الأرجنتين تعود لسوق الائتمان الدولية

تطرح سندات بقيمة 11.6 مليار دولار

الأرجنتين تعود لسوق الائتمان الدولية
TT

الأرجنتين تعود لسوق الائتمان الدولية

الأرجنتين تعود لسوق الائتمان الدولية

عادت الأرجنتين لسوق الائتمان الدولية العالمية، بعد غياب دام نحو 15 عامًا، لتعلن عن إصدارها سندات حكومية للمرة الأولى، لتعود مجددًا للمجتمع المالي الدولي، لتمحو الصورة الذهنية عنها كونها «منبوذة اقتصاديا».
وأعلن مسؤولو وزارة المالية الأرجنتينية عن خطط العودة لسوق الائتمان الدولية في أبريل (نيسان) المقبل، وكان وزير المالية ألفونسو براتغاي قد أوضح في تصريحات سابقة، أنه سيتم إصدار 3 طروحات من السندات بقيمة تبلغ 11.68 مليار دولار بموجب القانون الأميركي، فور الموافقة على صفقة سداد الديون الحالية.
وستقوم وزارة المالية بإصدار السندات لتمويل دفعات الديون المستحقة لآجل 15 و30 عامًا، والمصدرة منذ عام 2002، وقال وزير المالية إنه تم التوصل لاتفاق كامل مع الدائنين الرافضين، «وهذا ما تحتاجه الأرجنتين لطي صفحة الديون». وتحمل السندات سعر فائدة 7.5 في المائة، وقال وزير المالية في هذا الصدد، إنه تم التواصل مع 10 من راغبي شراء السندات بقيمة بلغت 6.7 مليون دولار، إلا أن الصفقات ما زالت تخضع لتقيم مجلس الشيوخ الأرجنتيني للموافقة على إصدارها.
وتحملت الأرجنتين ديونا سيادية بنحو 82 مليار دولار منذ عام 2001، لتكون الديون الأكبر في تاريخ البلاد، وبعد مرور 15 عامًا «ما زالت البلاد تتخلص من تراكم الديون»، وفقًا لتصريحات براتغاي.
واتفقت الحكومة الحالية برئاسة الإصلاحي موريسيو ماكري على تسوية بقيمة 4.65 مليار دولار مع أربعة دائنين والذين رفضوا إعادة هيكلة الديون في عامي 2005 و2010.
وقد سعى الدائنون للاستفادة من تلك الديون، إلا أن الأرجنتين أبت أن تقدم شروط أكثر سخاء من تلك التي قدمتها للدائنين السابقين، لتتخلص من ارتفاعات كبيرة في معدلات التضخم والتي كان آخرها في عهد الرئيسة السابقة كريستينا فرنانديز ديكرشنر، إضافة إلى الفساد العام والصراع على السلطة بين الديمقراطيين والجمهوريين ليأتي ماكري بخطط اقتصادية أكثر فاعلية، كان أولها التوصل لتسوية الديون السيادية للبلاد.
فخلال إعادة هيكلة الديون في 2012 عرضت الأرجنتين سداد 35 في المائة من الديون المستحقة على 93 في المائة من حاملي الأسهم على أن يتم تبادل السندات المتعثرة بأخرى جديدة قبل استقطاع 65 في المائة من قيمة الدين، ورفضت الأرجنتين ذلك فيما بعد، إلا أن الدائنين نقلوا قضيتهم للمحاكم الأميركية، في محاولة لإجبارها إلى طاولة المفاوضات، ولم يتم الاتفاق، لتتخلف الأرجنتين في التوصل لحلول وانتهت القضية بالفشل في 2014 وتبقى الديون كما هي. ولكن في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، ومع انتخاب الرئيس الجديد، وعد بإصلاحات اقتصادية على خلاف أسلافه. وفي 1 فبراير (شباط) الماضي، قام مسؤولو وزارة المالية الأرجنتينية ببدء المفاوضات في نيويورك، في محاولة للتوصل إلى اتفاق مع كبار الدائنين، وفي تقدم سريع استجاب حملة السندات الإيطاليون لعرض 1.35 مليار دولار، ووافق اثنان من كبار صناديق التحوط في 17 فبراير على تسوية بقيمة 1.1 مليار دولار، لتنتهي بآخر تسويتها مع الدائنين بقيمة 4.65 مليار دولار، بخفض 25 في المائة من قيمة الدين.
وتسلم ماكري الأرجنتين بعجز مالي بنحو 5.8 في المائة، وتضخم يقترب من 30 في المائة، وستساعد سوق الائتمان الدولية على تصحيح تلك الأوضاع الاقتصادية في الأرجنتين، فحتى الآن تضطر الأرجنتين لطبع النقود لتمويل العجز في الميزانية، مما أدى إلى ارتفاع التضخم بشكل مبالغ، وتعهد ماكري بمزيد من الخفض في الإنفاق واستخدام الائتمان لكي تسد الفجوات الحالية. وشهدت العملة المحلية الأرجنتينية تراجعا للمرة الثانية منذ تولي الرئيس الجديد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مع تخفيض قيمة العملة مما جعلها ضمن الأسوأ أداء في الأسواق الناشئة الرئيسية هذا العام. وضعف البيزو بنحو 16 في المائة من قيمته في بداية 2016، لتصبح ثاني أسوء أداء بعد البيزو المكسيكي في 2016 بين عملات دول أميركا اللاتينية.
وارتفع البيزو الأرجنتيني أمام الدولار بنحو 0.15 بنهاية تداولات أول من أمس الجمعة، ليساوي الدولار 15.20 بيزو أرجنتيني.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).