يعقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اجتماعا مع مستشاريه اليوم للتشاور حول الملفات التي حملها إسماعيل ولد الشيخ، المبعوث الأممي لليمن، خلال لقائه مع هادي مساء أول من أمس، قبل أن يغادر إلى صنعاء، فيما أكد الرئيس هادي، أن السلام الدائم هو ما سيجنب اليمن ويلات أي صراعات قادمة ومن هذا المنطلق يجب أن يعمل الجميع على الوصول إلى كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار.
وكشف مستشار الرئيس اليمني ياسين مكاوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن معظم مطالب الحوثيين، باتت حاليًا تنصب باتجاه وقف الضربات الجوية، تمهيدًا لإطلاق المفاوضات السياسية، فيما يطالب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، فقط، بمخرج آمن من اليمن، مشيرًا إلى عدم جدية الانقلابيين في أي وقت من الأوقات، «بدليل الحشود الكبيرة التي ترسل إلى تعز، منذ أيام، إضافة إلى الحشود حول صنعاء».
وعاد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، إلى صنعاء، في إطار جولته في المنطقة لبحث التطورات المتعلقة بملف التسوية السياسية في اليمن. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن موضوع مكان وزمان انعقاد المشاورات أو المباحثات المقبلة بين الأطراف اليمنية، يتصدر جدول مباحثات المبعوث الأممي، إلى جانب اطلاعه على موضوع التهدئة على الحدود اليمنية - السعودية.
وقال ياسين مكاوي، لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة اليمنية ورغم استمرار الانقلابيين في ممارساتهم ومضيهم قدما في تنفيذ مخططهم الانقلابي، فإنها تدفع باتجاه تحقيق السلام، وفي نفس الوقت تتمسك بمطالب «إجراءات بناء الثقة»، المتمثلة في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، مطالبًا الحوثيين باتخاذ إجراء واحد «يثبت حسن النية، من أجل تسهيل عملية البدء في التشاور».
وأكد مكاوي أنه «ليس أمام الحوثيين وصالح سوى تنفيذ القرار 2216، ولا حوارات أو اشتراطات أو مداراة سوى تنفيذ القرار لأنه المدخل الرئيسي للحل». وتؤكد المصادر السياسية اليمنية أن المبعوث الأممي يحمل جملة من المقترحات إلى الحوثيين وأنصار المخلوع صالح، تتعلق بالذهاب إلى جولة مشاورات جديدة نهاية الشهر الحالي، حيث يقترح ولد الشيخ نقل المشاورات إلى دولة عربية، وبهذا الصدد رجح مكاوي، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون دولة الكويت هي من تستضيف جولة المباحثات اليمنية المقبلة «لأنهم يريدون حصر الموضوع في المنطقة، ولأن الكويت كان لها دور إيجابي في تسوية صراعات سابقة بين شمال وجنوب اليمن»، كما رجح مكاوي أن تعقد المشاورات نهاية الشهر الحالي، إذا نجحت مباحثات المبعوث الأممي في صنعاء، مثمنًا «جهود ولد الشيخ مع التطلع إلى أن يقنَع الانقلابيون بتنفيذ القرار 2216 والولوج من خلاله إلى المفاوضات».
وأوضح مصدر يمني لـ«الشرق الأوسط»، أن اجتماع مستشاري هادي اليوم، ستنبثق منه رؤية المفاوضات بين الشرعية اليمنية، مع وفد الانقلابيين، والذي يعتقد أن تقام في نهاية الشهر الحالي، حيث سيطرح الرئيس هادي خلال الاجتماع الملفات التي يحملها ولد الشيخ، حول المكان والزمان، وجدول الأعمال.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي، استقبل إسماعيل ولد الشيخ، المبعوث الأممي لليمن، في مقر إقامته المؤقت بالرياض، وأكد هادي أن السلام الدائم هو ما سيجنب اليمن ويلات أي صراعات قادمة ومن هذا المنطلق يجب أن يعمل الجميع على الوصول إلى كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار.
وأوضح الرئيس اليمني، أن الحكومة الشرعية هي مسؤولة عن الشعب اليمني كافة وكل الأبواب مفتوحة للتوصل إلى سلام شامل ودائم وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي.
واستعرض هادي مع ولد الشيخ، المستجدات على الساحة المحلية في بلاده والجهود الرامية لتحقيق السلام في اليمن المرتكز على قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وثمن الرئيس اليمني، جهود المبعوث الأممي الرامية إلى إحلال السلام والوئام في بلاده وتحقيق التطلعات التي يستحقها الشعب اليمني لوضع حد لمعاناة الحرب والحصار وتبعاتها المؤلمة.
إلى ذلك، أكد المبعوث الأممي لليمن، استعداده لبذل كل المساعي الرامية إلى تحقيق السلام وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 والقرارات المتصلة باليمن، مشيدًا بجهود الرئيس هادي، في هذا الصدد المنطلقة من حرصه على أمن اليمن واستقراره.
من جهة أخرى، أكد الدكتور عبد الله العليمي، نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، رئيس الفريق الاستشاري الحكومي اليمني في المشاورات، أن الحكومة جاهزة وجادة للحل السياسي السلمي المستند إلى تنفيذ استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، مشيرًا إلى أن الحكومة تتعاطى بمسؤولية كاملة مع مساعي الأمم المتحدة للحل السياسي وترى فيها جهودًا مخلصة ومقدرة، وإن التأخير ناتج عن عدم جاهزية الطرف الآخر فقط.
ورحب العليمي «بأن تكون المشاورات القادمة في المنطقة، سواءً في الكويت أو في غيرها، باعتبار أن اليمن جزء لا يتجزأ من محيطه الخليجي الذي لم يتوارى أبدًا عن دعم اليمن حكومة وشعبا، ومن المنطقي جدًا أن يكون الخليج محتضنًا لتلك المشاورات أو أي دولة عربية أخرى».
وقال نائب مدير مكتب الرئيس اليمني، إن الشعب اليمني ينتظر بفارغ الصبر لحظة إفاقة الميليشيا الانقلابية من وهمها وغيها لتوقف العبث بدماء أبناء الشعب وتوقف الضرر العميق الذي أحدثته في نسيجه الاجتماعي وبنيته التحتية ومستقبله الوطني.
الرئاسة اليمنية: الحوثيون يريدون وقف القصف الجوي.. وصالح يطالب بخروج آمن
رجحت لـ «الشرق الأوسط» أن تعقد جولة المباحثات المقبلة في الكويت أواخر الشهر > الرئيس هادي يلتقي اليوم مع مستشاريه للتباحث حول المشاورات المقبلة
الرئاسة اليمنية: الحوثيون يريدون وقف القصف الجوي.. وصالح يطالب بخروج آمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة