حذر خبراء أمنيون وعسكريون في مصر من أن العالم أمام تقنية ومهارات جديدة للتنظيمات الإرهابية، أصبح بواسطتها، إمكانية إخفاء العبوات أو المتفجرات في المطارات، يصعب على الأجهزة الأمنية في الدول الكشف عنها؛ وذلك عقب حادثة الطائرة المصرية.
وقال الخبراء الأمنيون لـ«الشرق الأوسط»، أمس: إنه «لو ثبت تفخيخ الطائرة المصرية قبل إقلاعها من باريس.. فهذا يعني أن المتفجرات مرت على أجهزة التفتيش دون أن يتم اكتشافها، وهذا مؤشر خطير»، مؤكدين أنه «لو صح هذا التصور فهذا يؤكد وجود خلايا للتنظيمات الإرهابية في فرنسا منذ أحداث نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قد اخترقت مطار شارل ديجول الأشهر في أوروبا؛ مما قد ينذر باختراقات مماثلة في مطارات أخرى في المستقبل»، مشيرين إلى أن ذلك قد يتسبب في شلل العالم، عبر تنفيذ سلسلة من الهجمات في أكثر من مطار، وفي توقيتات متزامنة.
وأعلنت القاهرة أمس، أن القطع البحرية المصرية التي تشارك في البحث عن الطائرة المصرية، عثرت على بعض المتعلقات الخاصة بالركاب، وأجزاء من حطام الطائرة في البحر المتوسط على مسافة 290 كم شمال مدينة الإسكندرية.
وتحطمت طائرة مصرية أول من أمس في أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة، وعلى متنها 66 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال، بعد دخول المجال الجوي المصري بعشرة أميال. وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير الأمني والاستراتيجي: «هناك احتمال قائم أن العالم الآن أمام تقنية جديدة للتنظيمات الإرهابية تصعّب للأجهزة الأمنية الكشف عن العبوات أو المتفجرات في المطارات»؛ واستدرك بقوله: لكن «لا نستطيع أن نقول إن هناك دليلا على هذا»، لافتا إلى أنه «لو توصلت السلطات الفرنسية إلى أن الطائرة قد تم تفخيخها، فهذا يعني أن العبوة الناسفة قد مرت على أجهزة التفتيش في مطار شارل ديغول الفرنسي.. وهذا مؤشر خطير من أن هذه المتفجرات قد مرت من أجهزة التفتيش من دون أن يتم اكتشافها أو رؤيتها، وهذا يدل على تطور خطير للجماعات الإرهابية»، محذرا أن ذلك قد ينذر باختراقات مماثلة في مطارات أخرى في المستقبل، قد يسبب شللا في العالم عبر تنفيذ سلسلة من الهجمات في أكثر من مطار، خلال توقيتات متزامنة.
فيما قال اللواء خالد عكاشة، الخبير الأمني والاستراتيجي: «لا نستطيع أن نصف عملية الطائرة المصرية بأنها تطور في أداء التنظيمات الإرهابية؛ لكن نستطيع أن نطلق عليها عملية خطيرة تدل على مهارات جديدة للتنظيمات الإرهابية وتغير في الأهداف والاستهداف»، لافتا إلى أن تفجير الطائرة المصرية ليس عملية جديدة، وليست حديثة مثل أي عملية تمت في مطارات، وكان آخرها في مطار بروكسل.
سبق أن وقعت 3 انفجارات في العاصمة البلجيكية بروكسل في مارس (آذار) الماضي في مطار «زافنتم» ومحطة مترو الأنفاق قرب مقر الاتحاد الأوروبي؛ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن التفجيرات، متوعدا بمزيد من العمليات في أوروبا.
وتوعد «داعش» في فيديو مصور من قبل الغربيين بهجمات «تنسيهم»، على حد زعمه، هجمات نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). وسبق أن شن إرهابيون هجمات دامية على مناطق متفرقة في أوقات متزامنة العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر الماضي، أسفرت عن وقوع أكثر من 120 قتيلا ونحو 200 مصاب، وأعلن «داعش» تبنيه الهجمات.
وبينما حذر مراقبون من أن «داعش» يسعى خلال الفترة المقبلة لهجمات جديدة من خلال خلاياه الصغيرة التي شكلها في أوروبا، بهدف القيام بهجمات إرهابية موسعة، قد تطول بعض المطارات، وأن ما حدث في الحوادث الثلاثة السابقة في (حادث الطائرة الروسية بمصر التي أقلعت من مطار شرم الشيخ، ومطار بروكسل، وحادث الطائرة المصرية الأخير التي أقلعت من مطار شارل ديغول)، كانت اختبارا لأساليبه الجديدة والمتطورة في الاستهداف.
وسبق أن أعلن «داعش» مسؤوليته عن تحطم طائرة سياح روس فوق شبه جزيرة سيناء المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أودت بحياة ركابها الـ224. ورجح اللواء عكاشة، أن يكون وراء حادث الطائرة المصرية، بعض خلايا التنظيمات الإرهابية، التي قامت من قبل بتنفيذ عمليات كبيرة في العاصمة الفرنسية باريس خلال نوفمبر الماضي، لافتا إلى أنه «ربما تكون هذه الخلايا لديها اختراق للمطار، رغم أنه المطار الأشهر في أوروبا، وهذا إن صح، فهو أمر خطير».
وعن موقف تنظيم داعش من عملية سقوط الطائرة المصرية، قال اللواء عكاشة «تنظيم داعش دائما يتبني كل العمليات وينسبها لنفسه، حتى إذا لم يقم بتنفيذها؛ لأنه يعتمد على ذلك بصفته نوعا من النهج، ويستخدمه سلاحا إعلاميا لإظهار قدراته القتالية أمام العالم كله». لكن عكاشة عاد وأكد أنه حتى لو أعلن «داعش» تبنيه عملية الطائرة المصرية، فلا بد ألا نكتفي بذلك وألا نصدق ما يزعمه التنظيم، وضرورة أن نرجع الأمر للسلطات الفرنسية؛ لأنها هي جهة التحقيق الرسمية، ولأن السلطات الفرنسية هي وحدها من تستطيع تحديد حادثة الطائرة المصرية، كونها عملا إرهابيا.
من جهته، أكد اللواء مسلم، أن «داعش» معتاد أن يعلن تبنيه لأي عمل إرهابي عقب حدوثه مباشرة؛ لكن أن يبقى كل هذه الساعات من وقوع الطائرة المصرية أول من أمس، دون أن يعلن، يبدو أن الأمر غير مفهوم، وهناك احتمال أن يعلن «داعش» تبنيه خلال الساعات المُقبلة؛ لكنه احتمال صعب وضعيف، لافتا إلى أن «هناك احتمالا قائما من عدم إعلان أحد أنه وراء العلمية الإرهابية، حتى لا يؤكد على نفسه المسؤولية، ويترك الأمر للاستنتاجات، الذي قد يكون قريبا من المشهد». ويرى المراقبون، أن «هناك مخاوف الآن في الغرب من قيام (داعش) بهجمات متلاحقة، وبخاصة بعد أن طور التنظيم من قدراته القتالية بشكل يتيح له شن هجمات إرهابية كبيرة على الصعيد العالمي». ولفت المراقبون إلى أن «ما توعد به التنظيم ضد الغربيين عقب تفجيرات بروكسل مارس الماضي، كان مؤشرا خطيرا جدا، وكان يتطلب أكثر اكتراثا واهتماما لتطور أسلوب التنظيمات الإرهابية، وبخاصة (داعش) الأخطر دموية في جميع التنظيمات المتطرفة».
خبراء أمنيون مصريون يحذرون من تقنيات جديدة لإخفاء العبوات الناسفة
رجحوا تورط خلايا تابعة للتنظيمات الإرهابية في اختراق مطار شارل ديغول
خبراء أمنيون مصريون يحذرون من تقنيات جديدة لإخفاء العبوات الناسفة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة