«ست بـ100 راجل».. نساء يحققن أحلامه

جديد «الحرة».. رائدات أعمال اقتحمن مهنًا غالبًا ما تكون حكرًا على الرجال

رائدات أعمال مشاركات في برنامج «الحرة» «ست بـ100 راجل» («الشرق الأوسط»)
رائدات أعمال مشاركات في برنامج «الحرة» «ست بـ100 راجل» («الشرق الأوسط»)
TT

«ست بـ100 راجل».. نساء يحققن أحلامه

رائدات أعمال مشاركات في برنامج «الحرة» «ست بـ100 راجل» («الشرق الأوسط»)
رائدات أعمال مشاركات في برنامج «الحرة» «ست بـ100 راجل» («الشرق الأوسط»)

بثت قناة «الحرة» برنامجا جديدا بعنوان «ست بـ100 راجل» أول من أمس، البرنامج أنتجته قناة «الحرة» ويندرج في إطار تلفزيون «الواقع» يصور يوميات أربع رائدات أعمال مصريات اقتحمن مهنا غالبا ما تكون حكرا على الرجال. ينقل البرنامج للمشاهدين صورة عن الإصرار على النجاح وتحقيق الذات المحفوف بالتحديات في محاولة لإثبات مقولة «ست بـ100 راجل». في كل حلقة، يأخذ البرنامج المشاهدين في مجموعة رحلات قصيرة ومشوقة لزيارة كل من الرائدات والتعرف على أعمالهن، طموحاتهن، وعلاقاتهن بأسرهن وبزملائهن وزبائنهن. هذا البرنامج الموجه للمرأة يذهب إلى أبعد من فقرات الصحة والتجميل التي يكثر تداولها على مختلف الشاشات ليتناول الحياة اليومية والتحديات التي تواجه المرأة المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام. كما ينقل البرنامج للمشاهدين صورة عن الإصرار على النجاح وتحقيق الذات المحفوف بالتحديات في محاولة لإثبات مقولة «ست بـ100 راجل».
في كل حلقة، يأخذ البرنامج المشاهدين في مجموعة رحلات قصيرة ومشوقة لزيارة كل من الرائدات والتعرف على أعمالهن، طموحاتهن، وعلاقاتهن بأسرهن وبزملائهن وزبائنهن.
من جهته، قال براين كونف، رئيس شبكة «الشرق الأوسط للإرسال»، التي تضم قناة «الحرة» وراديو «سوا»: «كثير من الروايات التي نسمعها عن النساء في مصر تركز على التحرش وأمور سلبية أخرى، أردنا أن نقدم برنامجا يسلط الضوء على أحلام ونجاحات المرأة المصرية. هذا البرنامج يقدم صورة واقعية عن نساء ناجحات اخترن طريقهن بأنفسهن وارتأت (الحرة) أن تنقل قصصهن الشيقة إلى مشاهديها». لمحة عن الشخصيات المشاركة بالبرنامج:
* ريم هي صاحبة شركة «pink taxi» في القاهرة حيث السائقات والزبائن من الجنس اللطيف فقط. توفر هذه الخدمة للسيدات اللواتي يستخدمنها جوا لائقا، آمنا ومريحا حيثما قررن الذهاب. كما توفر الشركة العمل للسائقات اللواتي يتمكن من تأمين مدخول لهن ولأسرهن في جو مهني، محترم ومتناغم.
* أسماء: حققت «المساواة مع الرجل» من خلال إثبات براعتها في مهنة النجارة بشهادة عائلتها، أصدقائها وزبائن مشغلها الذي تديره مع زوجها. استطاعت أسماء النجاح والمنافسة في مهنة لطالما كانت حكرًا على الرجال.
* هبة ونيرة: قررتا أن تقتحما مجال المخابز الحديثة التي تمزج بين فنون الخبز في المطبخين الشرقي والغربي لتقدما منتوجات شهية، بعضها غير مألوف، لأصحاب الذوق الرفيع في منطقة الزمالك. يذكر أن هبة أتت من عالم هندسة الديكور، أما نيرا فكانت تعمل في حقل العلاقات العامة.
هذا ويُعرض برنامج «ست بـ100 راجل» كل سبت في تمام العاشرة مساءً بتوقيت القاهرة وهو من آخر إنتاجات قناة «الحرة» من العاصمة المصرية. من البرامج الأخرى التي أنتجتها «الحرة» في مصر: «حوار القاهرة»، «نبض الشارع»، و«رايحين على فين؟» فضلا عن فقرة يومية أساسية تقدم من القاهرة ضمن البرنامج.
يُذكر أن قناة «الحرة» تبث عبر قمري «عرب سات» و«نايل سات» إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتتولى «شبكة
الشرق الأوسط للإرسال» إدارة قناة «الحرة»، وهي مؤسسة لا تبغي الربح يمولها الكونغرس الأميركي من خلال هبة مقدمة من مجلس أمناء البث الإذاعي والتلفزيوني الأميركي، وهو وكالة فيدرالية مستقلة يشرف على القناة ويحافظ على استقلالية عملها.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».