«حكايات غير خيالية».. ثلاثية تروي رحلة أطفال من سوريا نحو المجهول

أطلقتها «اليونيسيف» ضمن حملة #عمل_إنساني

لقطة من «إيفين والوسادة» فيلم من ثلاثية «قصص غير خيالية» (يونيسيف)  -  الصبية إيفين السورية تروي قصة رحلتها من سوريا إلى اليونان (يونيسيف)  -  لقطة من أحد أفلام سلسلة «قصص غير خيالية» (يونيسيف)
لقطة من «إيفين والوسادة» فيلم من ثلاثية «قصص غير خيالية» (يونيسيف) - الصبية إيفين السورية تروي قصة رحلتها من سوريا إلى اليونان (يونيسيف) - لقطة من أحد أفلام سلسلة «قصص غير خيالية» (يونيسيف)
TT

«حكايات غير خيالية».. ثلاثية تروي رحلة أطفال من سوريا نحو المجهول

لقطة من «إيفين والوسادة» فيلم من ثلاثية «قصص غير خيالية» (يونيسيف)  -  الصبية إيفين السورية تروي قصة رحلتها من سوريا إلى اليونان (يونيسيف)  -  لقطة من أحد أفلام سلسلة «قصص غير خيالية» (يونيسيف)
لقطة من «إيفين والوسادة» فيلم من ثلاثية «قصص غير خيالية» (يونيسيف) - الصبية إيفين السورية تروي قصة رحلتها من سوريا إلى اليونان (يونيسيف) - لقطة من أحد أفلام سلسلة «قصص غير خيالية» (يونيسيف)

تملك البرد القارس جسد الطفلة ملاك التي لم تكمل ربيعها السابع، بينما ارتطمت أمواج الأبيض المتوسط العاتية بقارب اكتظ بأشباح، لم تعرفهم، شاركوها رحلة الموت. لم تعرف ملاك البحر قبل هذه المغامرة، فهي لم تلعب برمال شاطئه، ولم تركض ورفاقها على ضفافه. فعوضا عن ذلك، ودعت الطفلة السورية وطنها، وأحباءها لتجد نفسها ضمن مساحة مهولة من المياه المظلمة. هناك وسط المحيط، جرّبت الصغيرة شعور الخوف من الغرق والاقتراب من المنية.
انهمرت دموع إيفين بينما اختبأت تحت طاولة خشبية في منزلها بسوريا. وساد صوت القصف وانفجارات البراميل وحطام البيوت المشهد الأخير في ذهنها قبل فرار الطفلة ذات الأربعة عشر عام من هناك إلى المجهول. وعندما حان وقت الرحيل، لم تستطع إيفين حزم أمتعتها. التفت بذعر واختارت أن تصطحب معها وسادتها على القارب المطاطي. كرحلة ملاك، كانت طريق إيفين محفوفة بالمخاطر. لا تتذكر الطفلة منها إلا أنين من رافقوها، و«عراك أمعائها» المستمر مع الجوع. صاحبت إيفين كوابيس خلال ساعات النهار الشاقة التي أمضتها سفرا على قدميها، ولم تتركها عند نومها. أجبرت إيفين على هجر طفولتها، واستبدلت بابتسامتها دموع أغرقت وسادتها، كل ما تبقى لها من حياتها الأصلية.
مائدة عشاء تزينت باللبنة والزيتون والجبنة والشاي كانت تجمع مصطفى وعائلته كل مساء بعد يوم طويل، قبل بدء النزاع السوري. وعند تدهور الأوضاع، اختفى رجال عائلته واحدا تلو الآخر بين عمليات الاختطاف والتجنيد الإجباري والقتل. تردي الأوضاع المادية وزيادة المخاطر أجبرت مصطفى ومن تبقى من أفراد أسرته على خوض مغامرة ملاك وإيفين. اختار مصطفى جلب ألعابه المفضلة معه وتمسك بها رافضا التخلي عن طفولته في الرحلة الشاقة. الأيام طالت، والرحلة استعصت والألعاب أضحت حملا إضافيا. وأجبر الطفل ذو الثلاثة عشر عام على رمي الألعاب شيئا فشيئا. يقبع مصطفى اليوم في مخيم أوروبي. مستقبله مجهول، وألعابه مفقودة، يتحسر وحيدا على أيامه بين أصدقاءه في سوريا.
قصص ملاك وإيفين ومصطفى ليست خرافات من نسج الخيال، ولا حكايات خيالية في كتب الأطفال. إنها حقيقة مرة لواقع أطفال سلبت منهم طفولتهم. وعصفت بهم النزاعات بعيدا عن أهلهم وأصدقائهم ومنازلهم.
«لا يستحق الأطفال خوض تجاربٍ مماثلة، فبعض الحكايا لا يُفترض أن يختبرها الصغار». تلك هي الرسالة التي تحاول «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) إيصالها من خلال سلسلة من أفلام «قصص غير خيالية» التي أطلقتها هذا الأسبوع ضمن حملتها الجديدة لدعم نحو 65 مليون طفل أجبر على النزوح من بلاده حول العالم، وتركز على أطفال سوريا بالأخص. وترفع هذه الرسوم المتحركة الثلاث (وتروي قصص «ملاك والقارب» و«إيفين والوسادة» و«مغامرة مصطفى») التي لا تتعدى مدتها الثلاث دقائق شعار «لا جيل ضائع.. بعض الحكايات لم تكن مقدّرة للأطفال».
وحول هذا المبادرة، قالت سارة كرو المتحدثة باسم «اليونيسيف» لـ«الشرق الأوسط»: هدف سلسلة «قصص غير خيالية» هو خلق توعية عن معاناة اللاجئين السوريين الأطفال والحقيقة المرة التي باتوا يعيشونها، كما تهدف أيضا لمحاربة وصمة «العار» التي ترافق اللاجئين. وأضافت: «هؤلاء ليسوا لاجئين، بل هم أطفال ولهم احتياجات والطفولة حقهم الطبيعي»
وأشارت كرو إلى أن الأطفال باتوا يشكلون 40 في المائة من عدد المهاجرين ألقابعين في اليونان، مقارنة مع تشكيلهم 10 في المائة العام الماضي. وقالت: «الرحلة الطويلة التي خاضوها هربا من الحروب والنزاعات محفوفة بالمخاطر فقطعوا البحار واجتازوا عدة دول ولا يجب غض النظر عن آثار هذه المحنة على نفسية هؤلاء الصغار، ويجب توفير الدعم لهم».
ولليونيسيف محطات «بلو دوت» في أماكن وجد المهاجرين في الدول الأوروبية توفر مساحة آمنة للأطفال للعب والرسم والهروب من حاضرهم المر. وعن ذلك كشفت كرو خلال زيارتها لتلك النقاط في اليونان والبلقان والنمسا وغيرها أن «الأطفال كانوا يرسمون صور تعبر عن خوفهم خلال رحلتهم في قوارب الموت، وتلك هي الذاكرة التي تسكنهم وتؤرقهم حاليا».
وبحسب البيان الصحافي عن السلسلة والذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه سيتم عرض هذه الأفلام المتحركة الثلاثة المستلهمة من قصص حقيقية لثلاث أطفال سوريين على قناة «يونيسيف» على «يوتيوب». كما سيتم تداولها على جميع منابر المنظمة للتواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني والمكاتب المحلية بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها. وسيتم استخدام هاشتاغ #عمل_إنساني مع هذه السلسلة لتوعية الناس ودعوتهم للمساهمة في أي طريقة كانت لمساندة والوقوف إلى جانب هؤلاء الأطفال.
إلى ذلك أضافت كرو: «تأتي هذه السلسلة ضمن حملة اليونيسيف للأعمال الإنسانية والتي نرى نتائجها الإيجابية كل يوم، حتى ولو غاب معظمها عن عيون الإعلام». واستطردت: «نأمل من خلال هذه الحملة تطوير استيعاب لوضع هؤلاء الأطفال، فإن حظي كل طفل منهم بعمل إنساني واحد، تحسنت أوضاعهم حتى لو قليلا».
جدير بالذكر أن مبدأ العمل الإنساني من أهم أهداف اليونيسيف التي تركز على التأهب والاستجابة والانتعاش المبكر، لإنقاذ الأرواح وصون الحقوق على النحو المحدد في الالتزامات الأساسية للأطفال بما يتماشى مع المعايير الدولية مثل الميثاق الإنساني والمعايير الدنيا في مجال الاستجابة للكوارث (Sphere) والشبكة المشتركة بين الوكالات للتعليم في حالات الطوارئ (INEE)، واسترشادًا بالمبادئ الإنسانية، فضلاً عن مساهمات اليونيسيف من أجل التصدي للأسباب الكامنة وراء التضرر من الكوارث والأوضاع الهشة والصراعات سواء من خلال دعمها للاستجابة للأزمات الإنسانية أو من خلال برامجها العادية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».