الجزائر: برلماني ينتقد جهة نافذة تعرقل عودة معارض من منفاه الأميركي

هدام قيادي «الإنقاذ» متهم بالإشادة بأعمال «الجماعة الإسلامية المسلحة»

الجزائر: برلماني ينتقد جهة نافذة تعرقل عودة معارض من منفاه الأميركي
TT

الجزائر: برلماني ينتقد جهة نافذة تعرقل عودة معارض من منفاه الأميركي

الجزائر: برلماني ينتقد جهة نافذة تعرقل عودة معارض من منفاه الأميركي

دعا برلماني إسلامي جزائري، معروف بمواقفه المثيرة للجدل، إلى تمكين أشهر المعارضين الإسلاميين اللاجئين في الخارج من تدابير سياسة «المصالحة» التي صدرت في 2006، التي تتناول إلغاء المتابعة القضائية بحق الأشخاص المتهمين بالإرهاب، شرط ألا يكونوا متورطين في تفجيرات بالأماكن العامة واغتصاب نساء.
ووجه حسن عريبي، برلماني «جبهة العدالة والتنمية»، سؤالا كتابيا إلى وزير الخارجية رمضان لعمامرة أمس، تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، جاء فيه أن أنور هدام، قيادي «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة، واللاجئ في الولايات المتحدة الأميركية: «ممنوع من العودة إلى الجزائر بقرار تعسفي اتخذته جهة مجهولة في البلاد».
وقال عريبي إن هدام «لم يسبق له ممارسة أي نشاط مسلح، ولم يتورط في التخطيط لقلب النظام، ولم يهدد الأمن العام كما يزعم خصومه. بل بقي متمسكا بحقه الشرعي والقانوني في معارضة الانقلاب على الشرعية، وفي الوقت نفسه التنديد بالجرائم الإرهابية التي ترتكبها الجماعات المسلحة، ومع ذلك لم يشفع له هذا الموقف لدى السلطة من أن ينال حقه في العودة إلى وطنه رغم بعض الجهود التي بذلها بعض المخلصين، التي وصلت للأسف إلى طريق مسدود، وذلك بفعل ضغوط بعض النافذين، الذين لا يريدون للوطن أن يلملم جراحه».
وغادر هدام الجزائر في 1993 بعد أقل من سنة من إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية، التي فازت بها «جبهة الإنقاذ» من طرف الجيش. وكان هدام أحد مرشحي الحزب الإسلامي الفائزين، وخوفا من إدخاله السجن هرب إلى الولايات المتحدة. وفي 1995 اتهمته السلطات بـ«الإشادة بالإرهاب» على خلفية تفجير سيارة مفخخة في مبنى الأمن المركزي بالعاصمة، خلف خمسين قتيلا. وأعلنت «الجماعة الإسلامية المسلحة» آنذاك مسؤوليتها عن العملية الإرهابية، فيما نفى هدام أن يكون قد روج لأعمال هذا التنظيم الذي ارتكب العشرات من المذابح الجماعية، ونفذ عددا كبيرا من الاغتيالات الفردية.
وأوضح عريبي أن هدام أعلن في 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2005 عن عودته إلى البلاد «استجابة لدعوة من رئيس الجمهورية، نقلها إليه وزير الخارجية آنذاك عبد العزيز بلخادم، وكان مقررا عودته بعد أسابيع قليلة. وكشف بلخادم حينها عن مساعٍ واتصالات حثيثة لتسهيل وتسريع عودة المعني. لكن بعد أيام قليلة من إعلان عودته، أصدر الدكتور هدام بيانا ذكر فيه أن جهات نافذة في السلطة منعته من حقه في العودة إلى أرض الوطن».
وأضاف البرلماني موضحا أنه «بتاريخ 25 أغسطس (آب) 2006، وقع الدكتور أنور هدام على تصريح مكتوب بمقر السفارة الجزائرية بواشنطن، وذلك في إطار تطبيق الأمر الرئاسي المتضمن تنفيذ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وسلم التصريح يدا بيد إلى المكلف آنذاك بملف المصالحة داخل السفارة العقيد محمد الدردوري، وتضمن هذا التصريح قوله بأن نشاطه بالجزائر ذو طابع سياسي محض، وأنه لم يشارك يوما في أي من الأعمال العسكرية أو في تهريب السلاح. كما صرَح بأنه لم يرتكب أيا من أفعال المجازر الجماعية، أو انتهاك الحرمات أو استعمال المتفجرات في الأماكن العمومية، وأنه لم يشارك ولم يحرض على أي منها».
وانتقد عريبي «حرمان هذا الرجل من حق العودة إلى وطنه، والإمعان في إذلاله عبر حرمان حرمه من حقها في جواز سفر جزائري، وهي الطبيبة الاختصاصية الجزائرية المولد وذات أصول جزائرية أبا عن جد، وليس لها ذنب سوى كونها زوجة معارض سياسي ومنتخب برلماني، رفض الانقلاب على خيار الشعب»، وأضاف عريبي قائلا: «إنني أستغرب سيدي الوزير احتفاظ الشرطة الدولية في لائحتها باسم السيد هدام، وتزداد حيرتي أكثر حول غموض الجهة النافذة في السلطة، التي تعرقل عودته إلى وطنه بعد مناشدته الرئاسة تمكينه من تدابير المصالحة الوطنية»، وتساءل: «هل هذه الجهة لها سلطة أقوى من سلطة الرئيس، الذي وجه للمعني دعوة للعودة والمساهمة في المصالحة الوطنية؟».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».