المساعدات تصل إلى الرستن.. ودي ميستورا يحمل النظام عرقلة وصولها في سوريا

مرة: المناطق المحاصرة التي كان عددها 18 منطقة أصبحت اليوم 22

TT

المساعدات تصل إلى الرستن.. ودي ميستورا يحمل النظام عرقلة وصولها في سوريا

دخلت يوم أمس قافلة من المساعدات وصفت بـ«الأكبر» إلى مدينة الرستن في حمص المحاصرة من قبل قوات النظام، فيما وصل أمس المدنيون الـ250 الذين أخرجوا مساء الأربعاء، من الزبداني ومضايا بريف دمشق، إلى إدلب في مناطق المعارضة، وتم نقل من خرج من الفوعا وكفريا إلى دمشق واللاذقية، هذا في الوقت الذي أعلن ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي إلى سوريا، صراحة، مسؤولية النظام عن عدم إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا.
وتأتي التطورات الأخيرة في وقت لا تزال مناطق سوريا عدّة تعاني من الحصار ونقص المواد الغذائية وهو الأمر الذي تطالب به المعارضة مؤكدة على ضرورة تنفيذ الإجراءات الإنسانية التي نص عليها القرار 2254، ولا سيما البندين 12 و13 المتعلقين بفك الحصار وإيصال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين.
ويوم أمس، أعلن ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي إلى سوريا، صراحة، مسؤولية النظام عن عدم إيصال المساعدات، قائلا: «تم إحراز تقدم متواضع على صعيد توصيل المساعدات الإنسانية للسوريين المحاصرين والحكومة لا تزال تمنع دخول الإمدادات الطبية والجراحية لبعض المناطق واصفا هذا الأمر بـ«غير مقبول».
وقال في تصريحات عقب اجتماع أسبوعي في جنيف لقوة العمل الإنسانية التي تتألف من قوى كبرى وإقليمية «سيتم تعيين مسؤول كبير في الأيام القادمة ليتولى قضية عشرات الآلاف من المحتجزين، وهي قضية تتسم بالحساسية السياسية».
وفي هذا الإطار، يشير نائب رئيس الائتلاف السابق، هشام مروة، إلى أن المناطق المحاصرة في سوريا والتي كان عددها 18 منطقة أصبحت اليوم 22. مؤكدا أنه لم يصل من المساعدات المطلوبة إلا 6.5 في المائة، وهو الأمر الذي لا يبشّر بالخير أبدا، بحسب ما قال لـ«الشرق الأوسط». وأضاف: «ما يثير القلق أكثر هو سكوت المجتمع الدولي وعدم القدرة على الضغط على النظام لإيصال المساعدات، هو كيف يمكن الضغط عليه للبحث في الانتقال السياسي؟». وفيما رأى مروة أن بدء وصول المساعدات إلى الرستن، وإجلاء المرضى من إدلب وريف دمشق خطوة إيجابية قد تكون نتيجة ضغط المعارضة وتعليق «الهيئة العليا التفاوضية» مشاركتها في مفاوضات جنيف، تمنى أن تشمل هذه الخطوات كل المناطق المحاصرة ولا تقتصر على إدخال المساعدات، لأن الأهم هو فك الحصار نهائيا.
وتقدّر المعارضة المناطق المحاصرة بـ22 منطقة، بينها اثنان فقط محاصرتان «عسكريا» وليس «إنسانيا» وفق توصيف مروة، هما الفوعا وكفريا بريف إدلب، موضحا: «على اعتبار أنه يتم إدخال المساعدات الغذائية إليهما على عكس تلك المحاصرة من قبل النظام». وأبرز هذه المناطق هي، مضايا وبقين والزبداني ومعضمية الشام ودوما وداريا بريف دمشق، إضافة إلى حي الوعر والرستن وتلبيسة في حمص وأحياء عدّة بريف حلب خاضعة أيضا لسيطرة المعارضة.
ويوم أمس، بدأت قافلة مساعدات، هي الأكبر في سوريا، بالدخول إلى مدينة الرستن التي تسيطر عليها فصائل معارضة في محافظة حمص في وسط البلاد، وفق ما صرح بافل كشيشيك المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وأوضح كشيشيك أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري بدأت بإدخال قافلة مساعدات من 65 شاحنة تحمل مواد غذائية وأدوية ومعدات طبية إلى 120 ألف شخص في منطقة الرستن.
وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الريف الشمالي وبينها الرستن وتلبيسة، وأخرى في الريف الشرقي تحت سيطرة تنظيم داعش.
وتحاصر قوات النظام السوري الرستن منذ يناير (كانون الثاني) الحالي، ولم تدخل إليها أي مساعدات، وفق كشيشيك، منذ «أكثر من عام».
وأوضح أن الصليب الأحمر الدولي بدوره لم يوصل مساعدات إلى الرستن منذ عام 2012. وأضاف كشيشيك «نعتقد أن هناك 17 مخيما للنازحين في منطقة الرستن تعاني من وضع إنساني صعب».
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات الحرب السورية إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الأطراف المتنازعة، إذ يعيش حاليا وفق الأمم المتحدة 486 ألف شخص في مناطق يحاصرها النظام أو تنظيم داعش، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق «يصعب الوصول» إليها 4.6 مليون نسمة.
ونجحت الأمم المتحدة في إجلاء 500 شخص من أربع مدن وبلدات محاصرة في سوريا خرجوا إلى مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة أو النظام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.
وبحسب المرصد السوري فقد وصلت فجر أمس، الخميس، حافلات تقل 250 شخصا من الزبداني ومضايا وأخرى تقل 250 آخرين من الفوعة وكفريا إلى منطقة قلعة المضيق في ريف حماه (وسط) الشمالي، وانتقلت منها إلى مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة أو قوات النظام.
وأوضح المرصد أن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الزبداني ومضايا بدأوا في الوصول إلى محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة «جيش الفتح». أما الـ250 الآخرين من الفوعة وكفريا ففي طريقهم إلى دمشق واللاذقية (غرب). ووفق المرصد، فقد وصل البعض منهم إلى مدينة اللاذقية.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في نيويورك أن الأشخاص الـ500 الذين تشملهم عملية الإجلاء هم جرحى ومرضى وعائلاتهم.
وفي ديسمبر (كانون الأول) جرت أول عملية إجلاء لـ450 مسلحا ومدنيا من هذه البلدات الأربع.
وأدخلت الأمم المتحدة دفعات محدودة من المساعدات إلى تلك المناطق المحاصرة لا سيما منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 27 فبراير (شباط)، وأخرجت عددا محدودا من الأشخاص الذين يعانون من أمراض أو مسنين، لكن المساعدات ظلت غير كافية.



مصر والأردن يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر والأردن يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، كما جدد الزعيمان «رفضهما المطلق» لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

واستقبل السيسي، الاثنين، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، في القاهرة، حيث عقدا جلسة مباحثات مغلقة ثنائية، أعقبها عقد جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين.

السيسي مستقبلاً العاهل الأردني بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

تناولت المباحثات، وفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، الأوضاع الإقليمية، وجهود تنسيق المواقف، خاصة فيما يتعلق بالتطورات في الأرض الفلسطينية، وأكد الزعيمان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط.

وذكر المتحدث، في بيان، أن الزعيمين أكدا «الرفض المطلق لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومحاولات القضاء على حل الدولتين أو المماطلة في التوصل إليه»، مشددين على أن «إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي الضمان الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».

جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين (الرئاسة المصرية)

وإلى جانب القضية الفلسطينية، تناولت المباحثات تطورات الوضع في سوريا، وشدّد الزعيمان على «أهمية دعم الدولة السورية، خاصة مع عضوية مصر والأردن في لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تُقصي طرفاً، وتشمل مكونات وأطياف الشعب السوري كافة»، حسب البيان.

وناقش الزعيمان الأوضاع في لبنان، وأكدا «الترحيب باتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان، ورفضهما لأي اعتداء عليه، وضرورة تحلي الأطراف كافة بالمسؤولية لوقف التصعيد الجاري في المنطقة».

وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تضمن أيضاً الترحيب بوتيرة التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين، مما يعكس الأهمية البالغة للعلاقات بين مصر والأردن، وتطلُّع الدولتين إلى مواصلة تعزيز أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، تلبيةً لطموحات الشعبين الشقيقين.