الجزائر: تنظيمات حقوقية تطالب بإطلاق سراح ناشطين في الإعلام المرئي

الجزائر: تنظيمات حقوقية تطالب بإطلاق سراح ناشطين في الإعلام المرئي
TT

الجزائر: تنظيمات حقوقية تطالب بإطلاق سراح ناشطين في الإعلام المرئي

الجزائر: تنظيمات حقوقية تطالب بإطلاق سراح ناشطين في الإعلام المرئي

طالب 20 تنظيمًا مهتمًا بحرية الصحافة وحقوق الإنسان بالجزائر وتونس والمغرب وليبيا وفرنسا، بإطلاق سراح ثلاثة منتسبين للإعلام سمعي البصري، وهم: مدير الفضائية الخاصة «الخبر» مهدي بن عيسى، ومدير الإنتاج بالقناة نفسها رضا حرتوف، ومسؤولة التراخيص الخاصة بتسجيل البرامج التلفزيونية بوزارة الثقافة نورة نجاعي.
وأعربت هذه التنظيمات، في بيان مشترك أمس، عن «قلق بالغ إزاء الاعتداءات المتكررة على وسائل الإعلام، التي تنتقد الحكومة في الجزائر»، ودعت سلطات البلاد إلى «جعل التشريعات الخاصة بوسائل الإعلام، تتماشى مع تعهدات الجزائر الدولية في مجال حقوق الإنسان ومع الضمانات التي يكفلها الدستور».
وذكر البيان: «لقد اشتدت الهجمات على الصحافيين المستقلين والمدافعين عن حقوق الإنسان على مدى الأشهر الماضية في الجزائر، إذ شملت اعتقال اثنين من كبار الموظفين في قناة تلفزيونية خاصة. ففي 24 من يونيو (حزيران) الماضي تم إيقاف مهدي بن عيسى، مدير محطة تلفزيون مجمع «الخبر» الإعلامي (كا بي سي) وزميله رياض حرتوف».
ويعتقد، حسب البيان، أن هذه الاعتقالات لها علاقة ببث برنامجين ساخرين، «كي حنا كي الناس» و«ناس السطح»، تناولا قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية، بما في ذلك مزاعم فساد ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومحيطه المباشر، خاصة شقيقه وكبير مستشاريه سعيد بوتفليقة.
واتهمت النيابة بن عيسى وحرتوف بـ«التواطؤ في سوء استخدام النفوذ» و«مخالفة التراخيص»، حسب المادة 223 من قانون العقوبات الجزائري. وفي حال إدانتهما سيواجهان أحكاما قد تصل لعشر سنوات سجنًا بالنسبة إلى التهمة الأولى، وثلاث سنوات بالنسبة إلى التهمة الثانية، بحسب مضمون قانون العقوبات. أما نورة نجاعي فتم إيقافها بتهمة «إساءة استعمال السلطة»، بموجب المادتين 33 و42 من قانون محاربة الفساد الصادر عام 2006، والذي يقضي بأحكام تصل إلى 10 سنوات سجنا.
ومن أهم التنظيمات الموقعة على العريضة، «الرابطة العالمية للصحف وناشري الأنباء»، و«جمعية عائلات المختفين في الجزائر»، و«الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان»، و«النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين»، و«ليبيا المستقبل» و«الحرية الآن» (المغرب) و«الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان».
ولاحظت هذه التنظيمات أن اعتقال وسجن الثلاثة، جاء في سياق تنصيب «سلطة ضبط الإعلام سمعي البصري» (المستقلة عن الحكومة) من طرف رئيس الوزراء عبد المالك سلاّل، المكلفة بإنهاء حالة الفوضى التي تميز نشاط نحو 50 فضائية خاصة، لا تعترف الحكومة إلا بخمس منها وهددت بإغلاق البقية، بحجة أنها خارج القانون.
وأغلقت السلطات الأمنية استوديو تصوير برنامج «كي حنا كي الناس» يوم 19 يونيو الماضي، وعلّلت السلطات الإدارية هذا الغلق بأن المكان كان مستخدما من مسؤولي قناة «أطلس تي في» التي أغلقتها في 2014، بسبب هجومها على شقيق الرئيس. كما تم غلق قناة «الوطن تي في» العام الماضي، لاستضافتها زعيم جماعة مسلحة هاجم الرئيس بشدة.
وأصدرت المحكمة الإدارية بالعاصمة الشهر الماضي قرارا بتجميد صفقة بيع «مجمع الخبر الإعلامي» (صحيفة وفضائية) إلى يسعد ربراب صاحب صحيفة «ليبرتيه» الناطقة بالفرنسية وأغنى رجل أعمال في الجزائر. وتم ذلك بناء على دعوى من وزير الإعلام، وبحجة أن القانون يمنع على أي شخص امتلاك أكثر من جريدة. فيما يقول مسؤولو «الخبر» إنهم مستهدفون، لأن توجه المجمَع لا ينسجم مع سياسات الحكومة في كل المجالات. وينتظر أن تحكم المحكمة في 13 من الشهر الحالي بإبطال صفقة البيع.
وصادقت الجزائر على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في عام 1989، وعلى الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب في عام 1987. كما أن التعديل الدستوري الجزائري لسنة 2016، يضمن حرية الإعلام.
وكان بوتفليقة تعهد باحترام حرية الصحافة، في خطاب مكتوب بمناسبة مرور 54 سنة على الاستقلال (5 يوليو (تموز) الحالي)، فقال إن التعديل الدستوري الذي تم في 7 فبراير (شباط) الماضي، «يوفر مكاسب جديدة في مجال ترقية والحريات الفردية والجماعية وحمايتها، ويدعم الفصل بين السلطات، واستقلالية السلطة القضائية، و(يدستر حقوق المعارضة)».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.