كيفن كوستنر يحكي سينما وسياسة

شغف بـ «الوسترن».. واختار دراسة التجارة في الجامعة ثم أخذ يفكر في التمثيل

كيفن كوستنر كما بدا في «جاك رايان: ظل المجنّد»
كيفن كوستنر كما بدا في «جاك رايان: ظل المجنّد»
TT

كيفن كوستنر يحكي سينما وسياسة

كيفن كوستنر كما بدا في «جاك رايان: ظل المجنّد»
كيفن كوستنر كما بدا في «جاك رايان: ظل المجنّد»

هناك كيفن كوستنر جديد على شاشات السينما يختلف بعض الشيء عن كيفن كوستنر الذي نعرفه. طبعا نستطيع أن نتذكّر ذلك الرجل الذي كان لا يزال في الأربعينات من عمره عندما لعب دور عميل الإف بي آي في الثلاثينات والأربعينات في «غير المرتشين» The Untouchables. ولد في كاليفورنيا بتاريخ 18 يناير (كانون الأول) سنة 1955 وكان أصغر إخوته وذا بنية بدنية رياضية. والده الذي كان يعمل في الكهرباء كان كثير الانتقال بين مدن الولاية، لكن ذلك لم يمنعه من تعليم ابنه البيانو وتشجيعه على الغناء الكورالي. حين وصل كوستنر، سنة 1973 إلى مرحلة التخصص الجامعي اختار دراسة التجارة فنال الدكتوراه ثم أخذ يفكّر في التمثيل.
في عام 1978 التقى كوستنر بالممثل الراحل رتشارد بيرتون على متن طائرة، وهذا اللقاء أثمر عن قرار كوستنر التحوّل فعلا إلى ممثل. فلمدة تزيد عن ساعتين أخبره بيرتون، وهو على ما كان عليه من خبرة مارسها في المسرح والسينما، ما ألهب حماس كوستنر وجعله يشعر بأن لا شيء آخر مهم في دنياه سوى التمثيل.
زوجته آنذاك شجّعته فأم مدارس التمثيل علما بأن ذلك فرض عليه حالة مادية صعبة دفعته للقيام بأشغال غير ثابتة ليعيل نفسه وزوجته وهوايته.
في مطلع الثمانينات وجد فرص تمثيل في ستة أفلام هي «ماليبو الصيف الماضي» و«دورية ليلية» و«فرنسيس» و«مطاردة الأحلام» و«طاولة لخمسة» و«فرسان ستايسي» وكلها ما بين 1981 و1983، وفيها جميعا لم يزد دوره على بضعة مشاهد أو (كما في «فرنسيس») مشهد واحد. لكن الحال تغيّر كليّا سنة 1984 عندما اختاره المخرج لورنس كاسدان ليشترك مع لفيف من الممثلين الجدد، ومنهم غلن كلوز ومغ تيلي وكيفن كلاين، في فيلمه «الرعشة الكبيرة». كان دور كوستنر كبيرا في الواقع.. كان العمود الفقري للفيلم لكن حين العرض فوجئ بأن المخرج ألغى معظم ما صوّره من مشاهد واختار البداية التي تختزل حياة الشخصية التي يؤديها. فالفيلم يفتح على مشهد رجل ميّت يوضع في الكفن وهذا الميّت لم يكن سوى كيفن كوستنر. وفي حين أن السيناريو الأصلي الذي تم تصوير الفيلم بمقتضاه نص على تعريف المشاهدين مباشرة بهذه الشخصية، فإن المخرج اقتطع كل ذلك.
كاسدان لم يفعل ذلك لفكرة طرأت على باله بل اضطر لذلك بسبب من ضغط الشركة المنتجة (كولمبيا) التي راعها أن يتمحور الفيلم حول «بطل» غير معروف. والمخرج شعر بأنه أغبط حق كوستنر فتقدم من كوستنر وقطع له وعدا: «أعدك يا كفين بأن تكون بطولة فيلمي المقبل معقودة لك بصرف النظر عن الفيلم ومتى سأقوم به».
بعد سنتين طلبه كاسدان من جديد وأعطاه الدور الرئيس في فيلم «سيلفيرادو» تبعا لهذا الوعد. وكان كوستنر على قدر المهمّة في هذا الفيلم الوسترن الناجح والخفيف. أراده كاسدان شبيها بأبطال أفلام الكاوبوي القديمة من حيث الشباب والحيوية وسهولة الحركة والجاذبية، وكان له ما أراد.
بعد ذلك هي طريق مفتوحة توجت الممثل بعدد من القمم فبات نجما أساسيا في النصف الثاني من الثمانينات وللسنوات الاثنتي عشرة التالية. في هذه الفترة شوهد في أربعة نجاحات متوالية هي «غير المرتشين» (1987) و«لا مهرب» (1987) والفيلمين الرياضيين «بل دورهام» (1988) و«حقل الأحلام» (1989).
تبع ذلك بدراما تشويقية هي آخر ما مثّله الراحل أنطوني كوين وذلك تحت عنوان «انتقام» في عام 1990 وهو العام الذي وقف فيه وراء الكاميرا ليحقق أول فيلم من إخراجه وهو «الراقص مع الذئاب» الذي نال عنه أكثر من أوسكار واحد (بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو مقتبس عن وسيط آخر). بعده لعب دور البطولة في «روبين هود: أمير اللصوص» (1991) و«جون ف. كندي» (1991) و«الحارس الشخصي» (1992) ثم «عالم كامل» (1993) الذي أخرجه كلينت إيستوود. في عام 1994 أنتج وقام ببطولة وسترن آخر هو «وايات إيرب» ثم قام بالإقدام على مغامرة إنتاجية كبيرة: فيلم حافل بالمخاطر يدور حول عالم ما بعد طوفان كبير هو «ووتروورلد».
أنجز الفيلم نجاحا لكنه ليس بالنجاح المأمول له. ومع أن اسم كوستنر بقي لامعا فإن التجربة علمّته، وهوليوود، أن يكون حريصا وحاسبا بدقة لما يخطو إليه. في السنوات الخمس الأخيرة استكان إلى الأدوار المساندة وبدا كما لو أن كل المتسابقين تجاوزوه. لكنه فجأة ما عاد في دورين بارزين جديدين خرجا للعروض هذه السنة هما «جاك رايان: ظل التجنيد» و«ثلاثة أيام للقتل».
* من المثير جدّا أن نجد أمامنا ممثلا لا يزال يقود مهنته بنجاح بعد كل هذه السنوات.. ربما بعد العثرات، لكن غالبا بنجاح. هل أنت مخطط جيد أو هو الحظ وحده؟
- لا أدري تماما كيف تم ذلك. هناك تقليد في هوليوود يتمثّل في إعادة الكرّة وراء كل فيلم ناجح. هناك ممثلون بنوا نجاحاتهم اللاحقة على الصورة التي قدّموها بنجاح في المرّة الأولى. أنا لم أعرف، بصراحة، كيف أفعل ذلك. تكرار النجاح هو أمر جيّد بكل تأكيد لكني لم أفعل ذلك. لم تكن لدي خطّة من هذا النوع. في الوقت ذاته، لم أكن قلقا على نفسي.
* ماذا عن عامل السن.. هل شكّل هما في السنوات الأخيرة؟
- لم أعارض حقيقة لا فائدة من معارضتها. كلنا نكبر مع الأيام ولا أحد يستطيع أن يسترد ما فات. إذا أدركنا ذلك من البداية نستطيع أن نتأقلم معه لاحقا عندما نحتاج إلى قبول الواقع والعمل بمقتضاه. في «جاك رايان: ظل مجند» الممثل كريس باين وهو في العشرين من عمره بينما كنت في السابعة والعشرين من العمر عندما بدأت التمثيل. لم أنزلق بسهولة صوب النجومية بل تطلب ذلك الكثير من العمل الدؤوب. ما أريد قوله إن الفرص تختلف من شخص لآخر لكن المهم هو أن تكون حاضرا حين تأتيك. أن يكون لديك التصوّر الصحيح لما تريد أن تقوم به ولماذا. وأنا وجدت ذلك في كريس.
* هل كان الجمع بينه وبينك كممثل له تاريخ بمثابة استرجاع لصورتك الشخصية عندما لعبت بطولة «سيلفيرادو»؟
- ليس بالضرورة.. لكن الحديث تطرّق بيننا إلى سنواتي السابقة في السينما من دون أن نقتل ذلك الموضوع بحثا (يضحك). ما أقصده هو أنني تلمّست فيه إدراكا كبيرا لتاريخ السينما ولممثليها ما جعلني أقدّره. أنا من هذا النوع الذي يشعر بالرومانسية حيال ممثلي الأمس مثل غريغوري بك أو سواه. أشعر بالرومانسية حيال أشياء جميلة في الحياة مثل سينما «الوسترن» ومثل الممثلين السابقين وكيف كانت السينما تُصنع لجمهور لا يراها إلا على الشاشات الكبيرة.
* بالمناسبة، في حديث بيننا، إثر قيامك بإنتاج وتمثيل «13 يوما» على ما أعتقد، قلت لي إنه لا يوجد فيلم يخسر تجاريا. كل الأفلام مربحة. هل ما زلت تعتقد ذلك؟
- لا أذكر في أي صيغة قلت ذلك لكني على الغالب قصدت القول إن الغالبية من الأفلام تسترد تكاليفها وقد تحقق أرباحا. هناك اليوم أكثر من وسيط وأكثر من مناسبة. هناك أفلام كثيرة تتوجه للعرض حول العالم ولا تعرض في الولايات المتحدة، وهناك أفلام توزّع مباشرة على أسطوانات.. لكن أيضا هناك الأفلام التي تحقق إيرادات جيّدة بصرف النظر عن الوسيلة المتاحة.
* حين بدأت تؤدي أدوار الوسترن مثل «سيلفيرادو» و«الراقص مع الذئاب» ولاحقا «المدى المفتوح» Open Range و«وايت إيرب» كنت تخطو في نوع من الأفلام التي انتهى مفعولها منذ زمن بعيد. الجمهور لم يعد يطلبها فتوقّفت هوليوود عن إنتاجها باستثناء هذه الأعمال وفيلمين لكلينت إيستوود. هل تحب هذا النوع من الأفلام وهل كان حبها هو الدافع لها؟
- نعم أحب سينما «الوسترن» وكنت دائما سعيدا بأنني سأقوم بتمثيل فيلم منها. وسعيد أكثر لأنك من بين هؤلاء الذين تحدثني عن هذا النوع كلما التقينا.. ألم تكن أنت من سألني ذات السؤال من قبل؟
* ربما..
- أنت وزملاؤك في جمعية المراسلين الأجانب عاشقون للأفلام وكثيرا ما تسألونني في هذا الأمر. هذا يسعدني لأنني فخور بما حققته وآمل أن أحقق المزيد منه مستقبلا.
* في «جاك رايان» تؤدي دور الضابط الذي يجنّد كريس باين أو جاك رايان. كيف تنظر إلى مثل هذه المناصب في أميركا اليوم؟
- على صعيد شخصي أعتقد أن الوظيفة السياسية، أيا كانت، تأثرت بالحرب الفيتنامية. أعتقد أن أصعب شيء يمكن الحصول عليه هو المعلومات الصحيحة. تلك التي تستطيع أن تستند إليها لكي تكوّن رأيك المستقل. هناك الكثير من الأذكياء حول العالم، لكن ليس هناك الكثير من الحكماء. قد يختلف اثنان حول رأي معين وكلاهما على صواب لكن الحقائق هي التي ستجعل من أحدهما أكثر صوابا.
* هل أنت شخص وطني؟
- أنا وطني نعم. لكني لست ساذجا حيال ما هو وطني عليه وحيال ما العالم عليه أيضا. وأميركا ما زالت مصدر أمل بحياة أفضل. إنه مذهل عدد من لا يزال يسعى للهجرة إلى أميركا. نحن الأميركيين مثل رجل كبير - صغير. قادرون ولدينا قوّة هائلة لكننا قد نرتكب أخطاء.
* هل لديك علاقات مع موظفين في «سي آي إيه»؟ هل استعنت بهم لأجل أن تلعب دورك في هذا الفيلم؟
- لا تعرف متى تتحدث مع موظف في «سي آي إيه» أو في وكالة «إف بي آي». هذا غير منظور. ربما التقيت بأحد منهم هذا الصباح.. بسبب عملي تعرّفت سابقا على موظفين وعملاء في هذين الجهازين لكني لا أحاول أن أستثمر علاقاتي لأقترح على المخرج الاستعانة بمن يرشده إلى التفاصيل. إذا أراد سيسأل، لكن السيناريو مكتوب جيّدا ودوري تخيّلته ومثّلته كما أعرف وهذا كان كافيا في اعتقادي.
* في الفيلم تقوم بمهمّة جاسوسية في موسكو.. هل ما زالت السينما تعيش الحرب الباردة؟ هل ما زال العالم في حرب باردة؟
- هذا ما يبدو عليه الحال اليوم، لكن لنتحدّث بصراحة.. ألا تشعر بأن الحدود بين البشر تتضاءل على الرغم من كل شيء؟ بمجرد أن تطير فوق الحدود تجد نفسك تذوب في المجتمع الآخر الذي تحط فيه. لقد زرت روسيا.. زرت موسكو.. دخلت البيت الرئاسي لبوتين. زرت سانت بتسبيرغ.. هل زرتها؟ خرجت ذات مرة في الساعة الحادية عشرة ليلا أتمشى في شوارعها. شاهدت الناس يمشون هناك متشابكي الأيدي. لا نفعل ذلك في أميركا. تشعر بالحنان. ووجهت بكثير من الحنان. لا أقول إننا أقل إنسانية أو أي شيء من هذا القبيل، لكنه أمر يطالعك وأنت تزور. تشعر أنك تريد أن تعرف الآخر أكثر مما أتيح لك حتى تلك اللحظة. الحرب الباردة ربما قائمة لكن الشعوب تطمح لأن تحب بعضها البعض أكثر مما يعتقد السياسيون.
* شغل الجاسوسية تغير عبر المراحل.. لقد مضى عهد الرومانسية الذي كان فيه المشاهد يتفق ويؤيد جاسوسه المفضل. هل توافق؟
- نعم. أيام ما كان جيمس بوند يهبط بالمظلة إلى مخدع امرأة بكل سهولة أو أيام ما كان يعدم أعداءه من دون أن يُصاب بأذى.. حتى جيمس بوند تغير كما لا بد أنك تعلم.. بات أكثر ارتباطا بالواقع.. السينما لديها طريقة في تقريب الخيال إلى الواقع، ونحن لدينا طريقتنا في القبول أيضا. لكن أفلام الجاسوسية اليوم عليها أن تحسب الأمور على نحو مختلف. عليها أن تكون أكثر واقعية.
* كأنك تتحدّث الآن عن دورك في «ثلاثة أيام للقتل». هو أيضا دور جاسوسي.
- صحيح. في هذا الفيلم أنا عميل ينفذ أوامر القتل. تستطيع أن تعرف من البداية بأن هذا النوع من العمل يعني أن حياته العائلية منهارة وبالفعل نراها كذلك من البداية. زوجته تظهر في مطلع الفيلم ثم تختفي وابنته تتمنى لو أنه كان هناك كأب.. هذا الدور كان له رد فعل في ذات زوجتي لأنه واقع. أحب الأفلام التي تتناول الأمور واقعيا حتى ولو كانت أفلاما ترفيهية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».