علاوي: العراق بحاجة إلى حكومة قادرة على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية

كشف عن قرب تشكيل جبهة شعبية واسعة

علاوي: العراق بحاجة إلى حكومة قادرة على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية
TT

علاوي: العراق بحاجة إلى حكومة قادرة على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية

علاوي: العراق بحاجة إلى حكومة قادرة على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية

أكد زعيم ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، أن خلافه مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي «جوهري»، وأبدى علاوي تحفظات على سياسات الولايات المتحدة الأميركية، وفيما كشف عن قرب تشكيل «جبهة شعبية واسعة» من النقابات والاتحادات، حمّل بعض الدول والسفراء مسؤولية إيصال العملية السياسية إلى ما هي عليه.
وقال إياد علاوي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «العراق في حاجة إلى حكومة وطنية قادرة على القيام بمهمتين أساسيتين على أقل تقدير، الأولى تحقيق الانتصار على تنظيم داعش وتغيير المناخات السياسية التي تؤهل لطرد التنظيم الإرهابي وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية ومعالجة مسألة النازحين وإدامة النصر ضد (داعش)، والمهمة الثانية هي تغيير قانون الانتخابات وسن قانون انتخابات نزيه واستبدال مفوضية الانتخابات، والإتيان بقضاة ومحامين وأكاديميين للإشراف على انتخابات نزيهة»، مشيرا إلى أن «مهمة هذه الحكومة وضع النقاط الأساسية للوضع الاقتصادي، شريطة أن لا تشارك هذه الحكومة في الانتخابات ولا يتجاوز عمرها السنتين».
وأضاف علاوي: «لقد ناقشت مع رئيس الجمهورية في لقاء ثنائي إمكانية اللجوء إلى حكومة إنقاذ، إلا أن التجاوب مع هذا الخيار ما زال محدودا، رغم أننا على استعداد تام للتحالف مع كل من هو مستعد للتصويت على الإصلاح وتغيير النهج»، ومع وجود توافق بين نواب ائتلاف الوطنية مع نواب مستقلين من دولة القانون داخل البرلمان العراقي، إلا أن هناك خلافًا جوهريًا مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، حيث إن زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي قد دخل في إطار طائفي، في حين دخلنا نحن في إطار وطني، مع التزامنا الكامل بالدستور لحين تعديل بنوده، ولا بد من محاسبة سارق المال العام في ظل جميع الحكومات، وهنا أحذر الجميع من «انتفاضة شعبية مسلحة، مغايرة لسابقتها السلمية، إذا لم تنفذ مطالب الجماهير في إنشاء دولة مدينة بعيدة عن التعصب الطائفي والتحزب الديني، وهذا ما أيدته المرجعية ودعت إليه في الوقت نفسه وساندت الجماهير التي خرجت بالملايين في كل محافظات العراق».
وأشار علاوي إلى أن «العراق يواجه حاليًا مشكلة تتمثل في الانهيار الاقتصادي»، عادًا أن «وزير المالية هوشيار زيباري يقوم بمهمة جليلة تتمثل في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ومنظمة الأمم المتحدة لدعم الوضع المالي في العراق».
وحمّل علاوي: «الحكومة المركزية مسؤولية توتر العلاقات مع إقليم كردستان»، مؤكدًا أنه «دعا سابقًا إلى إقرار بعض القوانين ومنها قانون النفط والغاز، لتكون هناك إجراءات عملية لحل الأزمة بين الجانبين».
وأكد علاوي وجود تحفظات لديه على السياسات الأميركية، إلا أنها هي من تقاتل تنظيم داعش، ولولاها لكان «داعش» الآن يحتل بغداد، مؤكدًا أن «واشنطن ترتكب بعض الأخطاء، لكن لها إيجابيات أيضًا ومنها دعمها المالي للعراق».
وعد علاوي، أن «قرارات العملية السياسية الحالية أصبحت تتبنى إقليميًا، وهناك هيمنة على القرار السياسي من الأجانب»، محملاً «بعض السفراء مسؤولية الأزمة التي وصلت إليها العملية السياسية».
وكشف علاوي عن «قرب تكوين جبهة شعبية واسعة من النقابات والاتحادات»، مشيرًا إلى أن «هناك كثيرا من العروض التي تلقاها سابقًا للدخول في تحالفات طائفية وزيارة بعض الدول».



تكتم حوثي غداة ضربات إسرائيلية استهدفت ميناءي الحديدة والصليف

جانب من الدمار الذي أصاب ميناء الحديدة خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة (إكس)
جانب من الدمار الذي أصاب ميناء الحديدة خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة (إكس)
TT

تكتم حوثي غداة ضربات إسرائيلية استهدفت ميناءي الحديدة والصليف

جانب من الدمار الذي أصاب ميناء الحديدة خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة (إكس)
جانب من الدمار الذي أصاب ميناء الحديدة خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة (إكس)

لاحظ مراقبون يمنيون التكتم الحوثي جرّاء الضربة الإسرائيلية التي استهدفت ميناءي الحديدة والصليف يوم الجمعة. واكتفت الجماعة بإعلان مقتل شخص جرّاء الهجمات وسقوط مصابين، لكنها، وعكس الهجمات السابقة، شنّت حملة ضد المواطنين وهددتهم بالعقوبة إذا ما تم تصوير أي أضرار جرّاء الضربات، بذريعة أن ذلك يخدم العدو.

وقال الجيش الإسرائيلي إن 15 طائرة مقاتلة شاركت في الضربات التي استهدفت ميناءي الحديدة والصليف على ساحل البحر الأحمر غربي اليمن، بنحو 35 غارة لتدمير البنية التحتية فيهما، وبمشاركة طائرات لتزويد المقاتلات بالوقود وطائرات استطلاع.

وجاءت هذه الهجمات بعد أيام من إطلاق الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء المواني الثلاثة التي تُسيطر عليها الجماعة الحوثية في محافظة الحديدة والصليف، إلا أن الغارات الأخيرة لم تستهدف الميناء الثالث وهو رأس عيسى.

وجدّد الجيش الإسرائيلي اتهام الجماعة الحوثية باستخدام هذه المواني لنقل الأسلحة، «من أجل تنفيذ عمليات إرهابية».

وكرر تحذيره لجميع الموجودين في المواني بالابتعاد عنها وإخلاء المناطق المحيطة بها؛ حفاظاً على سلامتهم.

عنصر حوثي بجانب طائرة مدمرة في مطار صنعاء الدولي بعد غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)

وكان الجيش الإسرائيلي قد استهدف الميناءين آخر مرة قبل 10 أيام، في السادس من الشهر الحالي، إلى جانب مطار صنعاء الذي يقع بدوره تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وتسبب الاستهداف في تدمير مبنى المطار و3 طائرات ركاب مدنية وعدد من المرافق.

وجاء الرد الإسرائيلي على الهجمات الحوثية عقب انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة.

وأوقف ترمب، في السادس من الشهر الحالي، هجمات الجيش الأميركي على مواقع الجماعة الحوثية، بعد إعلانه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار معها، يتضمن وقف هجماتها على السفن الأميركية، إلا أن الجماعة أعلنت أن الاتفاق لا يشمل وقف الهجمات ضد إسرائيل.

وعيد متبادل

ويسعى الجيش الإسرائيلي، كما تذكر بياناته العسكرية، وبينها بيانه الأخير إلى «تعزيز الضرر في قدرات الحوثيين الإرهابية»، و«تحييد» المواني لمنع الجماعة من إدخال مزيد من الأسلحة الإيرانية، ولإلحاق ضرر اقتصادي بها.

وتسببت الغارات الإسرائيلية على مواني الحديدة التي تُسيطر عليها الجماعة الحوثية في أضرار بالغة، تمنعها من استقبال سفن كبيرة، وتحتاج إلى عدة أشهر لإعادة تأهيلها.

الولايات المتحدة أوقفت حملتها العسكرية الأخيرة على الحوثيين بعد رغبتهم في وقف القتال (أ.ف.ب)

وفي حين نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته بضرب الجماعة الحوثية بقوة أكبر واستهداف قيادتها، توعّد يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، الجماعة بتلقي ضربات موجعة حال استمرارها في إطلاق الصواريخ، محذراً إياها من اغتيال قادتها مثلما جرى مع قيادات في «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس».

وقال كاتس: «إذا استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فسوف يتلقون ضربات موجعة، وكما فعلنا مع الضيف والسنوار في غزة، ومع نصر الله في بيروت، ومع هنية في طهران، سنطارد عبد الملك الحوثي في اليمن ونقضي عليه».

وتضمنت تهديدات نتنياهو تأكيده أن الهجوم الأخير على ميناءي الحديدة والصليف «مجرد البداية والقادم أعظم»، وأن إسرائيل تعلم أن الجماعة الحوثية مجرد ذراع، وأن من يقف وراءها ويمنحها الدعم والتعليمات والإذن هي إيران.

وأعلنت الجماعة الحوثية مقتل شخص وإصابة 10 أشخاص جرّاء الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على ميناءي الحديدة والصليف، قبل أن تعود في وقت لاحق، لتعلن عن ارتفاع المصابين إلى 11، وتوعدت بالرد.

وتولّى القيادي في جماعة «الحوثي»، محمد علي الحوثي، وهو ابن عم زعيم الجماعة، إطلاق التهديدات بالرد على الهجمات الإسرائيلية، وذلك في غياب أي بيان أو موقف رسمي من القيادة العسكرية أو من المتحدث العسكري باسمها، يحيى سريع، كما جرت العادة.

وألمح الحوثي إلى إمكانية استهداف و«تدمير صهاريج النفط الكبيرة في ميناء إيلات التي تحتوي على ملايين براميل النفط، وكذلك خط الأنابيب الذي يبدأ من إيلات وينتهي في عسقلان، انتقاماً لميناء الحديدة»، حسب قوله.

واتهم الحوثي، وهو عضو المجلس السياسي الأعلى (مجلس حكم الجماعة)، إسرائيل بالمزايدة بهجماتها التي وصفها بـ«الإرهابية الفاشلة»، داعياً الإسرائيليين إلى إدراك أن نتنياهو وحكومته يستمرون في الفشل والغباء في قراءة تغيير قواعد الاشتباك.

وتهكم على تهديدات نتنياهو ووزير دفاعه، وعدّها بيعاً للوهم وكسباً للوقت بأهداف مستحيلة، فـ«مَن عجز في غزة سيعجز بفضل الله في اليمن، ولن يُحقق إنجازاً».

هجمات لا تتوقف

جاءت الغارات الإسرائيلية عقب إعلان الجماعة الحوثية، الخميس، إطلاق صاروخ باليستي باتجاه مطار بن غوريون الإسرائيلي.

دمار في ميناء الحديدة بعد غارة إسرائيلية خلال الشهر الحالي (أ.ف.ب)

وهذا هو الهجوم الإسرائيلي الثامن على مواقع الجماعة الحوثية منذ بداية الحرب وحصار قطاع غزة، والثالث منذ استئناف القتال بعد فشل الهدنة بين الجيش العبري وحركة «حماس».

وكان يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة قد أكّد استهداف «مطار اللد، المسمى إسرائيلياً مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي، وقد حقق الصاروخ هدفه بنجاح»، حسب بيانه.

وجاء في بيان سريع أن إطلاق الصاروخ أدّى إلى هروب «الملايين» إلى الملاجئ، وتوقف حركة الطيران في المطار لنحو ساعة.

وأضاف أن الجماعة تواصل «توسيع عملها العسكري ضد إسرائيل بهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة»، «وفرض حظر الملاحة الجوية على مطار اللد، وكذلك حظر الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي».

وأقرّ أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بالهجوم الصاروخي الذي قال إنه جرى اعتراضه بعد أن تسبب في تفعيل صافرات الإنذار في عدة مناطق من إسرائيل.

وبدأ الحوثيون استهداف إسرائيل والملاحة البحرية في المياه المحيطة باليمن في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي، بعد أكثر من شهر من بدء المواجهات بين «حماس» وإسرائيل.

وأوقف الحوثيون هجماتهم بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس» في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلا أنهم عادوا إلى مواصلة هجماتهم بعد فشل الهدنة وعودة العمليات العسكرية في القطاع.

ورغم تشكيل الولايات المتحدة وبريطانيا تحالفاً عسكرياً مطلع العام الماضي لمواجهة هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية، فإن تأثير هذا التحالف على قدرات الجماعة كان محدوداً. غير أن الحملة العسكرية التي أطلقها الجيش الأميركي بأوامر من الرئيس ترمب منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، واستمرت على مدى 50 يوماً، ألحقت أضراراً كبيرة بعتاد الجماعة العسكري.

ووفق ما أوردت «رويترز» عن قادة أميركيين، فإن الجماعة اضطرت إلى إبداء رغبتها في إيقاف المواجهات مع الولايات المتحدة، وهو ما كشف عنه ترمب لحظة إعلانه إيقاف العمليات العسكرية ضدها.