مهرجان عشتار برام الله يحتفل باليوبيل الفضي بنسخة «يلا نغير هالعدسة»

بمشاركة فرق من ألمانيا وفرنسا واليونان وبلجيكا

لقطة من مهرجان مسرحي بالنسخة الثالثة في رام الله («الشرق الأوسط»)
لقطة من مهرجان مسرحي بالنسخة الثالثة في رام الله («الشرق الأوسط»)
TT

مهرجان عشتار برام الله يحتفل باليوبيل الفضي بنسخة «يلا نغير هالعدسة»

لقطة من مهرجان مسرحي بالنسخة الثالثة في رام الله («الشرق الأوسط»)
لقطة من مهرجان مسرحي بالنسخة الثالثة في رام الله («الشرق الأوسط»)

فضل المشرفون على مسرح عشتار الدولي في رام الله، الاحتفال باليوبيل الفضي لانطلاقته بشكل مميز، من خلال تنظيم مهرجان مسرحي بالنسخة الثالثة تحت عنوان «يلا نغير هالعدسة»، بمشاركة فرق من دول غربية هي ألمانيا وفرنسا واليونان وبلجيكا.
وبحسب القائمين على المهرجان، فإنه عبارة عن مشروع تخرج طلبة السنة الرابعة من برنامج نوادي المسرح، ويمتد في الفترة ما بين 11 إلى 19 يوليو (تموز) الحالي، بحيث يتخلله الكثير من الورش والعروض المسرحية. مشيرين إلى أن الخريجين اختاروا اسم المهرجان «يلا نغير هالعدسة» ليعالج القضايا المختلفة في المجتمع ورؤية الشباب لها من وجهات نظرهم المختلفة.
ويتضمن المهرجان ورش عمل ستعقد تحت إشراف المديرة الفنية لمسرح عشتار إيمان عون وتدريب مجموعة من المدربين الدوليين، وهم: جون لوك بنزار من فرنسا، وسيعطي ورشة في الكوميديا دلي ارتيه، وفرناندو نوبيه من السويد سيعطي ورشة في الارتجال المسرحي، بينما محمد غوركان من تركيا مقيم في بلجيكا سيعطي ورشة في مسرح غروتوفسكي، وباربرا فريزر من ألمانيا ستعطي ورشة في المسرح اليوناني الجماعي.
وتلقى المهرجان شراكة مع بلدية رام الله، ودعمًا من «سيدا السويد» ضمن شبكة الفنون الأدائية ومؤسسة «عبد المحسن القطان»، ومؤسسة روزا لوكسمبرغ - فلسطين، والكثير من المؤسسات والشركات الفلسطينية الأخرى.
ويفتتح اليوم الاثنين المهرجان في قاعة المحكمة العثمانية برام الله من خلال تقديم أول عرض مسرحي باسم «المهرج» من إنتاج مسرح عشتار للكاتب والشاعر السوري الراحل «محمد الماغوط» وإخراج «محمد عيد»، فيما سيمثل الأدوار خلاله طلاب المسرح من سنة ثالثة ورابعة.
وتقول المديرة الفنية إيمان عون إن المهرجان يتضمن 4 عروض مسرحية محلية ودولية سيتم تقديمها، بالإضافة إلى 6 كتاب مونولوجات غزة من غزة بين المشاركين.
وبينت أن من العروض التي سيتم تقديمها مسرحية «راجع على فلسطين» من إنتاج مسرح الحرية والتي تتحدث عن قصص حقيقية تم اقتباسها من فلسطينيين بأماكن متنوعة من الأغوار والمناطق المحاذية للجدار والمخيمات وصولاً إلى تجمعات البدو.
وتقول عون إن المهرجان سيختتم فعالياته وعروضه بعرض ختامي تحت عنوان «يلا نغير هالعدسة»، وسيكون نتاج الورشات التي انعقدت في المهرجان، وأيضا بتخريج طلاب سنة رابعة الفوج الثالث عشر لطلبة مسرح عشتار، والذين عملوا على إقامة هذا المهرجان.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».