برنامج تلفزيوني جديد يخاطب المرأة العربية بأسلوب مختلف

ساندرا منصور: لست غاندي ولا أحاول القيام بانقلاب

ساندرا منصور مقدمة برنامج «أنا امرأة» على قناة الـ«أم تي في»
ساندرا منصور مقدمة برنامج «أنا امرأة» على قناة الـ«أم تي في»
TT

برنامج تلفزيوني جديد يخاطب المرأة العربية بأسلوب مختلف

ساندرا منصور مقدمة برنامج «أنا امرأة» على قناة الـ«أم تي في»
ساندرا منصور مقدمة برنامج «أنا امرأة» على قناة الـ«أم تي في»

«أنا لست غاندي، وفي المقابل لا أطالب المرأة بالقيام بانقلاب جذري في حياتها، بل بتحسين بعض العناصر فيها». هكذا وصفت ساندرا منصور مقدّمة برنامج «أنا امرأة» على قناة الـ«إم تي في» اللبنانية برنامجها الجديد الذي يتوجّه للمرأة اليوم، وترغب من خلاله في إضفاء بعض التغييرات على قالب المرأة ومحتواه معا. وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال خبرتي اكتشفت أن المرأة، مهما وصلت إلى مراكز اجتماعية أو حققت نجاحات معينة، فهي لا تستطيع أن ترفض الصوت الأنثوي الذي يسكن أعماقها ويدفعها إلى الاهتمام بجمالها».
وتضيف ساندرا التي سبق وقدمت برنامجا مماثلا خاصا بالرجل على إحدى القنوات التلفزيونية في دولة الإمارات العربية: «حاولت اعتماد البساطة في كل شيء، كي لا أولّد لدى المرأة أي شعور بالعقدة أو بفلسفة الجمال، حتى إن اسمه لم أختره لأن وقعه قوي على المشاهدة أو العكس، بل لأنه يتناول كل الجوانب التي تهمها».
ويشبه مجلة أسبوعية تلفزيونية تتصفحها المشاهدة العربية بنهم مساء كل أربعاء، وتتطرق لمواضيع متنوعة. ويتألف البرنامج من عدة فقرات تحاكي المرأة العملية والرومانسية والرياضية والطموحة. ويشكل عرضه على شاشة لبنانية عودة لهذا النوع من البرامج بعد طول غياب.
وكانت المذيعة التلفزيونية المخضرمة ريموند انغلوبولو آخر من قدم برنامجا خاصا بالمرأة، وترك أثره لدى المشاهدين تحت عنوان «عالم المرأة»، ولاقى نجاحا كبيرا في ثمانينات القرن الماضي.
وتضيف ساندرا منصور: «النساء العربيات عامة واللبنانيات خاصة يتابعن أخبار الموضة باستمرار. كما صار لديهن فكرة واضحة عن عمليات التجميل وأخبار النجوم وفوائد الرياضة، من خلال اطلاعهن الدائم على برامج تلفزيونية متخصصة بكلّ واحد من هذه المواضيع. وما قمت به هو وضع كل هذه الجوانب في إطار واحد، ضمن أسلوب سريع وشيّق وواضح المعالم، لأقدم للمرأة وجبة دسمة وغنية تغنيها عن متابعة مجزأة».
ومن الفقرات التي يحتويها البرنامج، فقرة تختار فيها المقدمة امرأة عادية تطمح أن تبدو على طراز نجمة عالمية كشاكيرا وبيونسيه وجنيفر لوبيز وغيرهن، أما الفقرة الثانية فتتحدث فيها عن عمليات التجميل من خلال لقاء مع طبيب مختص وسيدة خاضت هذه التجربة. أما في الفقرتين الثالثة والرابعة، فهناك إلقاء للضوء على حياة نساء عربيات معروفات في المجتمع.
وفي الفقرة التي تليهما استعراض لأحدث الأساليب الرياضية للتمتع بلياقة بدنية مطلوبة. ولم تنسَ ساندرا منصور أن تتناول في برنامجها أيضا فقرة علم النفس، لقراءة الحركات ولغة الجسد، إضافة إلى أخيرة تمرر فيها بعض أسرار الرجال التي تهم النساء عادة.
لماذا لم تتطرق إلى نجمات عربيات في الفقرة الأولى؟ تقول: «لم أشأ أن أنقل نسخا عن الشهيرات الأجنبيات، فكل نجمة عربية متأثرة بزميلة لها عالمية، تحاول أن تحذو حذوها في الأزياء والماكياج وتسريحة الشعر. لذلك قررت أن تكون النجمة الغربية هي المثال الذي أتحدث عنه، أي الأصلي وليس المقلد».
وعن إمكانية التقائها بنجمات شهيرات مباشرة في برنامجها، ردت موضحة: «كل شيء ممكن، وأتوق لذلك في الحلقات المقبلة، وأتمنى أن أستهلها بجوليا روبرتس».
أما بخصوص أزياء النجمات الشهيرات، اللاتي تحاول كثيرات تقليدهن، فأوضحت ساندرا منصور في سياق حديثها أنها اختارت التوجه مباشرة إلى مصممي الأزياء الذين تختارهم نجماتنا، أمثال نانسي ونجوى وهيفاء وغيرهن، وقالت: «كان من الأفضل أن أتوجه مباشرة إلى مصمم الأزياء، وأقف على أسلوبه، والموضة التي يتبعها، بدلا من أن أسأل النجمة عن علاقتها بالمصمم وابتكاراته، كطوني ورد وزهير مراد وإيلي صعب وغيرهم».
وعما إذا التوجّه إلى المرأة من قبل إعلامية هو بالأمر السهل أم أن المذيع الرجل هو الأفضل لهذه المهمة أجابت: «هي مهمة صعبة عندما تكون من الند إلى الند، لأن النساء عادة ما ينتقدن بعضهن، ولكني اعتمدت أسلوبا خفيفا ومباشرا لا أخدش فيه المرأة بأي شكل من الأشكال، الأمر الذي جعلها تتقبلني سريعا».
وعما إذا تلقت انتقادات معينة حول برنامجها أجابت: «أنا أحب الانتقاد البنّاء، وآخذ بتعليقات أو ملاحظات المشاهد، فأعدل بهذه الفقرة أو أغيرها، فيما لو تطلّب الأمر ذلك. فالمهم أن أبدو حقيقية أمام المشاهد».
أما أكثر ما لفتها ببعض النساء اللاتي التقتهن، فهو انغماس بعضهن بشكل لافت بالموضة والإكسسوارات الفاخرة، فقالت: «لقد تفاجأت بإحداهن تقول لي إنها ترتدي معطفها من فرو الـ(فيزون)، لتقوم بهواية التسوق، وهو أمر لا نشاهده في الغرب».
وعن هذا الخيط الرفيع الذي يفصل ما بين المادة التلفزيونية المحبوكة التي تتوجه للمرأة العملية، وليس السطحية، منها قالت: «الاهتمام بالشكل الخارجي لدى الرجل أو المرأة لا يعني نوعا من السطحية، بل هو مطلب ضروري لكل من يريد التمتع باكتفاء شخصي. وعادة ما أنطلق من نفسي لأتعرف إلى مطالب النساء، ولذلك حاولت أن لا أحدث جلبة حول المواضيع التي تتناول العلاقة بين المرأة وشريكها الرجل من ناحية، وبين النساء اللاتي لا يجدن إلا وقتا ضئيلا للاهتمام بأنفسهن من ناحية ثانية، فجاء المحتوى الذي أكتبه بنفسي بسيطا ومهما، لكنه في الوقت نفسه، يوعّي المرأة ما تحاول إهماله ليس أكثر».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».