خبراء: العالم يخاطر بفقد 10 ملايين شخص سنويًا بسبب مقاومة العقاقير

علاج مناعي يظهر مؤشرات مبشرة في علاج سرطان جلدي نادر

خبراء: العالم يخاطر بفقد 10 ملايين شخص سنويًا بسبب مقاومة العقاقير
TT

خبراء: العالم يخاطر بفقد 10 ملايين شخص سنويًا بسبب مقاومة العقاقير

خبراء: العالم يخاطر بفقد 10 ملايين شخص سنويًا بسبب مقاومة العقاقير

أكد خبراء صحة بريطانيون أمس (الخميس)، أنه من الممكن أن يموت نحو 10 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2050 بسبب إصابتهم ببكتيريا مقاومة للعقاقير، ما لم يتخذ العالم إجراءات حاسمة لخفض استخدام المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية المضادة للميكروبات.
وقال الخبراء في استعراض، ممول من جانب الحكومة، حول مقاومة مضادات الميكروبات: «حتى اليوم، يلقى 700 ألف شخص حتفهم سنويا نتيجة إصابتهم بعدوى مقاومة (للعقاقير)».
وأوضح الخبراء، أن «المضادات الحيوية هي فئة خاصة من العقاقير المضادة للميكروبات التي تعزز الطب الحديث كما نعرفه، فإذا فقدت (تلك العقاقير) فاعليتها، فهناك إجراءات طبية أساسية... قد يصبح القيام بها خطيرا جدا»، محذرين من أن الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط ستتكبد التأثير الأكبر.
وقال الخبير الاقتصادي جيم أونيل، وهو المؤلف الرئيسي للاستعراض: «أرى أنه من غير المعقول أن الأطباء ما زالوا يصفون المضادات الحيوية القائمة فقط على تقييمهم الفوري لأعراض المريض، تماما مثلما كانوا يفعلون عندما بدأ استعمال المضادات الحيوية بصورة شائعة في الخمسينات من القرن الماضي.»
ويشمل الاستعراض 10 توصيات لـ«تحفيز العمل على المستوى الفردي والتنظيمي وعلى مستوى دولي وعالمي»، داعيا الجميع إلى «القيام بدوره في أخذ المضادات الحيوية عند الحاجة فقط واستكمال دورة العلاج».
كما يحث الاستعراض الحكومات على إطلاق «حملة توعية عامة عالمية واسعة النطاق» و«إنشاء تحالف عالمي من أجل العمل الحقيقي،» من خلال الأمم المتحدة ومجموعة العشرين التي تضم أكبر اقتصادات العالم.
وتشمل التوصيات الأخرى، تحسين النظافة والحد من انتشار العدوى والحد من استخدام مضادات الميكروبات في الزراعة وتحسين المراقبة العالمية لمقاومة العقاقير، وتشجيع استخدام اللقاحات وغيرها من البدائل المضادة للميكروبات.
وعلى صعيد آخر أعلنت شركة ميرك الألمانية للأدوية عن بيانات أولية مشجعة ضد شكل نادر وشرس من سرطان الجلد من المرحلة المتوسطة؛ لاختبار عقارها التجريبي الذي يساعد جهاز المناعة على مهاجمة الأورام.
وفي الدراسة التي شملت 61 مريضا، شهد نحو 30 في المائة من المصابين بسرطان خلية ميركل الجلدي الذين تم علاجهم بعقار أفيلوماب الذي تنتجه شركة ميرك انكماشا للورم أو اختفاءه.
وينتمي عقار أفيلوماب الذي تطوره شركة ميرك بالتعاون مع شركة فايزر إلى فئة من الأدوية تسمى مثبطات -بي.دي - ال.1- التي تعطل آلية تستخدمها الأورام للاختباء من جهاز المناعة؛ الأمر الذي يتيح للجهاز التعرف على السرطان ومهاجمته. وهذه الفئة قريبة من فئة - بي.دي - 1- المطروحة في الأسواق بالفعل، مثل عقار أوبديفو الذي تنتجه شركة بريستول، مايرز سكويب، وعقار كيترودا الذي تنتجه ميرك التي ينظر لها بصفتها حققت تقدما كبيرا في مجال علاج سرطان الجلد وسرطان الرئة وغيرها من الأورام الخبيثة.
وأصبح عقار تسنتريك الذي تنتجه شركة روش الأربعاء أول دواء من فئة -بي.دي - ال.1- يحصل على موافقة أميركية لعلاج سرطان المثانة في مراحله المتقدمة.
ولم يحصل المرضى في الدراسة على استخدام عقار أفيلوماب لعلاج سرطان الجلد على أي مساعدة من علاج مسبق مثل العلاج الكيماوي؛ الأمر الذي تركهم دون أي خيارات أخرى للعلاج.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».