الزعبي: إن لم يحل مصير الأسد فلا دخول في مفاوضات مقبلة

قال إن تقدم النظام في تدمر انسحاب مدبر لمنع تدخل عسكري

الزعبي: إن لم يحل مصير الأسد فلا دخول في مفاوضات مقبلة
TT

الزعبي: إن لم يحل مصير الأسد فلا دخول في مفاوضات مقبلة

الزعبي: إن لم يحل مصير الأسد فلا دخول في مفاوضات مقبلة

بعد أيام من مزاعم النظام السوري تحقيق انتصارات بطرد عناصر تنظيم داعش من تدمر على يد قوات جيش النظام السوري، أكد رئيس وفد (الهيئة العليا للتفاوض) أن المعارضة السورية رصدت تنسيقا بين قوات النظام وعناصر تنظيم داعش، وأنه لم تحدث أي معارك، بل «تسليم وتسلم للمدينة»، مرجحًا أن تتم ذات العملية في دير الزور.
وفسّر العميد أسعد الزعبي، رئيس وفد المعارضة السورية للتفاوض، خلال تصريح لـ«الشرق الأوسط» التقدم الذي أحرزه جيش النظام السوري، بأنه هو انسحاب منهجي تم بين تنظيم داعش الإرهابي والنظام بشكل طوعي، موضحًا أن من بين دلالات هذا التحرك وقف احتمالية التدخل العسكري في سوريا، وذلك إما عبر التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده أميركا، أو تدخل التحالف الإسلامي الذي سيسهم في القضاء على تنظيم داعش الذي له علاقات مع دول ترى من مصلحتها بقاء التنظيم على الأراضي السورية.
وتطرق الزعبي إلى مسار المفاوضات الماضية «جنيف3»، مؤكدًا أن كل ما جرى في مشاورات هو محاولة من النظام وحلفائه لكسب الوقت وفرض لإرادة الدول المتحالف معها النظام السوري على إرادة الشعب بالقوة، وتعطيل الانتقال السياسي، على الرغم من وجود مقررات ثبتت شروط الانتقال وإلزاميته، واستشهد الزعبي بالقرارات الثلاثة الأخيرة، وهي تنفيذ هدنة تلغي أو تؤخر التدخل العسكري في سوريا وتشغل المجتمع الدولي عن القضاء على تنظيم داعش، والإجراء الثاني هو التلويح بالخطة «ب» والتي اعتبرها خطة وهمية لإطالة الوقت، والإجراء الثالث استعادة الجيش السوري توازنه بعد التدخل الروسي وتحرير تدمر، وبعد مدة سوف تتحرر دير الزور وإظهار أنه لا داعي للتدخل العسكري.
وفي رده على تساؤل حيال غياب تحديد مصير بشار الأسد في بنود المواثيق التي عرضها المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا، كما أن وزيري خارجية أميركا وروسيا لم يتطرقا في لقائهما الأخير إلى مصير بشار الأسد، شدد الزعبي على «إن لم تحل أزمة رحيل الأسد فلن تدخل المعارضة السورية في أي مفاوضات مقبلة».
وتحدث الرئيس الروسي مع نظيره الإيراني، هاتفيا، أمس، واتفقا على تعزيز الاتصالات الثنائية بما في ذلك الصراع السوري الذي يساند الطرفان فيه جانب الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني تبادلا وجهات النظر بشأن الصراع السوري وعدد من القضايا الأخرى خلال اتصال هاتفي. ولم يقدم الكرملين مزيدا من التفاصيل.
ونقل عن روحاني القول: إن التعاون والتنسيق بين طهران وموسكو ضروري لتحقيق السلام في سوريا.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله: «أثناء سريان الهدنة ينبغي الإسراع بالمباحثات السياسية «بين المجموعات السورية»، لكن هذا لا يعني أبدا وقف القتال ضد الإرهابيين في سوريا».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.