مهرجان عمان الثامن للرقص المعاصر ينطلق بعرضين أردنيين

تشارك فيه 5 فرق عالمية

مهرجان عمان الثامن للرقص المعاصر ينطلق بعرضين أردنيين
TT

مهرجان عمان الثامن للرقص المعاصر ينطلق بعرضين أردنيين

مهرجان عمان الثامن للرقص المعاصر ينطلق بعرضين أردنيين

انطلقت في العاصمة الأردنية فعاليات مهرجان عمان الثامن للرقص المعاصر ولأول مرة بعرضين أردنيين، بعنوان 91 درجة وليلة في الصحراء بحضور لافت من قبل الجمهور الأردني وسفراء عدد من الدول العربية والأجنبية ومهتمين من إنتاج المركز الوطني للثقافة والفنون.
والعرضان الأردنيان المميزان هما تجربة رفيعة ومتقدمة لفرقة «مسك» من المركز الوطني للثقافة والفنون، حيث تناغمت الموسيقى والحركة لتأسر الجمهور.
وحمل العرض الأول عنوان «91 درجة» من تصميم تمارا حداد. وعلى صدى كلمات الشاعر العربي محمود درويش «وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة» حُكيت قصة زاوية تحاول الهرب والتحرر من المربع الذي يقيدها.
أما العرض الثاني «ليلة في الصحراء» لفرقة جو جو من تصميم علاء القيسي يدمج الهيب هوب مع الرقص المعاصر ويحاكي جمال الصحراء والتأمل في فضائها الشاسع الذي يجذبك إلى التجرد من القيود والتحرك بحرية في امتدادها اللامحدود، بحيث إنك إذا تجولت فيها يذهب عقلك إلى عالم من الخيال والإبداع.
وشكرت مديرة المهرجان رانيا قمحاوي جميع الجهات الداعمة للمهرجان، وأعربت عن تطلعها للمضي قدمًا في عقد مثل هذه الفعاليات في الأردن، والاستمرار في البحث عن الإبداع على الرغم من المعاناة التي نعيشها في هذا الزمن من حروب ومآسٍ إنسانية، لزرع الابتسامة على وجوه الأطفال وإدخال البهجة والسرور لجمهورنا من خلال الرقص.
ويشارك في المهرجان الذي يستمر حتى 22 من الشهر الحالي خمسة فرق عالمية من الولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا وسويسرا وتونس والأردن، تقدم عروضها الساعة الثامنة مساءً من الفئة العمرية 14 فما فوق.
والمهرجان الذي يأتي عقده ضمن ملتقيات شبكة مساحات التي تأسست في عام 2006، وتشمل كل من لبنان ورام الله والأردن، يهدف إلى التعريف بتقنيات الرقص المعاصر وتعزيز التواصل الثقافي والفني والاجتماعي مع دول العالم ورموزه الفنية، لا سيما أن الفرق قد قدمت عروضها في أعرق المسارح العالمية، ونالت جوائز رفيعة المستوى وفقًا لمديرة المهرجان رانيا قمحاوي.
يهدف المهرجان إلى التعريف بتقنيات الرقص المعاصر وتعزيز التواصل الثقافي والفني والاجتماعي مع دول العالم ورموزه الفنية، لا سيما أن الفرق قد قدمت عروضها في أعرق المسارح العالمية، ونالت جوائز رفيعة المستوى وفقًا لمديرة المهرجان رانيا قمحاوي. وأعربت قمحاوي عن تطلعها للمضي قدمًا في عقد مثل هذه الفعاليات في الأردن، والاستمرار في البحث عن الإبداع، على الرغم من المعاناة التي نعيشها في هذا الزمن من حروب ومآسٍ إنسانية، لزرع الابتسامة على وجوه الأطفال وإدخال البهجة والسرور لجمهورنا من خلال الرقص. وهي تؤمن بمقولة فيفيان غرين «الحياة ليست انتظار العاصفة حتى تمر.. الحياة هي أن تتعلم كيف ترقص تحت المطر».
وينظم المهرجان المركز الوطني للثقافة والفنون في مؤسسة الملك الحسين وبدعم مؤسسات وطنية ودولية وهي: أمانة عمان الكبرى، المركز الثقافي الملكي، قناة «رؤيا»، السفارة الأميركية، المعهد الثقافي الإسباني، المعهد الثقافي الألماني، المؤسسة الثقافية السويسرية، الملكية الأردنية، «ملبس»، إذاعة «نشامى»، «سجلني»، مسرح البلد، مطبعة السفير، «Play 99.6»، مقهى شمس البلد.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».