الأميرة للا حسناء تترأس حفل التوقيع على اتفاقية بين مؤسسة «محمد السادس لحماية البيئة» و«اليونيسكو»

تندرج في إطار العشرية الجديدة للأمم المتحدة للتربية في خدمة التنمية المستدامة

الأميرة للا حسناء لدى لقائها مع المديرة العامة لمنظمة «اليونيسكو» في باريس أمس (مآب)
الأميرة للا حسناء لدى لقائها مع المديرة العامة لمنظمة «اليونيسكو» في باريس أمس (مآب)
TT

الأميرة للا حسناء تترأس حفل التوقيع على اتفاقية بين مؤسسة «محمد السادس لحماية البيئة» و«اليونيسكو»

الأميرة للا حسناء لدى لقائها مع المديرة العامة لمنظمة «اليونيسكو» في باريس أمس (مآب)
الأميرة للا حسناء لدى لقائها مع المديرة العامة لمنظمة «اليونيسكو» في باريس أمس (مآب)

ترأست الأميرة للا حسناء، شقيقة العاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيسة مؤسسة «محمد السادس لحماية البيئة»، أمس بباريس، حفل التوقيع على اتفاقية شراكة من أجل التربية على التنمية المستدامة بالمغرب، بين مؤسسة «محمد السادس لحماية البيئة» و«اليونيسكو».
وتندرج هذه الاتفاقية، ذات الطابع العام، التي جرى التوقيع عليها بمقر «اليونيسكو» من طرف المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا، والرئيس المنتدب للمؤسسة الحسين التيجاني، في إطار العشرية الجديدة للأمم المتحدة للتربية في خدمة التنمية المستدامة التي أطلقتها «اليونيسكو» من خلال تفعيل مخطط عمل شامل من أجل عشرية 2015 - 2030.
ويحدد هذا المخطط خمسة مجالات تحظى بالأولوية يتعين الانكباب عليها من أجل تسريع المسيرة نحو التنمية المستدامة. ومن بين هذه المجالات الخمسة، اعتمدت مؤسسة «محمد السادس لحماية البيئة»، تعزيز قدرات المربين والمكونين كمجال للعمل يحظى بالأولوية في المغرب.
ويشكل المربون، الفاعلون الأساسيون في كثير من البرامج التربوية التي أطلقتها مؤسسة «محمد السادس لحماية البيئة»، خلال السنوات الأخيرة، من بينها على الخصوص «المدارس الإيكولوجية» أو البيئية، و«المراسلون الشباب من أجل البيئة»، رافعة مهمة في التغيير ونقل مبادئ التنمية المستدامة.
ويعد تعزيز كفاءات المربين وفعالية أدواتهم البيداغوجية أمرا ضروريا من أجل بلوغ أهداف مؤسسة «محمد السادس لحماية البيئة» في مجال التنمية المستدامة بالمغرب.
وستمكن الاتفاقية مع «اليونيسكو» المغرب من الاستفادة من الخبرة والوسائل البيداغوجية (التربوية) والبشرية المهمة التي تتوفر عليها هذه المنظمة الدولية، التي تضم شبكة من 373 منظمة غير حكومية و24 مؤسسة ومعهدا، في مجال تكوين المربين.
إضافة إلى هذه الوسائل، ستمكن الاتفاقية مؤسسة «محمد السادس لحماية البيئة» من الاستفادة من المناهج البيداغوجية المتخصصة التي قامت «اليونيسكو» بتطويرها في مجال التربية على التنمية المستدامة، وكذا من شبكتها من الخبراء الدوليين.
ومن شأن هذه الوسائل الإضافية تعزيز قدرات المؤسسة وتمكينها من تحسين بعض برامجها التي يجري تطبيقها حاليا باعتبارها «المدارس الإيكولوجية»، و«مراسلون شباب من أجل البيئة»، بالإضافة إلى برامج موجهة لحماية البيئة.
ويهم برنامج تكوين المكونين، الذي تم الإعلان عنه في إطار اتفاقية الشراكة، بالأساس مهنيي التعليم الابتدائي والثانوي والعالي. كما سيستفيد منه أيضا أصحاب القرار، والمستخدمين ووكلاء القطاعين العام والخاص، والعاملين في قطاع الإعلام، وكذا باقي الأشخاص والهيئات أو الأطراف المهتمة بالتنمية المستدامة. وللتذكير، فإن هذه الشراكة مع «اليونيسكو» تعد تتويجا لمسار طويل انطلق مع انضمام مؤسسة «محمد السادس لحماية البيئة» للعشرية الأولى للتربية على التنمية المستدامة (2005 - 2014).
ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2010م، نظمت الهيئتان، تحت رعاية الملك محمد السادس، ندوة دولية مهمة حول التدبير المستدام لساحل طنجة. وثلاث سنوات بعد ذلك، تعززت روح التعاون بينهما بمناسبة المؤتمر العالمي للتربية على البيئة الذي نظم في يونيو (حزيران) 2013 بمراكش، وتوج بالمصادقة على «إعلان مراكش»، التي نصت إحدى توصياته الأساسية على «ضرورة وضع شبكات للفاعلين في التربية على البيئة، من أجل تسهيل تقاسم المعرفة والخبرة والتجارب والممارسات الجيدة».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، وخلال مشاركتها ضيفة شرف في المؤتمر العالمي حول التربية على التنمية المستدامة الذي نظمته اليونيسكو بناغويا في اليابان، جددت الأميرة للا حسناء تأكيد الدور الأساسي للتربية والمربين، مشددة على ضرورة وضع «بيداغوجية نشيطة» في مجال التنمية المستدامة. ومنذ إحداثها في يونيو 2001 من طرف الملك محمد السادس، الذي عهد برئاستها إلى الأميرة للا حسناء، جعلت مؤسسة «محمد السادس لحماية البيئة» قضايا التربية والتحسيس في صلب مهمتها، انسجاما مع الأهداف التي حددتها قمم ريو دي جانيرو (1992 و2012)، وجوهانسبرغ (2002)، في مجال التربية على التنمية المستدامة التي انخرط فيها المغرب.
وأنجزت المؤسسة بنجاح مجموعة من البرامج والمشاريع الرائدة التي تدخل في هذا الإطار. وتغطي هذه البرامج مجالات مختلفة مثل التربية على البيئة، وحماية الساحل، وتحسين جودة الهواء، والتعويض الطوعي للكربون، والسياحة المسؤولة وحماية وتنمية الحدائق التاريخية، والنخيل والواحات.
وفي 2002، وبانخراطها في المؤسسة من أجل التربية على البيئة وهي منظمة غير حكومية غير ربحية تضم 73 بلدا عبر العالم، التي يعد المغرب البلد العربي الإسلامي الوحيد، العضو فيها، قررت مؤسسة «محمد السادس لحماية البيئة» وضع أربعة برامج للمؤسسة من أجل التربية على البيئة، وهي «اللواء الأزرق» بالنسبة للشواطئ، و«المدارس الإيكولوجية» الموجهة للمدارس الابتدائية، و«الشباب المراسلون من أجل البيئة» في المؤسسات الإعدادية والثانوية، و«المفتاح الأخضر» بالنسبة للمؤسسات السياحية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».