علاوي: العراق بحاجة إلى حكومة قادرة على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية

كشف عن قرب تشكيل جبهة شعبية واسعة

علاوي: العراق بحاجة إلى حكومة قادرة على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية
TT
20

علاوي: العراق بحاجة إلى حكومة قادرة على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية

علاوي: العراق بحاجة إلى حكومة قادرة على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية

أكد زعيم ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، أن خلافه مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي «جوهري»، وأبدى علاوي تحفظات على سياسات الولايات المتحدة الأميركية، وفيما كشف عن قرب تشكيل «جبهة شعبية واسعة» من النقابات والاتحادات، حمّل بعض الدول والسفراء مسؤولية إيصال العملية السياسية إلى ما هي عليه.
وقال إياد علاوي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «العراق في حاجة إلى حكومة وطنية قادرة على القيام بمهمتين أساسيتين على أقل تقدير، الأولى تحقيق الانتصار على تنظيم داعش وتغيير المناخات السياسية التي تؤهل لطرد التنظيم الإرهابي وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية ومعالجة مسألة النازحين وإدامة النصر ضد (داعش)، والمهمة الثانية هي تغيير قانون الانتخابات وسن قانون انتخابات نزيه واستبدال مفوضية الانتخابات، والإتيان بقضاة ومحامين وأكاديميين للإشراف على انتخابات نزيهة»، مشيرا إلى أن «مهمة هذه الحكومة وضع النقاط الأساسية للوضع الاقتصادي، شريطة أن لا تشارك هذه الحكومة في الانتخابات ولا يتجاوز عمرها السنتين».
وأضاف علاوي: «لقد ناقشت مع رئيس الجمهورية في لقاء ثنائي إمكانية اللجوء إلى حكومة إنقاذ، إلا أن التجاوب مع هذا الخيار ما زال محدودا، رغم أننا على استعداد تام للتحالف مع كل من هو مستعد للتصويت على الإصلاح وتغيير النهج»، ومع وجود توافق بين نواب ائتلاف الوطنية مع نواب مستقلين من دولة القانون داخل البرلمان العراقي، إلا أن هناك خلافًا جوهريًا مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، حيث إن زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي قد دخل في إطار طائفي، في حين دخلنا نحن في إطار وطني، مع التزامنا الكامل بالدستور لحين تعديل بنوده، ولا بد من محاسبة سارق المال العام في ظل جميع الحكومات، وهنا أحذر الجميع من «انتفاضة شعبية مسلحة، مغايرة لسابقتها السلمية، إذا لم تنفذ مطالب الجماهير في إنشاء دولة مدينة بعيدة عن التعصب الطائفي والتحزب الديني، وهذا ما أيدته المرجعية ودعت إليه في الوقت نفسه وساندت الجماهير التي خرجت بالملايين في كل محافظات العراق».
وأشار علاوي إلى أن «العراق يواجه حاليًا مشكلة تتمثل في الانهيار الاقتصادي»، عادًا أن «وزير المالية هوشيار زيباري يقوم بمهمة جليلة تتمثل في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ومنظمة الأمم المتحدة لدعم الوضع المالي في العراق».
وحمّل علاوي: «الحكومة المركزية مسؤولية توتر العلاقات مع إقليم كردستان»، مؤكدًا أنه «دعا سابقًا إلى إقرار بعض القوانين ومنها قانون النفط والغاز، لتكون هناك إجراءات عملية لحل الأزمة بين الجانبين».
وأكد علاوي وجود تحفظات لديه على السياسات الأميركية، إلا أنها هي من تقاتل تنظيم داعش، ولولاها لكان «داعش» الآن يحتل بغداد، مؤكدًا أن «واشنطن ترتكب بعض الأخطاء، لكن لها إيجابيات أيضًا ومنها دعمها المالي للعراق».
وعد علاوي، أن «قرارات العملية السياسية الحالية أصبحت تتبنى إقليميًا، وهناك هيمنة على القرار السياسي من الأجانب»، محملاً «بعض السفراء مسؤولية الأزمة التي وصلت إليها العملية السياسية».
وكشف علاوي عن «قرب تكوين جبهة شعبية واسعة من النقابات والاتحادات»، مشيرًا إلى أن «هناك كثيرا من العروض التي تلقاها سابقًا للدخول في تحالفات طائفية وزيارة بعض الدول».



تكتُّم حوثي على الخسائر وتكثيف أميركي للضربات

مقاتلة أميركية تنطلق من على متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ب)
مقاتلة أميركية تنطلق من على متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ب)
TT
20

تكتُّم حوثي على الخسائر وتكثيف أميركي للضربات

مقاتلة أميركية تنطلق من على متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ب)
مقاتلة أميركية تنطلق من على متن حاملة طائرات لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ب)

في مستهل الأسبوع الثالث من الحملة الأميركية التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب ضد الحوثيين، ضربت عشرات الغارات، ليل الجمعة- السبت، مواقع وثكنات محصنة ومستودعات أسلحة مفترضة في صنعاء والجوف وفي صعدة؛ حيث المعقل الرئيسي للجماعة، ضمن منحى تصاعدي للغارات التي طالت حتى الآن معظم المحافظات المختطفة في شمالي اليمن.

ومع اختفاء البيانات العسكرية الحوثية خلال اليومين الأخيرين، بخصوص تبنِّي هجمات جديدة ضد إسرائيل والقوات الأميركية في البحر الأحمر، لا تزال الجماعة المدعومة من إيران تتكتم على حجم خسائرها جرَّاء الغارات التي بلغت نحو 230 غارة جوية وبحرية خلال أسبوعين.

واعترف الإعلام الحوثي بتلقي 14 غارة على محيط مدينة صعدة، وبغارتين على مديرية سحار في محافظة صعدة، وادعت أن إحدى الغارات في محيط المدينة أدت إلى مقتل شخص وإصابة 4 آخرين بعد أن ضربت إحدى المزارع.

وفي محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء) أقرت الجماعة الحوثية باستقبال 8 غارات ضربت مواقع الجماعة في مديرية الحزم؛ حيث مركز المحافظة، دون الحديث عن الأضرار والخسائر.

أما في صنعاء، فقد استهدفت 8 غارات معسكر السواد في جنوبي المدينة؛ حيث يعتقد أن الضربات استهدفت مستودعات للأسلحة وثكنات ومخابئ للقيادة والسيطرة.

وفي حين لم يتحدث الجيش الأميركي عن طبيعة الأهداف المقصوفة ولا عدد الغارات، جاءت هذه الضربات بعد 44 غارة استهدفت صنعاء و5 محافظات يمنية، في ليل الخميس- الجمعة.

وتضاف الضربات إلى نحو ألف غارة وضربة بحرية أميركية وبريطانية استقبلتها الجماعة الحوثية في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، دون أن يحدَّ ذلك من قدرتها على الهجمات في البحر وباتجاه إسرائيل.

وكان ترمب قد أمر الجيش بتنفيذ حملة بدأت في 15 مارس (آذار) الحالي، ضد الحوثيين المدعومين من إيران، لإرغامهم على التوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وتوعدهم بـ«القوة المميتة» وبـ«القضاء عليهم تماماً»، دون تحديد سقف زمني لانتهاء الحملة.

وبينما تزعم الجماعة أنها تساند الفلسطينيين في غزة، كانت قد استأنفت هجماتها الصاروخية باتجاه إسرائيل منذ 17 مارس الحالي؛ حيث أطلقت نحو 9 صواريخ باليستية أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضها جميعها دون أضرار.

لا نتائج حاسمة

وعلى الرغم من تصريحات إدارة ترمب بأن هذه الحملة ستكون مختلفة عما كانت عليه الحال في عهد إدارة بايدن، فلا تتوقع الحكومة اليمنية ولا المراقبون العسكريون نتائج حاسمة ضد الحوثيين، بسبب عدم وجود قوة على الأرض يمكنها إنهاء تهديد الجماعة بشكل نهائي.

ويرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الحل ليس في الضربات الأميركية لإنهاء التهديد الحوثي، وإنما في دعم القوات الحكومية على الأرض، وتمكينها من تحرير الحديدة وموانيها، وصولاً إلى صنعاء وصعدة، لاستعادة المؤسسات، وإنهاء الانقلاب على الشرعية.

الحوثيون يشيِّعون في صنعاء أحد عناصرهم القتلى (أ.ب)
الحوثيون يشيِّعون في صنعاء أحد عناصرهم القتلى (أ.ب)

ومنذ عودة الجماعة الحوثية للتصعيد، تبنَّت إطلاق 9 صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل، كما تبنت مهاجمة القطع العسكرية الأميركية في شمالي البحر الأحمر، بما فيها حاملة الطائرات «ترومان» نحو 10 مرات، دون دلائل عن تأثير هذه الهجمات.

وبعد دخول الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنت الجماعة التوقف عن هجماتها البحرية ونحو إسرائيل، قبل أن تقفز مجدداً للانخراط في الصراع مع تعثر المرحلة الثانية من الهدنة.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الجماعة الحوثية لا تساند الفلسطينيين؛ بل تضرهم أكثر، متهمة إياها بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، والتهرب من استحقاقات السلام المتعثر.

ودخل الحوثيون على خط التصعيد بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأطلقوا نحو 200 صاروخ وطائرة مُسيَّرة تجاه إسرائيل، دون أن يكون لها أي تأثير عسكري، باستثناء مقتل شخص واحد في 19 يونيو (حزيران) الماضي، حينما انفجرت مُسيَّرة بإحدى الشقق في تل أبيب.

وتبنَّت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حتى بدء هدنة غزة، مهاجمة 211 سفينة، وأدَّت الهجمات إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة.