صيد الـ«بوكيمون» يجتاح العالم.. وتحذيرات صحية وأمنية لسلامة اللاعبين

السعودية: «بوكيمون غو» تنتهك خصوصية الأفراد.. وروسيا واليابان في انتظار إصدارها

رجلا شرطة يلتقطان صورة مع شخصيات «بوكيمون غو» في إسبانيا  - لاعبة تبحث عن شخصيات البوكيمون في وسط روما (أ.ف.ب)
رجلا شرطة يلتقطان صورة مع شخصيات «بوكيمون غو» في إسبانيا - لاعبة تبحث عن شخصيات البوكيمون في وسط روما (أ.ف.ب)
TT

صيد الـ«بوكيمون» يجتاح العالم.. وتحذيرات صحية وأمنية لسلامة اللاعبين

رجلا شرطة يلتقطان صورة مع شخصيات «بوكيمون غو» في إسبانيا  - لاعبة تبحث عن شخصيات البوكيمون في وسط روما (أ.ف.ب)
رجلا شرطة يلتقطان صورة مع شخصيات «بوكيمون غو» في إسبانيا - لاعبة تبحث عن شخصيات البوكيمون في وسط روما (أ.ف.ب)

مع ازدياد الهوس بلعبة «بوكيمون غو» في جميع أنحاء العالم وازدياد عدد اللاعبين الذين يهيمون في كل مكان بحثا عن شخصيات اللعبة لاصطيادها، تباينت ردود الفعل تجاه اللعبة التي حطمت الأرقام القياسية لتتصدر قائمة الألعاب الأكثر تحميلا على متاجر «آندرويد» و«أي أو أس» في العالم. وقد ظهرت تحذيرات كثيرة من مخاطر اللعبة التي قد تدفع باللاعبين لأماكن خطرة أو قد تضعهم تحت طائلة القانون. من الناحية الصحية أصدرت الجهات الصحية الأميركية تحذيرات من الإصابات التي قد تصيب اللاعبين، وعلى رأسها «حروق الشمس»، فمن قوانين اللعبة ملاحقة شخصيات البوكيمون من مكان إلى آخر، وكثير من الناس يلاحقون البوكيمون في النهار، مما يؤدي إلى إصابتهم بحروق بسبب الشمس. كما نصح الخبراء اللاعبين بارتداء ملابس واقية من الشمس، ونظارات شمسية، ووضع مستحضرات تحمي من الحروق.
من جانبها، أصدرت الجمعية الأميركية لجراحي العظام توجيها رسميا تذكر فيه كيفية اللعب بشكل سليم دون التعرض للإصابات والكسور. وتنصح الجمعية بعدم الركض وتعريض الجسم لتسارع فجائي قد يعرض الكاحل للالتواء ومشكلات أخرى. ونصحت أيضا بإبقاء الأعين على المحيط بدلا من الهاتف الجوال، والانتباه في حال السير في الشارع لإشارات المرور وغيرها.
وقد حذر كثير من علماء النفس من أن هذه اللعبة قد تؤدي إلى كثير من الأمراض النفسية والعقلية، ومنها الإدمان، وأشارت الدراسات إلى ضرورة عدم قضاء أكثر من ساعتين يوميا أمام شاشات الكومبيوتر والكومبيوتر اللوحي والهاتف الجوال والأجهزة المشابهة، في حين أن الألعاب من قبيل «بوكيمون غو» تجعلهم يتجاوزون هذا الحد.
الإدمان ينجم عنه إبعاد الشخص عن الحياة الاجتماعية، وقد يكون للعبة تأثير مشابه لتأثير المخدرات. صحيح أن لعبة «بوكيمون غو» تدفع مستخدميها إلى الخروج للشارع، ولكنها تبقيهم في إطار العزلة التي تدفع إليها التكنولوجيا، بخلاف الألعاب التقليدية التي يكون الشارع مسرحا لها والتي تدفع المشاركين فيها للتفاعل الاجتماعي.
وتعرض اللعبة أيضا المشاركين فيها لمخاطر قد تضعهم تحت طائلة القانون، وهو ما حدث مع شخص فرنسي تم القبض عليه في إندونيسيا أثناء مطاردته للبوكيمون في قاعدة عسكرية بإندونيسيا.
وقال رئيس الشرطة المحلية يسري يونس إن المواطن الفرنسي كان يلعب لعبة «بوكيمون غو»، في وقت متأخر من مساء الاثنين عندما دخل دون قصد الموقع العسكري في سيربون. وأضاف: «لقد ضل طريقه أثناء لعبه البوكيمون، وألقى جندي القبض عليه في موقع سيربون العسكري». وأشار إلى أنه تم الإفراج عن الرجل، وهو موظف بشركة أدوية فرنسية في الساعات الأولى من اليوم.
من ناحيتها، أصدرت الشرطة الإسبانية إرشادات خاصة بالسلامة لمستخدمي لعبة «بوكيمون غو»، وتشمل تنبيهات بأن المستخدمين موجودون «في العالم الواقعي» ويجب أن يكونوا على دراية بعقباته مثل إشارات المرور والسيارات.
وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن الشرطة أصدرت توجيهاتها بعدما جرى إنقاذ اثنين من السائحين اليابانيين من نفق على طريق سريع في برشلونة يوم السبت الماضي حيث كانا يتجولان بحثا عن شخصيات بوكيمون.
وحذرت الشرطة مستخدميها من أن استخدام تكنولوجيا نظام تحديد المواقع الكوني «جي بي إس» في اللعبة يعني أن موقع المستخدمين بات مرئيا لآخرين، الأمر الذي قد يجعلهم عرضة للهجمات أو السرقة، وكذلك يشير إلى عدم وجودهم في المنزل.
وفي أنحاء الولايات المتحدة سار مستخدمو تلك اللعبة في حارات وأزقة مظلمة وفي أحياء خطرة بحثا عن الشخصيات الخيالية ليقعوا فريسة للمجرمين.
وتحذر إرشادات الشرطة المستخدمين من ألا يلهيهم حماس عملية الإمساك النادرة بشخصيات بوكيمون، وتذكرهم بأن السلامة هي الأولوية.
من جانبها، علقت شرطة لندن على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الأخطار التي يتعرض لها مستخدمو اللعبة وغيرها، قائلة: «نهيب بأي شخص يستخدم هاتفا جوالا في الشارع أو أي مكان عام، سواء كان ذلك بإرسال الرسائل أو الانخراط في الألعاب الإلكترونية أو إجراء المكالمات، أن يكونوا حذرين ومنتبهين لما حولهم».
وفي بريطانيا أيضا اضطر أحد المستشفيات إلى أن يصدر تحذيرا لرواد المستشفى واللاعبين من دخول قسم الطوارئ بها، معلنا أنه قد أفسح المجال للعب في محيط النادي الصحي الملحق بالمستشفى.
ويبدو أن اللعبة قد حازت إلى جانب الجماهيرية المدهشة أيضا اعتراضات من جانب البعض ممن تؤثر فيهم تصرفات مستخدمي «بوكيمون غو»، فقد كشفت نتائج استطلاع للرأي أجري في ألمانيا أن أكثر من نصف الألمان يرون أن اللعبة تمثل خطرا بالنسبة لحركة السير في الشوارع، كما أعرب كثيرون عن قلقهم حيال حماية البيانات.
ووفقا للاستطلاع الذي أجراه معهد «يوجوف» لقياس الرأي، فإن 32 في المائة من المستطلعة آراؤهم يرون لعبة مثل «بوكيمون غو» تمثل خطرا بالنسبة لحركة السير في الطريق، فيما اعتبر 28 في المائة أن اللعبة «أقرب» إلى أن تكون خطرا على حركة السير.
يذكر أن لعبة «بوكيمون» تفرض على ممارسها التجول في المحيط الذي يعيش فيه لكي يعثر على كائنات «بوكيمون» ويصطادها بكاميرا هاتفه الذكي، ويعتقد 39 في المائة من المستطلعة آراؤهم أن هذه الخاصية ستدفع الناس إلى ممارسة مزيد من النشاط البدني، فيما يرى 43 في المائة من المستطلعة آراؤهم أن اللعبة تمثل خطرا على حماية البيانات؛ إذ إنه في حال تفعيل الكاميرا يمكن للتطبيق أن ينقل عبر شاشة الهواتف الذكية صورة الأشخاص المشاركين في اللعبة ومواقع وجودهم والبيئة المحيطة بهم.

هيئة {الاتصالات} في السعودية تحذر من تهديد بيانات المستخدمين وخصوصيتهم

الرياض: إبراهيم أبو زايد

اعتبر كثير من المختصين في علوم التقنية، أن لعبة «البوكيمون» هي اللعبة الأخطر في انتهاك الخصوصية، بعد أن انتشرت في كثير من دول العالم، إلى أن وصلت إلى دول منطقة الشرق الأوسط والخليج، وتجاوز عدد مستخدمي اللعبة ملايين الأشخاص من الأعمار كافة خلال فترة وجيزة من إطلاقها، مؤكدين أن «البوكيمون» تنتهك خصوصية الأفراد، وتسيطر على بيانات الهواتف.
وكانت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية قد دعت مستخدمي الأجهزة الذكية إلى أخذ الحيطة والحذر من الألعاب والتطبيقات الإلكترونية التي تستخدم تقنية تحديد المواقع الجغرافية أو تقوم باستخدام الكاميرا الموجودة بالجهاز مثل لعبة «بوكيمون غو».
وحذرت الهيئة من تهديد هذه الألعاب والتطبيقات بيانات المستخدمين وخصوصيتهم، وإمكانية إساءة استخدام هذه المعلومات وتوظيفها فيما لا يخدم مصالح المستخدمين، ودعت الهيئة إلى احترام خصوصية الآخرين عند استخدام تلك الألعاب، بالإضافة إلى الحذر من استخدامها في الأماكن ذات الخصوصية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».