نواب العراق المعتصمون يصوتون لإقالة الجبوري.. ويمهدون لسحب الثقة من العبادي

رئيس البرلمان يعد الخطوة غير دستورية.. والحكيم رآها «متسرعة» > الناطق باسم المعتصمين : تمردنا لأن المحاصصة العرقية والطائفية دمرت البلاد

مجموعة من النواب العراقيين المعتصمين يجيبون عن أسئلة الصحافيين أمس وفي الإطار سليم الجبوري (أ. ف. ب)
مجموعة من النواب العراقيين المعتصمين يجيبون عن أسئلة الصحافيين أمس وفي الإطار سليم الجبوري (أ. ف. ب)
TT

نواب العراق المعتصمون يصوتون لإقالة الجبوري.. ويمهدون لسحب الثقة من العبادي

مجموعة من النواب العراقيين المعتصمين يجيبون عن أسئلة الصحافيين أمس وفي الإطار سليم الجبوري (أ. ف. ب)
مجموعة من النواب العراقيين المعتصمين يجيبون عن أسئلة الصحافيين أمس وفي الإطار سليم الجبوري (أ. ف. ب)

لأول مرة منذ 13 عاما هي عمر التغيير في العراق، الذي مرت ذكراه السنوية الأسبوع الماضي، فجر 171 نائبا برلمانيا، من كتل ومكونات مختلفة، ما يشبه «انتفاضة»، على المحاصصة الطائفية والعرقية، داخل مؤسسات الدولة، وعقدوا، أمس، جلسة صوتوا خلالها بإقالة هيئة رئاسة البرلمان، بزعامة سليم الجبوري (سني) ونائبيه الشيعي همام حمودي، والكردي آرام شيخ محمد. وفي حين يستمر الجدل بشأن دستورية الجلسة، أكد النواب أنهم يمهدون لسحب الثقة من رئيس الوزراء حيدر العبادي.
ويعتصم 171 نائبا من مجموع 328 نائبا في البرلمان، منذ ثلاثة أيام متواصلة بسبب رفضهم الكابينة الوزارية الثانية التي كان قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى البرلمان للتصويت عليها، ويعترضون كذلك على مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية. واختار النواب المعتصمون أكبر أعضائهم سنا النائب عدنان الجنابي لرئاسة الجلسة. لكن «كتلة القوى العراقية» التي ينتمي إليها رئيس البرلمان سليم الجبوري رفضت قرار إقالة هيئة رئاسة البرلمان من قبل النواب المعتصمين وجددت دعمها للجبوري. وكان من المقرر أن يعرض العبادي تشكيلته الحكومية النهائية أمس أمام النواب، لكن الخلافات أدت إلى تعطيل الجلسة.
بدوره، قال الجبوري إن البرلمان سيمضي في عقد جلساته، وسيوجه دعوة لعقد جلسة اعتيادية، غدا السبت. وأضاف في مؤتمر صحافي، أنه غير معني بالجلسة التي جرت أمس، بالنظر لعدم دستوريتها وافتقارها إلى النصاب الضروري. وشدد على ضرورة صون استقرار العراق ووحدته، منبها إلى أن كل تصرف غير مدروس قد يؤدي إلى نتائج كارثية. وأشار الجبوري إلى أن هناك مؤامرات تحاك ضد العراق وينبغي الإشارة إليها. وأكد أنه سيلجأ إلى المحكمة الدستورية للطعن على قانونية التصويت.
من جانبه، قال النائب عدنان الجنابي الذي ترأس جلسة أمس: «نزف بشرى للشعب العراقي بإسقاط أول رأس من رؤوس المحاصصة». وأضاف: «بعد اكتمال النصاب القانوني، قدم 171 نائبا طلبا موقعا بشكل قانوني لإقالة هيئة رئاسة مجلس النواب، وتمت الإقالة بشكل دستوري». وأشار إلى أنه سيتم لاحقا فتح باب الترشيح أمام مرشحين لعضوية ورئاسة هيئة رئاسة جديدة.
وأكدت «حركة الوفاق الوطني» بزعامة إياد علاوي تضامنها الكامل مع النواب المعتصمين، من أجل نبذ الطائفية والتخلص من المحاصصة الطائفية. وقال ضياء المعيني المتحدث باسم «حركة الوفاق الوطني»، في بيان إن «حركة الوفاق» و«ائتلاف الوطنية» كانا أول المطالبين بالإصلاحات ونبذ الطائفية والتخلص من المحاصصة، مؤكدا أن موقفهم ثابت في هذه المسألة «منذ الاحتلال وحتى الآن». وأضاف: «نحن عازمون على التغيير وتلبية طموحات الشعب وتنفيذ مطالبهم المشروعة والمطالبة بحقوقهم». وأشار إلى أن «اعتصام النواب جاء مكملا لاعتصامات الشعب التي نادت بالتغيير ومحاربة الفاسدين وإنهاء المحاصصة.. إننا سنكون صوتهم الذي يعلو داخل قبة البرلمان للمطالبة بحقوقهم ومساندتهم بالتغيير والإصلاح الحقيقي».
وفي هذا السياق، يقول عضو البرلمان العراقي عن «دولة القانون» والناطق الرسمي باسم النواب المعتصمين، هيثم الجبوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «النواب المعتصمين قرروا التمرد على المحاصصة العرقية والطائفية التي دمرت البلاد وأوصلت الأوضاع إلى مرحلة من السوء لا يمكن احتمالها، وهو ما جعلنا ننسجم مع موقف الشعب المنتفض منذ شهور ضد المحاصصة بكل أشكالها». وأضاف الجبوري أن «الكابينة الأولى التي كان قدمها العبادي لنيل الثقة كانت معقولة إلى حد كبير، لكن رئيس البرلمان (سليم الجبوري) وقادة الكتل السياسية أرادوا اختيار وزراء من كتلهم وأحزابهم، وهو ما جعل العبادي ينسجم معهم بحيث قدم الاثنين الماضي كابينة وزارية تضم وزراء من الكتل والأحزاب نفسها، وهو ما يعني استمرار المحاصصة، مما جعلنا نتخذ هذا الموقف، وبالتالي قررنا أن نبدأ عملية الإصلاح بدءا بإقالة هيئة رئاسة البرلمان».
وفي حين أعلن «التيار المدني الديمقراطي» الذي كان له الدور الأبرز في الحراك الشعبي من خلال المظاهرات طوال الشهور الماضية منذ يوليو (تموز) عام 2015 وحتى الاعتصامات الأخيرة، تأييده لما حصل في البرلمان، فإن المجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم عد ما حصل عملية متسرعة ويمكن أن تكون نتائجها غير محسوبة. وقال رئيس «التيار المدني الديمقراطي» الدكتور علي الرفيعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الذي حصل اليوم (أمس) من قبل المعتصمين في البرلمان إنما هو تجسيد لما طالب به التيار المدني الديمقراطي، ليس طوال الشهور الماضية بل طوال السنوات الماضية، حيث كنا منذ البداية رافضين للمحاصصة بكل أشكالها، ولكن المشكلة كانت ولا تزال في الطبقة السياسية التي لم تكن تحرك ساكنا حتى حصل ما لم نكن نتوقعه حين ينسلخ نواب هم جزء من هذه المحاصصة ويعبروا عن انسجامهم مع إرادة الشعب».
وردا على سؤال بشأن لا دستورية ما حصل طبقا لما أعلنته الرئاسة الشرعية للبرلمان، قال الرفيعي، الذي هو رجل قانون أيضا حيث كان يشغل منصب عميد كلية القانون بجامعة بغداد: «لا توجد مخالفة دستورية، لأنه بموجب المادة 11 من الدستور العراقي يمكن للنواب إعفاء هيئة الرئاسة بعد تحقق النصاب للجلسة، وهو ما حصل، حيث أعلنوا أن الجلسة مكتملة النصاب». وأوضح الرفيعي أن «سليم الجبوري يتحمل مسؤولية كبيرة فيما حصل، لأنه يجيد المناورات، وبالتالي هو من جعل الكابينة الوزارية تشهد تغييرا لصالح القوى والأحزاب السياسة التي تحكمت على مدى العقد الماضي بكل تفاصيل العملية السياسية، وبالتالي، جعلت البلد يصل إلى هذا المستوى من الخراب»، مبينا أن «المشكلة الأخرى أن العبادي ليس صاحب قرار، وأنه خضع لما تريده الكتل السياسية، إلى حد أن توقيعهم وثيقة الشرف قبل يوم من انتفاضة البرلمان إنما أرادوا من خلاله الحفاظ على دور كتلهم السياسية وبقائها تتسيد المشهد السياسي». لكن القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي فادي الشمري أبلغ «الشرق الأوسط» أن «الذي حصل في البرلمان أمر غير صحيح، وخطوة متسرعة، بدءا من قضية النصاب القانوني، وهي غير محسومة حتى الآن، وهو ما يعني بقاء الأمور على ما هي عليه حتى يحسم الجدل بشأن دستورية عقد الجلسة» مضيفا أن «السؤال الذي يطرح نفسه هو: من أين أتوا بالـ171 نائبا بينما هناك كتل أساسية لم تنضم إليهم، وهي (كتلة المواطن) التابعة للمجلس الأعلى وبدر و(مستقلون) و(الفضيلة) و(تحالف القوى) و(التحالف الكردستاني)، وهؤلاء يبلغ عددهم نحو 170 نائبا، فكيف يمكن أن يكون نصابهم مكتملا؟». وأشار الشمري إلى أن «المسألة المهمة الأخرى هي أن الخوض في مشاريع مجهولة المصير يمكن أن تترتب عليه فراغات دستورية من شأنها أن تفتح باب المجهول وتبعدنا عن المطالب الحقيقية بالإصلاح المنشود، لأننا نرى أن هذه الخطوة المتسرعة إنما هي ضرب لمبدأ الإصلاح المنشود». وتساءل الشمري عن «الكيفية التي يمكن من خلالها أن نفهم ما يقال بأن النواب تخلوا عن كتلهم وزعاماتهم، في حين أن أكبر كتلة في الاعتصام وهي كتلة الأحرار الصدرية لا يمكن أن تخرج عن طاعة السيد مقتدى الصدر». وعد الشمري أن «المشكلة الكبرى تكمن في تفتت البيت السني، مما يجعل من الصعب التعامل مع (كتلة تحالف القوى) بوصفها كتلة موحدة، وبالتالي، فإن التخلخل فيها هو أحد العوامل التي أدت إلى هذا الخلل».



منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
TT

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة، الذي يديره بشكل مباشر «الحرس الثوري» الإيراني، بتنسيق مع ميليشيا «حزب الله» اللبناني.

وتضمن تقرير المنصة، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، معلومات عن خريطة التوسّع الخارجي للجماعة الحوثية بتكليف من إيران، وخريطة تهريب وتسليح الجماعة، ومفاتيح مشروع التوسّع الحوثي في القرن الأفريقي والمشرفين عليه والمنفّذين.

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)

ويتناول التقرير نشاط جماعة الحوثيين خارجياً في القرن الأفريقي، ابتداءً من تهريب الأسلحة وتجنيد الأفارقة ومعسكرات تدريبهم، واستخدامهم في الأنشطة الاستخبارية والإرهابية التوسّعية.

ووفق التقرير، أكدت محاضر سرية لاجتماعات ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين أنه جرى إسناد مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي إلى القيادي عبد الواحد أبو راس، ورئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم، بهدف تحقيق مساعي إيران في التوسّع في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية.

وأشار التقرير إلى الدور الذي يلعبه نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين الانقلابية، حسين العزّي، من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا، إذ تُجرى إقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع الشخصيات والعناصر الموجودة والمقرّبة من جماعة الحوثيين في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية في تلك الدول.

تجهيز وتدريب

وكشفت المنصة اليمنية في تقريرها عن سعي الحوثيين لإنشاء محطات استخباراتية حسّاسة ودقيقة في كل دول القرن الأفريقي والدول المحيطة باليمن، والعمل على تجهيز وتدريب وتأهيل كوادرها في أسرع وقت ممكن؛ بهدف تفعيلها بشكل مناسب، وفي وقت مناسب، لما يحقّق أهداف ما تُسمّى «المسيرة القرآنية والمصالح المشتركة مع دول المقاومة، خصوصاً إيران، وغزة، ولبنان».

عشرات الآلاف من الأفارقة المهاجرين يصلون سنوياً إلى اليمن (الأمم المتحدة)

وأظهرت الوثائق التي أشار إليها التقرير إلى هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا لـ«إنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية».

واحتوى التقرير على أسماء القيادات المسؤولة عن هذا الملف، ابتداءً من المشرف في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو أبو مهدي، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، إضافة إلى علاقة تنظيم «الشباب المجاهدين» الصومالي بجماعة الحوثيين والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.

ويؤكد تقرير منصّة تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أن جماعة الحوثيين قامت باستقطاب وتجنيد كثير من العناصر الأفريقية من جنسيات مختلفة، خصوصاً عقب اجتياح صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر (أيلول) 2014، إذ جرى إخضاعهم لدورات ثقافية وعسكرية، وتوزيعهم على جبهات القتال (تعز - الساحل الغربي - مأرب - الحدود)، وأرجع البعض إلى دولهم لغرض التوسّع في أفريقيا.

تعنت الحوثيين أدى إلى تعطيل مسار السلام في اليمن (أ.ب)

كما استقطبت الجماعة - وفق المنصة - كثيراً من الشخصيات والرموز الأفارقة المؤثّرين (قبيلة العفر - الأورومو - أوجادين) بين أوساط الجاليات الأفريقية في صنعاء (الصومالية - الإثيوبية - الإريترية) والاعتماد عليهم في الحشد والاستقطاب من اللاجئين الأفارقة الموجودين في صنعاء، وكذلك من يجري استقطابهم من مناطقهم بالقرن الأفريقي، والتنسيق لهم للوصول إلى صنعاء.

أبو راس والكحلاني

وذكرت المنصة اليمنية في تقريرها أن مسؤول ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي في الجماعة الحوثية هو عبد الواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي «أبو حسين»، وهو من مواليد محافظة الجوف اليمنية، إذ تولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في «الحرس الثوري» الإيراني.

ومن أبرز الملفات التي يعمل عليها أبو راس، وفق التقرير، التنسيق مع عناصر «الحرس الثوري» الإيراني، وقيادة الحركة الحوثية للعمل الميداني، كما أنه المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» من وإلى اليمن.

وتوارى أبو راس - وفق التقرير - عن الأنظار منذ عدة أعوام، ولكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثي، إذ كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حتى تعيين المدعو حسن الكحلاني بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس لتولي ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين عبد الملك الحوثي وقيادة «الحرس الثوري» الإيراني.

الحوثيون يطمحون إلى التحول إلى لاعب دولي ضمن المحور الذي تقوده إيران في المنطقة (أ.ب)

وإلى جانب أبو راس يأتي القيادي حسن أحمد الكحلاني، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته «أبو شهيد»، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، ويُعد من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّرة.

ويشير التقرير إلى أن الكحلاني كان من خلية صنعاء الإرهابية التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة. وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.

ويعمل حسن الكحلاني حالياً - وفق المنصة - تحت إشراف عبد الواحد أبو راس، ويعرف ارتباطه الوثيق بـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويحاول عبر هذه العلاقة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.

قيادات في ملف التوسع

يشير تقرير المنصة اليمنية إلى القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل) ويذكر أنه المختص في ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصاً في صنعاء، إذ كُلّف بمهام التواصل المستمر والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع حاشد دعا له زعيمهم (أ.ف.ب)

كما يعمل العفاري على حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.

وإلى ذلك يعد العفاري، المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضاً مهام أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.

أما الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع الخارجي الحوثي إلى القرن الأفريقي فهو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد)، وهو - وفق التقرير - أحد العناصر الحوثية العاملة في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي، وتتلخّص مهمته في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف ميليشيا الحوثي، بصفتهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.

الجماعة الحوثية متهمة بتجنيد اللاجئين الأفارقة بالترغيب والترهيب (الأمم المتحدة)

إلى ذلك أورد التقرير أسماء 16 شخصية أفريقية، هم أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم، تاجو شريف، وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.

ويرى التقرير في توصياته أن التوسع الحوثي في القرن الأفريقي يمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً، من خلال خطة رادعة متكاملة توقف التوسع والنشاط الخارجي بشكل كامل، وبما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.