مركز «سبعة ألوان» في إقليم كردستان ينقذ أعمال التشكيليين الكرد من الضياع

يحتضن كمرحلة أولية أعمال 65 فنانًا تشكيليًا

جانب من اللوحات الفنية في مركز «سبعة ألوان» ({الشرق الأوسط})
جانب من اللوحات الفنية في مركز «سبعة ألوان» ({الشرق الأوسط})
TT

مركز «سبعة ألوان» في إقليم كردستان ينقذ أعمال التشكيليين الكرد من الضياع

جانب من اللوحات الفنية في مركز «سبعة ألوان» ({الشرق الأوسط})
جانب من اللوحات الفنية في مركز «سبعة ألوان» ({الشرق الأوسط})

لن يَمل الزائر وهاوي الفن من مشاهدتها، فالألوان المتنوعة والزاهية تنقله إلى أجواء زاهية، تُعد فيها ضربات الفرشات والتخطيط والمواضيع الفنية سيد الموقف. اللوحات تعبر عن مدارس مختلفة يتناول البعض منها واقع الحياة في كردستان منذ القدم وحتى الآن، إلى جانب منحوتات وفخاريات وسيراميك جميعها من إنتاج التشكيليين الكرد، اجتمعت كلها في مركز سبعة ألوان في مدينة السليمانية عاصمة إقليم كردستان الثقافية.
فكرة إنشاء المركز طرأت للفنان التشكيلي، بختيار سعيد، بعد أن رأى أن مواطني الإقليم يتوجهون نحو اللوحات الفنية المستوردة لتزيين منازلهم ومكاتبهم، بينما يُعيد الفنان التشكيلي الكردي لوحاته بعد انتهاء المعرض إلى المنزل لتغرق في الغبار دون أن يستفاد منها أي شخص.
استطاع سعيد من خلال هذا المركز الفني أن ينقذ أعمال الفنانين التشكيلية الكردية من الضياع وفي الوقت ذاته فتح الأبواب أمام المواطن الكردي ليقتني أعمالا فنية من أنشأتها أنامل فناني بلاده. يقول، الفنان بختيار سعيد، لـ«الشرق الأوسط»: «الهدف الرئيسي من تأسيس (مركز سبعة ألوان)، هو جعل الفن جزءا أساسيا في حياتنا، وتلوين الحياة عن طريق الفن، وفي الوقت ذاته حث المواطن الكردي على اقتناء اللوحات الكردية بدلا من اللوحات الأجنبية لتزين منزله وغرفة مكتبه، وفي المستشفيات والشركات والمدارس. وكذلك أود أجعل هذا المكان مركزا معرفيا لتزويد طلبة الجامعات والمعاهد بالمصادر والمراجع التي يحتاجونها سواء أكانت على شكل كتب أو أقراص مدمجة».
مركز سبعة ألوان يتألف من أقسام الرسم والسيراميك والنحت ومكتبة الكتب والأقراص المدمجة، ويحتضن كمرحلة أولية أعمال 65 فنانا تشكيليا، أما عدد العاملين فيه فيبلغ أربعة أشخاص يستقبلون يوميا الزائرين الذين يتوافدون على المركز إما لشراء اللوحات والأعمال الفنية الأخرى، أو من أجل مشاهدتها، ويوضح سعيد بالقول: «حاليا المركز يتكون من أربعة أقسام، لكن في المستقبل سيكون لنا قسم خاص بطباعة الكتب الفنية».
التشكيليون الكرد رحبوا بهذه الخطوة ووصفوها بالمهمة لمستقبل الفن التشكيلي الكردي، واعتبروها حافزا لتقدم الفن في إقليم كردستان لأنها وبحسب آرائهم تشجع الرسام على مواصل الإنتاج وفي الوقت ذاته ترفع من مستوى الدخل لديه خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها الإقليم منذ أكثر من عامين.
من جانبه قال الفنان التشكيلي، دلشاد بهاء الدين، لـ«الشرق الأوسط»: «تأسيس هذا المركز يُعد محاولة جيدة لتأسيس سوق فني، فنحن في كردستان حتى الآن نعرض أعمالنا الفنية فقط ولم نستطع أن نؤسس سوقا فنية لهذه الأعمال، وهذا المركز يُعتبر ضروريا للفن في كردستان اليوم، فالرسامون في الإقليم حولوا منازلهم إلى استوديوهات للوحاتهم، لأنهم بعد انتهاء معارضهم ينقلون لوحاتهم إلى المنزل، وقد يؤدي امتلاء المنازل باللوحات مستقبلا إلى أن يصابوا بنوع من فقدان الأمل بالرسم والإنتاج الفني، لذا استفادة الفنان ماديا مقابل اللوحات التي يرسمها يدفعه إلى توفير مستلزماته الفنية وبالتالي يشجعه على إنتاج لوحات أكثر».
بدوره أوضح الفنان التشكيلي ريبوار سعيد: «إحدى المشكلات في إقليم كردستان اليوم تتمثل بانتشار الأعمال الفنية التجارية، وتُصدر إلى الإقليم من دول العالم المختلفة وهذه اللوحات لا تَمُتُ إلى الفن الكردي بأي صلة، وهي تزين الأماكن العامة والمكاتب والمنازل، فوجود مركز كمركز سبعة ألوان لعرض وبيع الأعمال الفنية التشكيلية الخاصة بالفنانين الكرد من رسم ونحت وسيراميك، وبالتالي دخول هذه الأعمال إلى المنازل والأماكن العامة، وهي تعتبر طريقة للتعريف بالفن الكردي، وتعود بالفائدة المادية على الفنانين أيضا».



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».