متحف مصطفى كامل في القاهرة يستقبل زواره بحلة جديدة

تم تحديثه بعرض شامل بإشراف قطاع الفنون التشكيلية

لقطة للمتحف من الخارج  -  دكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية خلال زيارته التفقدية للمتحف
لقطة للمتحف من الخارج - دكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية خلال زيارته التفقدية للمتحف
TT

متحف مصطفى كامل في القاهرة يستقبل زواره بحلة جديدة

لقطة للمتحف من الخارج  -  دكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية خلال زيارته التفقدية للمتحف
لقطة للمتحف من الخارج - دكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية خلال زيارته التفقدية للمتحف

ضمن خطته لإنشاء عدد من المتاحف الوطنية لزعماء مصر، تلقي الضوء على تاريخهم الوطني، وتضم تراثهم ومقتنياتهم على المستويين الشخصي والعام، شارف قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة على الانتهاء من متحف الزعيم المصري الراحل مصطفى كامل.
وقال دكتور خالد سرور رئيس القطاع إن متحف الزعيم مصطفى كامل سيرى النور قريبًا، وذلك بعد أن انتهى القطاع من كافة أعمال التحديث والتطوير الخاصة به، والتي شملت المبنى من الداخل والخارج وكذلك الحديقة الخاصة به والأسوار وكذلك المُلحقات من أثاث مكتبي وخلافه وأيضًا وحدات الإضاءة والأبواب والرخام وكاميرات المراقبة والأمن.
وأضاف سرور خلال جولة له بالمتحف يوم الثلاثاء الماضي: «إنه تم تحديث سيناريو العرض المتحفي وأُضيفت له مجموعة من الوثائق في شكل صور فوتوغرافية نادرة توثق وتسجل لحظات تاريخية هامة في حياة الزعيم وخاصة أيضًا برفقاء الدرب ومنهم الزعيم محمد فريد، والمؤرخ عبد الرحمن الرافعي، والمناضل الوطني فتحي رضوان».
وذكر سرور: «إن ملف عودة المتاحف المغلقة للحياة الثقافية يسير بمعدلات قد يراها البعض بطيئة ولكنها جيدة جدًا في حدود الإمكانات المتاحة.. ويتم الدفع دومًا في سبيل تخصيص أقصى ما يمكننا من بنود ميزانيتنا، خاصة أن هذا الملف يأتي دومًا في مقدمة اهتمامات السيد الوزير ويتابعه باستمرار».
رافق سرور خلال جولته التفقدية للمتحف عدد من قيادات القطاع للوقوف على وضعه الحالي ومباشرة وضع اللمسات الأخيرة قبل افتتاحه المرتقب، واستمع خلال الجولة لشرح واف عن حالة المتحف ومدى جاهزيته لاستقبال الجمهور من جديد.
يقع متحف مصطفى كامل بميدان صلاح الدين بحي القلعة، وافتتح رسميًا في أبريل (نيسان) عام 1956، وكان قبل ذلك ضريحًا يضم رفات الزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، ثم نُقل إليه رفات المفكرين والمناضلين الوطنيين عبد الرحمن الرافعي وفتحي رضوان.. والمتحف مبني على الطراز الإسلامي ذي القبة الإسلامية، ويشتمل على قاعتين تحتويان بعض متعلقات الزعيم المتمثلة في كتبه وخطاباته بخط يده، وبعض صور أصدقائه وأقاربه، وكذلك بعض مُتعلقاته الشخصية من ملابس وأدوات الطعام وحجرة مكتبه، كما يضم المتحف لوحات زيتية تصور حادثة دنشواي.
يشار إلى أن مصفى كامل باشا (1874 - 1908)، زعيم سياسي مصري أسس الحزب الوطني وجريدة «اللواء»، وكان من أكبر المناهضين للاستعمار وعرف بدوره الكبير في مجالات النهضة مثل نشر التعليم، وهو صاحب مشروع إنشاء الجامعة الوطنية، ودشن حملة التبرع لها بمبلغ «خمسمائة جنيه مصري» من ماله الخاص، وهو مبلغ ضخم في تلك الفترة. وقد ساهمت جهوده ونضاله المستمر في فضح جرائم الاحتلال البريطاني لمصر والتنديد بها في المحافل الدولية، خاصة بعد مذبحة دنشواي الشهيرة، ما أدى إلى سقوط اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر.
ولد مصطفى كامل بإحدى قرى محافظة الغربية، بوسط دلتا مصر، في أسرة معروفة بمواقفها الوطنية وكان أبوه «علي محمد» من ضباط الجيش المصري، وقد رزق بابنه مصطفى وهو في الستين من عمره، وتشرب مصطفى كامل منذ صغره من حبه للنضال والحرية من والده ؛ وهو الأمر الذي كان مفتاح شخصيته وصاحبه على مدى عمره القصير.
كان مصطفى كامل كاتبا وخطيبا مفوها، درس الحقوق وأكمل تعليمه بفرنسا، وأحب الأدب، وتعرف خلال فترة تعليمه بفرنسا على منتديات الفكر والثقافة هناك - وألف مسرحية «فتح الأندلس» التي تعتبر أول مسرحية مصرية، وبعد عودته إلى مصر سطع نجمه في سماء الصحافة، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه. ومطالبته بالاستقلال وجلاء القوات الإنجليزية عن مصر.
عاش مصطفي كامل رحلة حياة قصيرة، فقد توفي عن عمر يناهز 34 عاما، ومن أشهر مؤلفاته «كتاب المسألة الشرقية»، وهو من الكتب الهامة في تاريخ السياسة المصرية.. من أقواله المأثورة التي لا تزال تتردد على ألسنة المصريين: «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا» ، «لا يأس معي الحياة ولا حياة مع اليأس».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.