تواضروس الثاني يثمن دور خادم الحرمين في الوقوف بجانب مصر

المتحدث باسم الكنيسة لـ «الشرق الأوسط» : نقاش الملك والبابا دار حول سماحة الأديان

خادم الحرمين الشريفين لدى لقائه بابا الأقباط المصريين (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى لقائه بابا الأقباط المصريين (واس)
TT

تواضروس الثاني يثمن دور خادم الحرمين في الوقوف بجانب مصر

خادم الحرمين الشريفين لدى لقائه بابا الأقباط المصريين (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى لقائه بابا الأقباط المصريين (واس)

أعربت الكنيسة المصرية عن ترحيبها بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية، معربة عن شكرها له لما قدمه خادم الحرمين لمصر ورعاية مسيحييها في المملكة.
وفي لقاء تاريخي، التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالبابا تواضروس الثاني، مساء أول من أمس، فيما قوبل اللقاء بترحيب سياسي وكنسي في مصر، بينما عد مراقبون اللقاء انعكاسا طبيعيا لسماحة الدين الإسلامي؛ مما يزيد من اللحمة الوطنية والإنسانية بين مسيحيي مصر ومسلمي العالم العربي.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، إن البابا تواضروس الثاني أعرب عن عمق العلاقات بين الشعبين المصري والسعودي، وأكد علاقات الأخوة والمحبة بين الشعبين، مثمنا للملك سلمان على رعاية المصريين المسيحيين المقيمين في السعودية.
وفي آخر إحصائية رسمية، قدرت وزارة القوى العاملة، عدد العمالة المصرية بالسعودية بحوالي مليون و800 ألف عامل مصري تقريبا، لكن القس حليم أوضح أنه ليس هناك عدد محدد للمسيحيين في المملكة.
وأوضح المتحدث الرسمي لـ«الشرق الأوسط» أن الكنيسة المصرية أعربت عن سعادتها بهذا اللقاء، الذي يعد حدثا مهما بالنسبة إلينا، وشارك البابا تواضروس عقب لقائه بالملك سلمان في مأدبة العشاء التي أقيمت بمقر السفارة السعودية بالقاهرة على شرف خادم الحرمين الشريفين.
وقال: «كان هناك تواصل قوي وحالة من المحبة خلال مأدبة العشاء التي حضرها البابا مع الملك سلمان وقيادات المملكة»، وأضاف أن الكنيسة المصرية تثمن دور الملك سلمان في دعمه مصر.
وشهد اليوم الثاني لزيارة الملك سلمان إلى القاهرة، التي تستمر 5 أيام، توقيع جملة اتفاقيات ومذكرات تفاهم، فيما سبق ذلك جلسة مباحثات رسمية عقدها الملك سلمان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية، بحث خلالها الجانبان، روابط التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وفرص تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، بالإضافة إلى مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن الملك سلمان والبابا تواضروس تناقشا حول سماحة الأديان، مؤكدين أن الدين علاقة بين الإنسان والله، مشيرا إلى أن البابا أكد لخادم الحرمين حالة الانسجام والمحبة التي يعيشها المسيحيون والمسلمون في مصر عبر القرون الطويلة، مؤكدا أن للكنيسة القبطية علاقات طيبة مع الجميع.
من جهته، قال وكيل عام البطريركية، القمص سرجيوس سرجيوس لـ«الشرق الأوسط»، إن لقاء الملك سلمان بالبابا يؤكد أن خادم الحرمين الشريفين يرغب في لقاء المصريين جميعا، وأن الكنيسة سعدت بهذا اللقاء، وعدته شعورا جميلا ليس مستغربا، وبوقوف السعودية بقيادة الملك سلمان إلى جانب مصر في محنتها.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.