«الهيئة العليا» تجتمع اليوم لتقرر مشاركتها في مفاوضات جنيف

مصدر: الأجواء ليست إيجابية لكن علينا ألا نقطع التواصل مع المجتمع الدولي

رجل من سكان درعا جنوب سوريا يسير قرب أبنية مهدمة بفعل القصف في منطقة سيطرة المعارضة (رويترز)
رجل من سكان درعا جنوب سوريا يسير قرب أبنية مهدمة بفعل القصف في منطقة سيطرة المعارضة (رويترز)
TT

«الهيئة العليا» تجتمع اليوم لتقرر مشاركتها في مفاوضات جنيف

رجل من سكان درعا جنوب سوريا يسير قرب أبنية مهدمة بفعل القصف في منطقة سيطرة المعارضة (رويترز)
رجل من سكان درعا جنوب سوريا يسير قرب أبنية مهدمة بفعل القصف في منطقة سيطرة المعارضة (رويترز)

تجتمع «الهيئة العليا التفاوضية» المعارضة اليوم الخميس في الرياض لتقويم الأوضاع السياسية والعسكرية منذ تعليق الجولة الأخيرة من المفاوضات في جنيف، وما تلاها من مستجدات، على أن يتم فيما بعد اتخاذ قرار المشاركة في الجولة المقبلة التي من المتوقع أن تكون في بداية شهر رمضان المبارك. وفي حين تنظر المعارضة بـ«سلبية» إلى هذا الواقع في ظل ما تعتبره تخاذلا من المجتمع الدولي لجهة إلزام النظام على تنفيذ القرارات الدولية والتي أدّت إلى فشل الجولات السابقة، ترى نفسها أمام ضغط «نزيف الدم السوري» من دون أن تنفي أن بقاء الوضع على ما هو عليه من شأنه أن يزيد الأمور تعقيدا.
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم الهيئة رياض آغا، لـ«الشرق الأوسط»: «سنجتمع في الرياض للبحث في الواقع السياسي والعسكري الراهن وتقويم الموقف الحاصل بعد اجتماع فيينا الأخير ووضع الهدنة التي يكاد لا يبقى لها أي أثر بحيث الخروقات وصلت إلى مرحلة غير مقبولة».
ولفت آغا إلى «أن الاجتماع سيبحث في دعوة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى المفاوضات وإن كان لم يحدد موعدها النهائي حتى الآن، والجديد الذي يحمله، لا سيما فيما يتعلق بتطبيق القرار 2245 والبندين 12 و13 لجهة فك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين، التي لم ينفَّذ منها شيء حتى الآن».
واعتبر آغا أن الأمور من وجهة نظره ذهبت نحو الأسوأ منذ آخر جولة للمفاوضات نهاية الشهر الماضي، في ظل كل ما يقوم به النظام من اقتحام داريا ومعارك الغوطة، حيث استولى على مناطق جديدة وهو الأمر الذي يتعارض مع اتفاق الهدنة. ورغم تأكيده أن الموقف الدولي غير مشجّع للعودة إلى طاولة المفاوضات، إلا أنه يرى «أن الهيئة العليا للمفاوضات تجد نفسها اليوم أمام ضغط (الدم السوري النازف) وليس أي ضغوط أخرى لاستكمال المفاوضات التي لم تنسحب منها إنما علّقت مشاركتها، رغم قناعة الشعب السوري أنه ليس هناك فائدة منها مع نظام كهذا». وأضاف أن «الأجواء العامة ليست إيجابية إنما علينا أن لا نقطع التواصل مع المجتمع الدولي»، مضيفا: «نجدد تأكيدنا أننا نريد التوصل إلى حل إنما ليس هناك أي مؤشرات إيجابية في هذا الإطار، حتى المجتمع الدولي لا يقوم بدوره ولا يلزم النظام بتنفيذ قراراته، وأكبر دليل على ذلك، القول إنه سيتم إسقاط المساعدات للمناطق المحاصرة من الجو»، سائلا: «خطوة إيصال المساعدات لا يستطيعون تطبيقها فكيف بهم سيصلون إلى تنفيذ اتفاق سياسي عام»، أم هو عجز أو تخلي عن المسؤوليات؟
ووصف آغا إلى رسالة المبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني، الأخيرة إلى فصائل المعارضة، بـ«غير المريحة»، مضيفا: «فهو بدل أن يقول إنه سيتخذ قرارات ملزمة لتكريس الهدنة قال إنه سيحيلها إلى روسيا، وهو أمر غير لائق بدولة عظمى مثل أميركا يفترض أن تكون شريكة في قرارات كهذه».
من جهته، اعتبر نائب رئيس الائتلاف السابق، هشام مروة، أنه إذا بقي الوضع على ما هو عليه يعني أن الأمور ستزداد تعقيدا. وفي حين أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن اجتماع الهيئة العليا اليوم، سيبحث في كل المستجدات التي تلت الجولة الأخيرة، تمهيدا لاتخاذ الموقف المناسب من المشاركة أو عدمها من الجولة المقبلة بعد تلقيها الدعوة الرسمية من دي ميستورا، لفت إلى أن الظروف الحالية ليست ناضجة كما يلزم للمشاركة في المفاوضات. ويأمل أن يمارس المجتمع الدولي الضغوط على النظام وحلفائه، واضعا ما قامت به موسكو أخيرا، لجهة «تطبيق الهدنة في الغوطة الشرقية وداريا»، إضافة إلى تراجعها عن قرار ضرب «جبهة النصرة» في خانة الخطوة الإيجابية، وأضاف: «الكرة اليوم في ملعب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، إضافة طبعا إلى روسيا والنظام السوري في وقت أثبتت المعارضة التزامها اللافت في الهدنة»، مضيفا: «علما بأن تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخير، كان واضحا وتحذيره مبطن للنظام داعيا إياه لتحمّل المسؤولية».
وكان دي ميستورا، شدّد على ضرورة استئناف المفاوضات في أقرب وقت دون تأخير. وقال: «يجب أن نوضح للشعب السوري والمجتمع الدولي، أنه يمكننا إعادة إطلاق المحادثات، لأنه من الواضح أنه ليس هناك حل عسكري». وأتى كلام المبعوث الدولي الأسبوع الماضي، بعد يوم من فشل اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في فيينا في تحديد موعد محدد لاستئناف المفاوضات في جنيف بين الأطراف السورية.
وكان المجتمعون اتفقوا على إطار أساسي، وهو سوريا موحدة غير مذهبية قادرة على اختيار مستقبلها، إضافة إلى بدء إلقاء المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة جوًا في حال تعثر وصولها بحلول مطلع الشهر المقبل، على أن تبدأ في دوما وعربين وداريا، وستقدم الأمم المتحدة تقارير أسبوعية بشأن إيصال المساعدات.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.