انطلقت فيها اللعبة، زادت التحذيرات من الأخطار التي قد تصيب اللاعبين، ففي البوسنة صدر تحذير رسمي لكل مستخدمي تطبيق «بوكيمون غو» من أن يأخذهم البحث عن شخصيات اللعبة لمناطق خطرة، وتحديدا لمناطق الألغام من مخلفات الحرب الأهلية في التسعينات من القرن الماضي. وكانت جمعية خيرية لنزع الألغام قد أصدرت تحذيرا لمستخدمي اللعبة وذلك بعد توارد أخبار من حول العالم حول حوادث تعرض لها لاعبون أثناء بحثهم عن شخصيات البوكيمون. والمعروف أن هناك 120 ألف لغم لم يكتشف بعد في البوسنة.
وما زالت التقارير تتوالى حول جاذبية اللعبة على مستوى العالم وتأثيرها على المستخدمين الذين قد ينسون الحذر والكياسة في بعض الأحيان في محاولتهم صيد الشخصيات الكارتونية.. ففي النمسا نشرت الهيئة المسؤولة عن الإشراف على «مقابر فيينا» وإدارتها، تنبيها مصحوبا بآلاف التوقيعات من أهل موتى ومعزين وزوار للمقابر الرئيسية بالعاصمة النمساوية فيينا جاء فيه: «ليس لدينا أي اعتراض أن تلعبوا وتبحثوا عن (بوكيمونكم).. كل ما نسألكم أن تراعوا قدسية الموتى وأنتم تطاردونه بين القبور».
ونشر الإعلان على الصفحة الإلكترونية للهيئة كما تم توزيعه على وسائل إعلام للنشر بصحف محلية، فيما أدلى الناطق الرسمي باسم الهيئة بحديث لوكالة الأنباء النمساوية أدان فيه مطاردات تجري داخل ساحة المقابر الضخمة ووسط القبور ومن حولها وفوقها، مطالبا بضرورة التقيد بالاحترام الواجب أثناء عمليات صيد ومطاردات اجتاحت فيينا بسبب جنون اللعبة الجديدة التي تعتمد على تطبيقات بالجوالات الذكية تعزز البحث الحر والجري لصيد «البوكيمون» في مواقع وأماكن واقعية خارج نطاق الجوال في محاولات لإلقاء القبض عليه، مضيفا أن الحال وصلت بالبعض للقفز من قبر لآخر ودهس النباتات والورود وصور وشواهد الموتى، بل تسببوا في مضايقات لمسيرات جنائزية كانت في طريقها لإتمام إجراءات دفن.
بدورها، كانت الشرطة قد حذرت من عواقب غير محسوبة أثناء عمليات البحث في الطرقات والشوارع مما أدى لتجاوز البعض إشارات المرور وتجاهلها.
* اللعبة الأكثر ربحًا في قطاع الألعاب الإلكترونية
من جانب آخر، حققت اللعبة خلال أسبوعين من إطلاقها أرقاما قياسية، فقد حققت شركة «بوكيمون» 35 مليون دولار من الأرباح جراء 30 مليون تحميل للعبة في العالم. واللعبة، وهي متاحة الآن في أوروبا وأميركا وأستراليا ونيوزيلندا، أغرت اللاعبين بالإنفاق على شراء أوقات أطول في اللعبة وغيرها من المشتريات الجانبية التي توفرها الألعاب الإلكترونية عادة. وحسب تقرير لشركة المعلومات «سينسور تاور»، يبلغ إنفاق مستخدمي اللعبة في الولايات المتحدة الأميركية نحو 1.6 مليون دولار في اليوم الواحد، وهو ما يجعل «بوكيمون غو» اللعبة الأكثر جلبا للأرباح في قطاع الألعاب الإلكترونية الذي تبلغ أرباحه 36.9 مليار دولار وفي قطاع التطبيقات الموجودة على نظامي «آي أو إس» و«آندرويد». وإن كانت الأرقام في تغير مستمر ويتوقع أن تزيد بعد دخول اللعبة لليابان وهي واحدة من أهم ثلاثة أسواق للألعاب الإلكترونية.
* اليابان تؤجل إطلاق اللعبة و«ماكدونالدز» أول راع تجاري
ولكن تأجيل إطلاق اللعبة أصاب محبيها في اليابان بالإحباط وسط تقارير عن أن المبرمجين قد عطلوا الإطلاق خوفا من أن يؤدي الطلب الهائل إلى تحميل زائد على أجهزة الخادم.
وتهاوى سهم شركة «نينتندو» الذي شهد أحد أسوأ أيامه منذ غزت لعبة «بوكميون» العالم، حيث هبط بنسبة 13 في المائة بسبب عدم إطلاق التطبيق. لكن السهم كان قد ارتفع 86 في المائة منذ إطلاق اللعبة في الولايات المتحدة في وقت سابق هذا الشهر، مما أضاف 17 مليار دولار إلى القيمة السوقية لرأسمال الشركة.
وقال توشيهيد أونتشي (40 عاما)، وهو مهندس نظم الكومبيوتر الذي شارك في تجربة إحدى نسخ اللعبة: «أليست اليابان هي موطن بوكيمون؟ أرجوهم أن يسرعوا».
وفي وقت متأخر من مساء أول من أمس نشر موقع أخبار التكنولوجيا «تك كرانش» ومواقع أخرى أن إطلاق اللعبة سيتم في اليوم التالي. وتحدث موقع «تك كرانش» في وقت لاحق عن تأجيل، لكنه أكد أن الإطلاق وشيك.
لكن متحدثة باسم شركة «بوكيمون» التي ابتكرت اللعبة مع «نينتندو» و«نيانتيك»، وهي شركة تابعة لـ«غوغل»، رفضت التعليق على التقرير، وأكدت أن شيئا لم يتقرر بعد بشأن موعد إطلاق اللعبة في اليابان.
وسربت أول من أمس رسالة إلكترونية بها تفاصيل حول عقد رعاية مطاعم «ماكدونالدز» في اليابان للعبة «بوكيمون غو». وتعد سلسة مطاعم الوجبات السريعة أول داعم رسمي للعبة، وستتحول فروع «ماكدونالدز» في اليابان البالغ عددها 3 آلاف إلى «نواد» و«حلبات للمبارزة» بين المستخدمين يستطيعون فيها مبارزة بعضهم بعضا والفوز بشخصيات البوكيمون. وستوفر رعاية «ماكدونالدز» مصدرا ماليا ثابتا إلى جانب المبيعات داخل التطبيق، ويتوقع أن يزداد عدد الرعاة التجاريين مع التوسع في إطلاق اللعبة.
وقد قامت مطاعم أخرى في نيويورك باستخدام اللعبة لجذب مزيد من الزبائن عبر استقطاب شخصيات البوكيمون لها، وتوفيرها ما يسمى بـ«بوكي ستوب»، وهي الأماكن التي يقوم فيها اللاعب بتدريب البوكيمون، وقامت بعض تلك المطاعم بالإعلان عن وجود شخصيات اللعبة بها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.