«ليليا بنت تونسية».. فيلم تونسي يدعو إلى رفض استعباد المرأة

فاز بجائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي للمخرجين السينمائيين بلندن

لقطة من الفيلم
لقطة من الفيلم
TT

«ليليا بنت تونسية».. فيلم تونسي يدعو إلى رفض استعباد المرأة

لقطة من الفيلم
لقطة من الفيلم

قدم المخرج السينمائي التونسي محمد الزرن في «ليليا بنت تونسية» قراءة جديدة للواقع الاجتماعي التونسي بكل تفاصيله، وناصر المرأة، ودافع عن حقوقها المسلوبة، وعرى كل الأطماع الموجهة إليها، ورفض أية طريقة من طرق استعبادها.
وهذا الشريط الذي يستغرق ساعة و25 دقيقة هو الشريط الروائي الطويل الثالث في مسيرة الزرن بعد «السيدة» و«الأمير»، علاوة على أفلام أخرى وثائقية وروائية قصيرة.
وسبق عرض فيلم المخرج التونسي أصداء فوزه بإحدى جوائز المهرجان الدولي للمخرجين السينمائيين بلندن، خلال شهر مارس (آذار) الماضي، إذ فاز الممثل التونسي عبد القادر بن سعيد بجائزة أفضل ممثل.
ويروي الفيلم، الذي انطلقت عروضه للعموم الثلاثاء الماضي، قصة «ليليا» التي قامت بدورها الممثلة التونسية سمر الماطوسي، وهي فتاة تونسية عصرية اختارت أن تنتهج طريق التحرر الاجتماعي، مما انعكس عليها سلبا بطريقة مفاجئة، لكنها تحملت المسؤولية غير عابئة بما سيحدث لها، وتمسكت بقناعاتها، وتلقت دعما قويا من أستاذ الفلسفة (عبد القادر بن سعيد)، حيث كانت ليليا مغرمة بهذه المادة التعليمية.
ويعرض الفيلم قصة سفر ليليا، وكبرها، وتغربها، واختصاصها في الفن التشكيلي، وعودتها إلى تونس لتمتهن النحت، فتنحت مأساتها على الحجر والرخام، غير أن أستاذ الفلسفة استعاد علاقته بشكل مختلف.
وعن هذا لشريط، قال المخرج، في تصريح إعلامي إثر العرض الأول، إنه عمل على خلق لغة سينمائية جديدة تشد الناس، من خلال ابتعاده عن قضايا المجتمع الضيقة والصغيرة، لأنه بوصفه مبدعا وجه اهتمامه نحو التركيز على القضايا الكونية على حد تعبيره.
ورغم أهمية الفكرة، وجمالية الصورة، في شريط «ليليا بنت تونسية»، فإن عدة انتقادات وجهت إلى فيلمه الطويل، من بينها طريقة التناول التي قدمها المخرج محمد الزرن، وغياب التناسق على مستوى بناء أجزاء العمل، وهو ما حال دون إبلاغ الخطاب الذي أراد المخرج إيصاله للمتفرج.
ودافع الممثل عبد القادر بن سعيد، بطل الفيلم، عن هذا العمل الجديد، قائلا إنه يحتمل عدة قراءات، ويدعو المشاهد إلى التفكير بشكل مغاير للسائد والمألوف، فهو يحمل نظرة فلسفية للجسد، مبينا أن الفيلم يدعو إلى رفض استعباد الرجل للمرأة، وإلى عدم اعتبارها جسدا بلا فكر.
«ليليا بنت تونسية» سابع شريط روائي تونسي يعرض خلال الموسم الثقافي الجديد في تونس، بعد «على حلة عيني» لليلى بوزيد، و«شبابك الجنة» لفارس نعناع، و«عزيز روحو» لسنية شامخي، و«قصر الدهشة» لمختار العجيمي، و«نحبك هادي» لمحمد بن عطية، و«خسوف» للفاضل الجزيري.. وهو ما أعطى انطباعا إيجابيا عن الحرية المميزة للأنشطة السينمائية في تونس.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».