العثور على مقبرة جماعية في تدمر وسكانها يتخوفون من انتقام قوات النظام

القوات التركية تقصف مواقع «داعش» في مدينة أعزاز شمال سوريا

العثور على مقبرة جماعية في تدمر وسكانها يتخوفون من انتقام قوات النظام
TT

العثور على مقبرة جماعية في تدمر وسكانها يتخوفون من انتقام قوات النظام

العثور على مقبرة جماعية في تدمر وسكانها يتخوفون من انتقام قوات النظام

أفادت مصادر متقاطعة يوم أمس بالعثور على مقبرة جماعية في مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص التي كان يسيطر عليها تنظيم «داعش»، فيما عبّر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن خشية السكان في المدينة من انتقام قوات النظام ومن الألغام التي زرعها التنظيم في أنحائها.
وأشارت المعلومات إلى العثور على مقبرة جماعية تضم رفات 42 مدنيا وعسكريا أعدمهم تنظيم «داعش»، ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مصدر عسكري من قوات النظام قوله إنّه تم العثور على مقبرة جماعية تعود إلى «42 شخصا هم 18 عسكريا و24 مدنيا، بينهم ثلاثة أطفال وجميعهم من عائلات العسكريين»، لافتا إلى انّه «تم إعدامهم إما بقطع الرأس أو بإطلاق النار» خلال الأيام الأولى لسيطرة «داعش» على تدمر و«جارٍ البحث عن مقابر جماعية أخرى». وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن تنظيم «داعش» أعدم خلال وجوده في تدمر «280 شخصا على الأقل»، لافتا إلى أن «سكان المدينة الأثرية يخشون من انتقام قوات النظام ومن الألغام التي زرعها تنظيم داعش». وتتجه الأنظار بعد تدمر إلى مدينة السخنة الواقعة شمال شرق المدينة الأثرية والتي انسحب إليها تنظيم «داعش»، وهي تتعرض حاليا لغارات جوية روسية وسورية مكثفة. ووفق عبد الرحمن، من شأن السيطرة على السخنة أن تفتح الطريق أمام قوات النظام للتوجه نحو مدينة دير الزور الواقعة تحت سيطرة التنظيم المتطرف.
في هذا الوقت، أفادت وكالة «دوغان» التركية للأنباء بقصف القوات المسلحة التركية السبت بالمدفعية مواقع «داعش» في محيط مدينة أعزاز في شمال سوريا من منطقة كيليس التركية، لافتة إلى أن القصف المدفعي التركي يأتي في أعقاب غارات جوية على المنطقة نفسها شنتها مقاتلات التحالف الدولي ضد التنظيم. وأضافت أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في منطقة الحدود التركية. وفي الجبهة الجنوبية، شنت فصائل تابعة للجيش السوري الحر هجوما على معاقل «حركة المثنى الإسلامية» المساندة لـ«لواء شهداء اليرموك» الذي تتهمه الفصائل بالارتباط بتنظيم «داعش» وذلك على محوري بلدتي الشيخ سعد وجلّين الخاضعتين لسيطرة الحركة بريف درعا الغربي. كما قصف «الحر» بقذائف الدبابات والهاون مساكن جلّين، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة، تزامنا مع استمرار الاشتباكات قرب الشيخ سعد المجاورة، والتي تمكّنت الحركة من السيطرة عليها خلال الأيام القليلة الماضية.
في المقابل، استهدف «لواء شهداء اليرموك» بقذائف الدبابات أطراف بلدة حيط الخاضعة لسيطرة «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية»، ما أدى إلى إصابة عدد من عناصرهما بجروح متوسّطة، في حين تابعت الجبهة تعزيز مواقعها بالمقاتلين والأسلحة المتوسطة على أطراف البلدة لصد أي محاولة تقدم للواء، بحسب «مكتب أخبار سوريا». وفي الغوطة الشرقية، أوردت صفحة «لواء درع الساحل» التابعة للحرس الجمهوري النظامي معلومات تفيد بأن «جنودا للنظام قتلوا جراء خيانة كبرى دفعت بهم إلى الوقوع في كمين للمعارضة المسلحة، ونشرت عددا من الصور بثتها صفحات معارضة للجثث. وقالت الصفحة إنها نشرت خبر فقدان الاتصال مع الجنود فور وروده إليها من مصادر في جبهات الغوطة الشرقية، محذرة من تكرار مجزرة «تل الصوان» التي وقعت الشهر الماضي وقتل فيها أكثر من ستين جنديا من جنود النظام.
من جهته، أعلن «جيش الإسلام» المعارض المقاتل في الغوطة الشرقية أنه «تصدى لهجوم عنيف شنته قوات النظام يوم الجمعة الماضي وقتل أكثر من 20 عنصرا من قوات النظام إضافة لتدمير مدرعتين على جبهة المرج، حيث تدور اشتباكات عنيفة منذ أيام بعد خروقات متكررة من قبل النظام للهدنة على جبهات بالا وزبدين ودير العصافير». وتزامنا شنَّ الطيران الحربي غارات جوية استهدفت الأحياء السكنية وسط بلدة زبدين، والطريق الواصل بين بالا وزبدين، كما الطريق الواصل بين الغوطة الشرقية والقطاع الجنوبي، واستهدفت قوات النظام مستشفى بلدة زبدين بصاروخ (أرض أرض).



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».