لم تنجح قوات الجيش العراقي ومقاتلو «الحشد العشائري» أمس في اقتحام قريتي المهانة والنصر الواقعتين على يسار ويمين الطريق الرابط بين قضاء مخمور وناحية القيارة جنوب الموصل، رغم استمرار حصارهم للقريتين منذ ثلاثة أيام، بينما كشف قادة ميدانيون أن الأنفاق التي تربط القرى، وقناصة تنظيم داعش الأجانب، والعبوات الناسفة التي فخخ بها التنظيم الطرق والمنازل، واستخدامه سكان هذه القرى دروعا بشرية، كلها حالت دون تحريرها من قبل القوات العراقية.
وقال الشيخ نزهان الصخر سلمان، رئيس قبيلة اللهيب أحد قادة «الحشد العشائري» جنوب الموصل، لـ«الشرق الأوسط» إن القوات العراقية «بحاجة إلى مساندة برية من قبل قطعات أخرى، لأن أعدادها لا تكفي للتحرير ولمسك الأرض»، مضيفا: «لا أستطيع أن أحدد هذا الجانب؛ أهو من التحالف الدولي، أو من أي جهة أخرى، لكن حسب ما شهدناه خلال الأيام الماضية، فإن القوات العراقية غير كافية».
وأشار سلمان إلى أبرز العوائق التي تقف بوجه تقدم القوات العراقية، وقال إن «الدروع البشرية التي يستخدمها التنظيم والمتمثلة في سكان هذه القرى، تمثل أبرز العوائق التي تقف في طريقنا وتمنعنا من دخول ما تبقى من القرى في جنوب الموصل، لأن هذه القرى التي نواصل عمليات تحريرها مليئة بالأهالي، ونحن لا نريد أن يلحق بهم أي أذى، وفي الوقت ذاته التنظيم يواصل قصفهم بالمدفعية وقذائف الهاون»، داعيا سكان هذه القرى إلى التعاون مع القوات المحررة.
من جهته، نفى رئيس قبيلة السبعاويين القائد في قوات «الحشد العشائري» جنوب الموصل، الشيخ فارس عبد الله الفارس، فشل القوات العراقية في عملية تحرير قرية النصر الواقعة جنوب الموصل، مؤكدا أن «قواتنا لم تفشل، بل كانت هناك مقاومة شرسة من مسلحي تنظيم داعش الأجانب، وغالبيتهم من القناصة داخل هذه القرية، وما زال هناك نحو 150 مسلحا من التنظيم يوجدون فيها، لأن التنظيم يعد هذه القرية خط صده الوحيد». وتابع: «تمكنت مع القوات التي أقودها من دخول القرية، لكن منازلها متصلة بعضها مع بعض عن طريق أنفاق حفرها التنظيم، بشكل عميق وعريض يمكنهم من التنقل بينها بسهولة، مستخدمين جميع التقنيات في بنائها، ولديهم كل أنواع الأسلحة المتطورة، وقناصون ماهرون جدا.. قتلنا منهم ما يقارب 46. لكن رغم ذلك، فإن مسلحي التنظيم يسيطرون حاليا على القرية، لأن تضاريسها صعبة، كذلك شدة قصفهم للقرية عند دخولنا إليها تسبب في عطل وتدمير عجلاتنا.
نحن حاليا نحاصر هذه القرية، ومقاومة التنظيم لنا من داخلها مستمرة أيضا، لأن المساعدات تصل إليهم بشكل سريع عبر اتصالهم عن طريق الأنفاق بقرى الصلاحية وعين موزان والسلطان عبد الله المجاورة لها». وأشار إلى أن أغلبية عناصر «داعش» الأجانب من الأتراك والروس والآسيويين هم الذين يحاربون القوات العراقية في هذه المناطق.
وكشف الفارس أن تنظيم داعش «استخدم في معاركه ضدنا غاز الكلور من خلال قذائف الهاون بكثرة، حيث قَصَفَنا التنظيم أمس بثمان قذائف تحمل مواد سامة من بينها غاز الكلور، وجرح خلال هذا القصف ابني وثلاثة من زملائه المقاتلين، كذلك زرع التنظيم كميات كبيرة من العبوات الناسفة، وبحسب تقديراتنا تصل نسبة التفخيخ في هذه القرى إلى أكثر من 50 في المائة من بيوتها وشوارعها»، مشيرا إلى أن قوات البيشمركة وطائرات التحالف الدولي تقدمان الدعم والإسناد للقوات العراقية في معركتها لتحرير ما تبقى من القرى.
بدوره، قال مصدر عسكري كردي، لـ«الشرق الأوسط»، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن «الجيش العراقي غير قادر حاليا على خوض المعارك ضد تنظيم داعش، لذا لم يتمكن خلال اليومين الماضيين من حسم معارك قريتي النصر والمهانة»، مضيفا أن عددا من القرى الأخرى التي أعلنت القوات العراقية تحريرها قبل أيام «كانت قد حُررت قبل أشهر من قبل البيشمركة مثل قرى كديلة وكرمردي، ولم يكن يوجد فيها تنظيم داعش وهي خالية منه تماما».
9:26 دقيقة
رغم محاصرتهما لثلاثة أيام.. الجيش العراقي يفشل في استعادة قريتين جنوب الموصل
https://aawsat.com/home/article/602596/%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%AA%D9%87%D9%85%D8%A7-%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D9%8A%D9%81%D8%B4%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84
رغم محاصرتهما لثلاثة أيام.. الجيش العراقي يفشل في استعادة قريتين جنوب الموصل
مسؤول في «الحشد العشائري»: القوات الحكومية غير كافية وتحتاج إلى دعم

أفراد عائلة عراقية هاربة من معارك جنوب الموصل بعد وصولهم إلى نقطة تفتيش تابعة للبيشمركة في مخمور أول من أمس (أ.ف.ب)
- أربيل: دلشاد عبد الله
- أربيل: دلشاد عبد الله
رغم محاصرتهما لثلاثة أيام.. الجيش العراقي يفشل في استعادة قريتين جنوب الموصل

أفراد عائلة عراقية هاربة من معارك جنوب الموصل بعد وصولهم إلى نقطة تفتيش تابعة للبيشمركة في مخمور أول من أمس (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة