معلومات إسرائيلية ترفع التوتر على جبهة غزة.. والرقابة تفرض تعتيمًا

تقديرات باكتشاف أنفاق ضخمة.. وتمارين مكثفة للجبهة الداخلية

شبان فلسطينيون يقذفون عناصر أمن إسرائيليين أثناء المواجهات التي نشبت عقب تشييع فلسطيني قتل في مخيم عروب للاجئين بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
شبان فلسطينيون يقذفون عناصر أمن إسرائيليين أثناء المواجهات التي نشبت عقب تشييع فلسطيني قتل في مخيم عروب للاجئين بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
TT

معلومات إسرائيلية ترفع التوتر على جبهة غزة.. والرقابة تفرض تعتيمًا

شبان فلسطينيون يقذفون عناصر أمن إسرائيليين أثناء المواجهات التي نشبت عقب تشييع فلسطيني قتل في مخيم عروب للاجئين بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
شبان فلسطينيون يقذفون عناصر أمن إسرائيليين أثناء المواجهات التي نشبت عقب تشييع فلسطيني قتل في مخيم عروب للاجئين بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)

تعهدت إسرائيل بكشف معلومات مهمة عن تطورات في قطاع غزة، خلال أيام، ويخشى لدى جمهور واسع أن تكون سببا في حرب مقبلة على القطاع، مع فرض رقابة عسكرية شديدة على وسائل الإعلام في إسرائيل، لمنع نشر أي تفاصيل عن الحادثة التي أشغلت الرأيين العامين في إسرائيل وفلسطين، وقادت إلى توجه مسؤولين كبار في الجيش لزيارة مستوطنات في محيط القطاع، قبل أن يطالب وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان بضرب وإسقاط حماس بلا رحمة.
ونقلت القناة الإسرائيلية العاشرة عن مسؤولين أنه سيتم الكشف قريبا عن معلومات سرية بشأن حادثة في القطاع من دون أي تفاصيل.
ومنعت الرقابة في إسرائيل كشف أي معلومات في هذا الوقت، إلى الحد الذي نشر معه الصحافي والمحلل العسكري المعروف، ألون بن ديفيد، ثلاث تغريدات على «تويتر» ومن ثم حذفها جميعا. وتحدث بن ديفيد عن كشف مرتقب لأحداث محددة في قطاع غزة، مشيرا إلى سلسلة أنفاق، وكتب عن مأزق كبير تعيشه كتائب القسام التابعة لحماس بسبب خلافات مع الجناح السياسي، وهو ما يثير المخاوف لدى الجيش من إمكانية بدء حماس بهجوم مرتقب. وذهبت القناة الإسرائيلية العاشرة إلى ما ذهب إليه بن ديفيد، وألمحت إلى تنفيذ عملية خاصة داخل القطاع أدت إلى الكشف عن أنفاق ضخمة كما يبدو.
ويعتقد أن الحديث يدور عن نفق كبير أو أكثر، حفرتها حماس بعد الحرب ووصلت إلى داخل كيبوتسات إسرائيلية محاذية للقطاع، استعدادا لتنفيذ عمليات داخل هذه الكيبوتسات أو اختطاف إسرائيليين منها. وعزز من هذا الاعتقاد تصريحات لوزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان قال فيها إن حماس في قطاع غزة تخطط للسيطرة على ثلاث كيبوتسات خلال المواجهة القادمة مع إسرائيل بحسب تقييمات أمنية، مضيفا أن الحركة «مستمرة في إنتاج الصواريخ كذلك».
وفي سياق ندوة ثقافية عقدت في بئر السبع، أمس، انتقد ليبرمان ما قاله مصدر عسكري كبير من أن حماس غير معنية بتصعيد الأوضاع، مهاجما حكومة رئيس بنيامين نتنياهو التي وصفها بأنها تتحدث طيلة الوقت، فيما حماس تواصل العمل. ووصف ليبرمان رئيسه بأنه ضعيف، ويحاول شراء الهدوء من حماس، عبر إجراء اتصالات معها من خلال مصر والموفد الأممي للشرق الأوسط، ميخائيل ميلادينوف. وتابع: «الجميع يقول إنه لا مفر من الحرب مع حماس، فلماذا يسمح لها بمواصلة وتقوية نفسها.. فلنوجه لها ضربات استباقية ونقتل قياداتها وندمر غزة على رؤوسهم». ووسط هذا التوتر الكبير التقى قائد المنطقة الجنوبية، إيال زامير، قادة مستوطني غلاف غزة، وذلك في محاولة للتهدئة من روعهم، والتقليل من أهمية تصريحات لضابط من الجيش كان قد زار المستوطنات هناك، وحذر من أن حربًا قريبة قد تندلع مع حماس التي تضاعفت قوتها.
وكان الضابط الذي وصف بالرفيع قال إن «حماس تقوم بحشد مقاتلين وعتاد بوتيرة سريعة وبشكل مدهش في غزة، ولكن لا يبدو أن الحركة مستعدة لتجدد صراع مباشر مع إسرائيل في المستقبل القريب. الحرب ستبادر إليها الدولة اليهودية».
وبشكل لافت كانت إسرائيل قد أجرت الخميس الماضي أكبر تمرين مدني لها بالقرب من الحدود مع القطاع منذ الحرب الأخيرة بينها وبين حماس في عام 2014. وأجرى جنود وطواقم طوارئ محاكاة لعملية توغل لحركة حماس إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك هجوم على كيبوتس إسرائيلي بالقرب من الحدود واختطاف إسرائيليين واحتجازهم داخل الكيبوتس. وشارك في التمرين الجيش والشرطة ومسعفون من «نجمة داود الحمراء»، وجهاز الإطفاء، وطواقم استجابة مدنية، وآخرون. وعقب مسؤولون على التمرين الإسرائيلي بقولهم إن الجيش الإسرائيلي استكمل في الأيام الأخيرة استعدادات لاندلاع أي صراع، كما عزز من نشر قواته على الحدود المتاخمة لغزة.
وقبل أيام هرب أحد أبرز المسؤولين عن حفر أنفاق حماس في منطقة شرق جباليا باتجاه إسرائيل. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذا المسؤول وصل إلى الحدود وسلم نفسه إلى الجنود الإسرائيليين، دون أن يعرف مصيره أو خلفية خطوته هذه.
وبحسب المصادر، فقد اعتقلت أجهزة الأمن في حماس منذ أشهر «س.ع» على قضية جنائية، وتم اتخاذ قرار فصل ضده في حماس، ثم ما لبث أن عاد وتسلم مجددا المسؤولية عن حفر الأنفاق في منطقة شرق جباليا. وعممت حماس على عناصرها الموثوقين في حال نشر الخبر بين عامة أفرادها والناس، الادعاء بأنه ما زال مفصولاً من كتائب القسام ولا يعمل فيها، أو أنه اعتقل أثناء محاولة خروج من غزة عبر البحر.
ويعتقد أن هذا المسؤول قد سرب معلومات إلى إسرائيل قادت إلى الاكتشاف الحديث الذي يفترض أن تتضح معالمه اليوم أو غدًا.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.