الأمن الإيراني يمنع أهل السنة في إيران من إقامة صلاة التراويح في رمضان

إمام الطائفة قال إن تهديد الشرطة للمصلين غير مقبول وطالب المرشد بالتدخل

إمام جماعة أهل السنة والجماعة في إيران عبد الحميد إسماعيل زهي
إمام جماعة أهل السنة والجماعة في إيران عبد الحميد إسماعيل زهي
TT

الأمن الإيراني يمنع أهل السنة في إيران من إقامة صلاة التراويح في رمضان

إمام جماعة أهل السنة والجماعة في إيران عبد الحميد إسماعيل زهي
إمام جماعة أهل السنة والجماعة في إيران عبد الحميد إسماعيل زهي

طالب إمام جماعة أهل السنة والجماعة في إيران عبد الحميد إسماعيل زهي كبار المسؤولين الإيرانيين بالتصدي لجهات تمنع أهل السنة في طهران من إقامة الصلاة.
وانتقد زهي مضايقة أهل السنة ومنعهم من إقامة الصلاة في المساجد في العاصمة الإيرانية خلال شهر رمضان، واصفا تلك الجهات بـ«المتطرفة» و«ضيق النظر». ووصف عبد الحميد منع أهل السنة من إقامة الصلاة في رمضان بـ«غير المقبول»، مؤكدا أنه «لا يمكن أن نغض الطرف من إقامة الصلاة» وأوضح أن «منع دور الصلاة بتهديد الشرطة والأمن أمر لا يمكننا القبول به أو تحمله».
وطالب زهي في خطاب له بمناسبة رمضان كبار المسؤولين في النظام الإيراني بـ«ضمان الحريات الدستورية لأهل السنة في إيران» وقال: «نتوقع من المرشد الأعلى والحكومة والبرلمان والمسؤولين الآخرين في النظام أن ينتبهوا لبعض الأشخاص المتطرفين كي لا يسلبوا حريات أهل السنة التي يقر بها الدستور الإيراني» وأضاف:«نحن نريد حقوقنا التي يعترف بها الدستور».
وتعتقل إيران سنويا نشطاء من أهل السنة في رمضان وتمنع إقامة صلاة «التراويح» في مناطق مثل طهران والأحواز، كما أن تقارير سابقة اتهمت السلطات بمنع الصلاة أهل السنة في الأعياد الإسلامية. ويتهم أهل السنة طهران بالتهميش والتمييز الطائفي في الحياة اليومية والوظائف والتعليم الجامعي والموارد الوطنية وتقسيم الميزانية العامة للبلاد، كما تعد مناطق أهل السنة في إيران الأكثر فقرا وحرمانا مقارنة بالمناطق الأخرى.
ووفقا لجمعيات ومؤسسات أهل السنة في إيران يعتبر أتباع الطائفة السنية إلى جانب الطوائف الدينية والأقليات العرقية الأخرى من أبرز ضحايا تبني النظام الإيراني لمبدأ ولي الفقيه، حيث لا يعترف النظام بحق الممارسات الدينية على خلاف اعتراف الدستور الإيراني بتلك الحقوق. وكان مساعد روحاني الخاص بشؤون القوميات والأقليات الدينية علي يونسي في أغسطس (آب) الماضي قد حذر أهل السنة من تحول مطالبهم المذهبية إلى مطالب سياسية.
وحسب موقع سني أونلاين فإن إمام جماعة أهل السنة أعرب عن استغرابه لمنع الصلاة في عدة مناطق من طهران مضيفا أن الصلاة«مناجاة الله ولا تضر أحدا». وأشار عبد الحميد إلى أنه لا يوجد مكان في العالم يتحسس من الصلاة وقال: «إذا في بلد مسلم أو غير مسلم تحسسوا من صلاة الشيعة أو السنة نحن نسألهم لماذا الحساسية من إقامة صلاة الإخوة الشيعة لكن الجمهورية الإسلامية للأسف في شهر رمضان يبدون تحسس كبير من إقامة الصلاة ويمنعونها بتدخل من الشرطة الأمنية».
وفي إشارة إلى مطالب أهل السنة في إطار الدستور الإيراني و«الصبر على بعض القضايا والمشكلات» قال زهي: نحن نتوقع من مسؤولي النظام أن يمنحونا حريتنا وأن نمارس طقوسنا من دون خوف ووجل في الجوامع، هذا حقنا الدستوري ويجب على منفذي الدستور تنفيذه.
ويأتي خطاب زهي في حين أعلن مساعد حسن روحاني في شؤون الأقلیات الدینیة والقومية علي يونسي قبله بأيام عن نوايا حكومية لاعتبار «الإساءة للمقدسات جريمة أمنية». وجاء إعلان يونسي بعد أيام من نشر مواقع إيرانية لكلام منسوب لخامنئي يرفض الإساءة لزوجات النبي محمد، معتبرا الإساءة لزوجات النبي إساءة لشخص النبي الكريم.



تركيا: مطالبة بإنهاء عزلة أوجلان لحل المشكلة الكردية

جانب من لقاء رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع الحزب)
جانب من لقاء رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع الحزب)
TT

تركيا: مطالبة بإنهاء عزلة أوجلان لحل المشكلة الكردية

جانب من لقاء رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع الحزب)
جانب من لقاء رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع الحزب)

أعلن حزب مؤيد للأكراد في تركيا، أن عملية الحوار التي انطلقت مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، لن تؤدي إلى نتيجة على صعيد حل المشكلة الكردية، ما لم يتم إنهاء عزلته التي استمرت 25 عاماً في سجنه بجزيرة إيمرالي، وتمكينه من القيام بدوره في حل المشكلة الكردية.

وواصل وفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد ثالث أكبر أحزاب البرلمان التركي، الاثنين، لقاءاته مع الأحزاب الممثلة في البرلمان، بعدما التقى الخميس الماضي رئيسه، نعمان كورتولموش، ورئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي، الذي أطلق الدعوة للقاء أوجلان ودعوته للحديث بالبرلمان وإعلان حل حزب العمال الكردستاني وإلقاء أسلحته وانتهاء الإرهاب في تركيا، مقابل النظر في إطلاق سراحه.

لقاءات إيجابية

والتقى الوفد، المؤلف من النائبين سري ثريا أوندر وبروين بولدان والسياسي الكردي المخضرم أحمد تورك، رئيس حزب «المستقبل» رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، بمقر حزبه في أنقرة.

داود أوغلو مصافحاً عضوة وفد «إيمرالي» النائبة بروين بولدان (حزب المستقبل - إكس)

وقال داود أوغلو، في تصريحات عقب اللقاء: «إننا نمر بعملية مهمة للغاية، ونصيحتي من هنا هي بناء تركيا المستقبل القوية، التي تعيش في سلام، وبطريقة هادئة، ومغلقة ضد الاستفزازات، وعلى أساس وعينا التاريخي العميق، الذي بدأ مع السيد إردوغان» (في إشارة إلى فترة عمله بحزب العدالة والتنمية برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان بصفته وزيراً للخارجية ثم رئيساً للوزراء).

وأضاف داود أوغلو أن التصريحات التي أطلقها رئيس حزب الحركة القومية دولتي بهشلي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تتعلق أيضاً بمراجعة الوضع في سياق التطورات في سوريا والعراق، وقد تبادلنا الآراء حول هذه القضية، ونأمل أن تتحرك هذه العملية في الاتجاه الصحيح.

من جانبه، قال نائب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» عن مدينة إسطنبول، سري ثريا أوندر: «تبادلنا بعض التجارب السابقة مع السيد أحمد داود أوغلو، وفي ضوء اللقاءات الجديدة نقلنا له المعلومات التي لدينا وطلبنا النصائح والاقتراحات والتحذيرات».

وأضاف: «سندلي ببيان شامل عقب لقاء سنعقده مع الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين دميرطاش (السجين في أدرنه غرب تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب)».

وفد إيمرالي مع قيادات من حزب العدالة والتنمية الحاكم (إعلام تركي)

وعقب اللقاء مع داود أوغلو، انتقل وفد إيمرالي إلى البرلمان، لعقد لقاء مع ممثلي حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث اجتمع الوفد في مكتب الرئيس رجب طيب إردوغان بالبرلمان، مع كل من رئيس المجموعة البرلمانية للحزب، عبد الله غولر، ونائبته أوزلام زنجين، ونائب رئيس الحزب المتحدث باسمه، عمر تشيليك، ونائب رئيس الحزب، أفكان آلا، وهو وزير الداخلية الأسبق وكان ضمن وفد الحكومة الذي شارك في عملية السلام الداخلي لحل المشكلة الكردية في الفترة من 2013 إلى 2015، مع وفد حزب «السلام والديمقراطية»، المؤيد للأكراد، سري ثريا أوندر وبروين بولدان وإدريس بالوكان.

وكان أحمد تورك يرأس ذلك الحزب قبل إغلاقه، كما تم عزله من منصب رئيس بلدية ماردين، الذي انتخب له في 31 مارس (آذار) 2024، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتهم تتعلق بالإرهاب، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول ضمه إلى «وفد إيمرالي» الجديد.

واكتفى رئيس المجموعة البرلمانية للعدالة والتنمية، عبد الله غولر، بتصريح مقتضب عقب اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة، قال فيه: «أجرينا محادثات صادقة وإيجابية، تبادلنا أفكارنا، وسيتم الإدلاء ببيان في الأيام التالية».

كما عقد الوفد اجتماعاً مع رئيس حزب السعادة، محمود أريكان، الذي وصف اللقاء بأنه كان إيجابياً، مضيفاً أن حزبه سيحاول المشاركة في العملية.

تحفظات

ويلتقي الوفد، الثلاثاء، كلاً من رئيس حزبي «الديمقراطية والتقدم» علي باباجان، و«الرفاه من جديد» فاتح أربكان الذي استبق اللقاء بتصريحات أكد فيها انفتاح حزبه على المشاركة في الحوار حول قضايا البلاد، وأن هناك خطاً أحمر لهذه العملية هو وحدة تركيا، لافتاً إلى أن هناك انعداماً للشفافية في العملية الجارية حتى الآن.

ومن المقرر أن يحدد حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، موعداً للقاء الحزب، وأن يحدد من يمثله في اللقاء. كما رفض حزب «الجيد»، القومي المعارض، برئاسة موساوات درويش أوغلو المشاركة في العملية الجارية، ووصفها بأنها «خطة للخيانة».

مظاهرة تطالب بإنهاء عزلة أوجلان (رويترز)

وبينما تتواصل اللقاءات مع الأحزاب، قال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، في بيان أصدرته رئيسته المشاركة، تولاي حاتم أوغوللاري أوروتش، إن اللقاء مع أوجلان في سجن إيمرالي ليس كافياً، بل يجب فتح أبواب «إيمرالي»، وتوفير الظروف المادية التي يمكن للسيد أوجلان أن يعمل فيها، ليس من أجل تركيا فقط، بل من أجل السلام في الشرق الأوسط برمته.

وأضافت أن ما يجب أن يحدث اليوم هو ضمان حل ديمقراطي وسلمي للمشكلة الكردية، سواء داخل حدود تركيا أو في الشرق الأوسط.