كيڤن كوستنر يروي لـ الحكاية الحقيقية لما حدث بينه وبين ريتشارد بيرتون

يتصدر بطولة فيلم حول سجين بمخ عميل

كوستنر كما ظهر في  «الشرفاء» و لقطة من «مجرم»
كوستنر كما ظهر في «الشرفاء» و لقطة من «مجرم»
TT

كيڤن كوستنر يروي لـ الحكاية الحقيقية لما حدث بينه وبين ريتشارد بيرتون

كوستنر كما ظهر في  «الشرفاء» و لقطة من «مجرم»
كوستنر كما ظهر في «الشرفاء» و لقطة من «مجرم»

يقتفي إليوت نس أثر القاتل فرانك نيتي. يحاول هذا الهرب من طريقه. يصعد إلى سطح المبنى. يلاحقه إليوت وكله تصميم على الانتقام. لقد قتل نيتي صديق إليوت جيم. يشعر إليوت الآن أن عليه أن ينسى إنه رجل قانون وأن يعدم القاتل بنفسه.
سيسقط القاتل من علو المبنى الشاهق بعدما تدلّى من على حافة السطح. يمد إليوت يده إليه ليساعده على النجاة، لكنه لا يأسف إذا ما فشل في ذلك.
هذا المشهد من فيلم «الشرفاء» (The Untouchables).. مثله كَـڤن كوستنر قبل تسع وعشرين سنة وظهر في العروض بنجاح كبير. هو لعب دور إليوت نس وشون كونيري دور صديقه جيم. أما القاتل فرانك نيتي فقام به الوجه الجديد (نسبيًا آنذاك) بيلي دراغو. أما الإخراج فللعبقري برايان دي بالما.
فعليًا لم يكن هذا الفيلم النجاح الأول لكَـڤن كوستنر إذ سبق له وأن ظهر بتأثير إيجابي واضح في فيلم لورانس كاسدان «سيلفيرادو» (1985) والقصّـة التي وقعت خلف الكاميرا تقول: إن كوستنر مثل أيضًا في فيلم كاسدان السابق «الرجفة الكبيرة» (The Big Chill) لكن معظم ما مثّـله انتهى إلى أرض غرفة المونتاج ولم يستخدم. عندها وعد كاسدان الشاب المتوثب للنجاح بأن يعوّضه بدور أفضل. والدور الأفضل حدث مع «سيلفيرادو».
ليس فقط أن الدور كان دور بطولة بل فتح الباب أمام كوستنر ليتولى بطولة «الشرفاء» ثم سلسلة أخرى من الأفلام الجيدة والمهمة وبينها «بل دورهام» و«حقل الحلم» في الثمانينات، و«يرقص مع الذئاب» (الذي قام بإخراجه وتلقف أوسكاراته أيضًا) و«عالم مائي» و«البوسطجي» في التسعينات.
الوميض الكبير للممثل استمر مع دخولنا القرن الواحد والعشرين أو العشرية الأولى منها. أما السنوات الست الأخيرة فكانت صعبة على وجه التحديد. كوستنر ابن الحادية والستين لم يعد شابًا يصلح لكل المهام، بل ممثلاً قد يرضى بأدوار مساندة (كما حاله في «رجل من فولاذ» (2013) أو بأدوار بطولة في أفلام اعتيادية لمخرجين غير معروفين، كما فعل في العام الماضي عندما لعب بطولة «3 أيام للقتل» وكما يفعل الآن في «مجرم» الذي يتولّـى بطولته.
له في الأسواق أيضًا «باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة» لكن دوره فيه صغير، سيمر أكثر من نصف الفيلم قبل أن تلتقي به. أما «مجرم» فيؤدي فيه دور سجين يخرج من السجن بإذن خاص لأن وكالة الاستخبارات الأميركية تريد أن تزرع في دماغه مخ عميل لها أخفى مالاً وتعامل مع الإرهابيين وتعتقد إنه إذا ما تم لها ذلك، استطاعت الوصول إلى المال وإلى الإرهابيين بواسطة هذا السجين الذي لا يعرف شيئا.

لقاء في الطائرة
في عام 2014 عندما التقيته على هامش دوره في «جاك رايان: المجند الظل»، لاحظ معي هذا التطوّر فقال: «ليس هناك من ممثل يستطيع أن يسيطر للأبد على اختياراته. كلنا في هذه المهنة نريد أن نمثل أفضل الأدوار في أفضل الأفلام، لكن ذلك ليس سوى الرغبة في مواجهة الواقع. والواقع يقول إننا لا نستطيع الاختيار».
أذكّـره بذلك الآن، ونحن على مشارف عرض «مجرم» قبل أسبوعين فيؤكد:
«طبعًا ما قلته لا يزال صحيحًا وهو المعمول به. طبعًا هناك استثناءات ممكنة لكنها بدورها صعبة، مثل أن تنتج الأفلام التي تحتوي على الأدوار التي تحب. عدا ذلك فإن اختيارك الوحيد هو أن تقول نعم أو لا ولكل اختيار حسناته وسلبياته».
وُلد سنة 1955 في مدينة صغيرة في ولاية كاليفورنيا اسمها لينوود. كانت الرياضة شاغله وليس الفن. صنع قاربه الصغير بنفسه وانطلق به في الأنهر دون حسبان لعواقب ومنها كيف سيعود إلى بلدته عندما يبتعد عنها. أيضًا لعب كرة السلة وكرة القدم على حد سواء. كل هذا قبل أن يلتقي، كما تقول بعض المراجع، بالممثل الراحل ريتشارد بيرتون في الطائرة ويسأله ما الذي ينصحه به إذا ما أراد التمثيل.
حسب المراجع ذاتها أن بيرتون نصحه بأن يهب نفسه للتمثيل إذا ما كانت هذه رغبته ومن دون تردد.
يتحدث لنا كفن كوستنر عن لقائه مع ريتشارد بيرتون وعن فيلمه الجديد وفيما يلي نص الحوار:
> هل هذه الحادثة (لقاء بيرتون) هي بالفعل ما جعلك تتحوّل إلى التمثيل؟ وهل وقعت على هذا النحو؟
- ليس صحيحًا على وجه الدقة. ما حدث أنني في عام 1973 قررت أن أبدأ دراسة التمثيل. وكنت أترك عملي اليومي لأذهب إلى المعهد. هذا كان قراري قبل أن تلك الصدفة التي جمعتني ببيرتون.
> ما الذي حدث حين التقيت به؟
- كنت وزوجتي في مطار مكسيكي عائدين إلى أميركا بعدما قضينا شهر العسل. وكان هو في المطار. وعندما دخلنا الطائرة كان يجلس أمامي على بعد خمسة صفوف. كان اشترى كل المقاعد حوله لكي لا يزعجه أحد. كما ذكرت لك كنت قررت أن أصبح ممثلاً، لكنني لم أكن أعرف شيئا عما إذا كان هناك فائدة من هذا القرار أو أنها مضيعة وقت. كان علي أن أسأله.
> هل كنت تعرف من هو ريتشارد بيرتون؟
- كنت أعرف إنه ممثل بريطاني وربما لم أكن أعلم إنه بريطاني أو أميركي، لأنه ظهر في الكثير من الأفلام الأميركية. والدتي كانت تقول عنه إنه عانى الكثير في حياته ولذلك مال إلى الشراب وأخفق في إيجاد الشريك المناسب. جلست أراقبه وهو يقرأ في كتاب. كنت أعرف أنني إذا ما تقدمت منه وقطعت عليه خلوته مع الكتاب قد ينظر إلى شذرًا ويرسلني إلى مقعدي نادمًا. لكن كان لا بد لي أن أسأله. تقدمت منه وقلت له: «لا أريد أن أزعجك، لكني أريد منك نصيحة ومستعد لأن أنتظر حتى تنتهي من قراءته». قال لي إنه سيقرأ لبعض الوقت ثم يتحدث معي. عدت إلى مقعدي وانتظرت».
> هل طال انتظارك؟
- بعض الوقت. طوى الكتاب ورجع إلى الخلف ونام. لكنه استوى جالسًا بعد قليل ونظر إلى وأشار لي بالتقدم صوبه. هكذا تحدث معه لعشر دقائق. استمع إلى ثم نصحني بأن أثابر. هذا صحيح.

فيلم مختلف
كوستنر يتمنى لو أنه التقى بريتشارد بيرتون مرّة أخرى ليشكره على نصيحته. في سنة وفاة بيرتون (1984) كان كوستنر وضع قدميه في الطريق الصحيح.
> هل شعرت في بعض مراحل حياتك المهنية برغبتك في تمثيل أدوار قريبة من أدوار بيرتون التاريخية؟
- لا أعتقد. المسألة ليست قبول أو عدم قبول أدوار تاريخية، بل في أن المناسبة لم تتوفر. لا أذكر أنني كنت في بال صانعي الأفلام التاريخية أو الشكسبيرية. لكن هذا لا بأس. لا يضايقني لأنني في الواقع لم أكن أريد تقليد أحد. كنت ولا أزال أقدر بيرتون، لكني لم أسع لتقليده أو لتقليد أي ممثل آخر.
> هل كنت الاختيار الأول لبطولة «مجرم»؟
- نعم. حسبما أعلم. لكني رفضت الفيلم مرّتين وما زلت مستغربا أنه تم اختياري له.
> هل كنت تعرف أنك ستلتقي بالممثلين الذين شاركوك بطولة فيلم JFK قبل 25 سنة؟
- نعم عرفت قبل التصوير. تقصد تومي (لي جونز) وغاري أولدمان، أليس كذلك؟ شعور مريح أن تعرف أنك ستلتقي بممثلين لم تلتق بهم منذ عقود.
> «مجرم» هو فيلم آخر لك في الآونة الأخيرة يختلف عن معظم ما مثلته سابقًا..
- صحيح. هذا فيلم «بوبكورن» وهو يختلف عن غالبية أفلامي كما تقول. لكن تمثيل مثل هذه الأفلام هو فخ كبير. من ناحية تريده أن ينجح بين الناس، ومن ناحية أخرى لا بد أن تتساءل كممثل إذا ما كان الجمهور سيكترث لمشاهدة فيلم أكشن مع بعض المؤثرات يروي حكاية غير واقعية ربما شاهد مثلها الجمهور أفلامًا أخرى. هل سيكترث؟
> ما وجه الصعوبة في تمثيل هذه الأفلام؟ أساسًا هل هناك صعوبة؟
- هناك صعوبة أمام الممثل الذي يريد أن يساهم في إنجاح هذا الفيلم أو أي فيلم يشترك به. لا يوجد اليوم ممثل لا يكترث. كلنا نريد النجاح وكلنا نعمل لأجله على نحو أو آخر والنتائج تبقى ملك الجمهور وحده. في أحيان كثيرة نفاجأ بأنه أقبل على فيلم اعتقدنا أنه سيخفق. في أحيان أخرى يبتعد عن أفلام كنا نتوقع لها النجاح. هناك صعوبة متمثلة في كيف تحمي ما تقوم به خلال العمل حتى يأتي بأفضل نتيجة ممكنة.
> ما هي المواصفات المثالية للفيلم التشويقي أو الفيلم القائم على الحركة في رأيك؟
- على مشاهد «الأكشن» أن تتوافق مع الحبكة ولا تخرج عنها. إذا لم تفعل نتج عن ذلك ثغرات كبيرة في العمل. أفلام الأكشن الرائعة هي جميعًا من تلك التي تمتعت بقصص جيدة الكتابة. القصة هي السبب في نجاح الفيلم أو فشله. تستطيع أن تفعل الكثير على صعيد التقنيات وتنفيذ مشاهد القتال والمؤثرات، لكن القصّة تحمي كل ذلك إذا ما كان حضورها متكاملاً وقويًا.
> أخرجت ثلاثة أفلام حتى الآن آخرها قبل ثلاثة عشر سنة وهو «سلسلة مفتوحة» (Open Range). هل توقفت عن الإخراج أم لك عودة؟
- أحاول أن أعود. المشكلة هي أن كل واحد من تلك الأفلام الثلاثة كان على مستوى أعتقده متميزًا. فيلما وسترن وفيلم مستقبلي («البوسطجي») ولا أستطيع العودة إلى الإخراج من دون ذلك المشروع الذي يجعلني مستعدًا لاستثمار سنوات من حياتي وقدر كبير من الجهد في سبيله. هناك ما أفكر فيه، لكني لا أسرع خطاي في هذا الأمر.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».