تقنيات مطورة تسرع استقبال العروض المرئية على الأجهزة الجوالة

للتغلب على ازدحام الشبكات الخليوية

صورة تظهر عددا من الهواتف الجوالة الذكية تقدم العروض المرئية على شاشاتها بتقنية «بي سيل» التي طورها ستيف بيرلمان
صورة تظهر عددا من الهواتف الجوالة الذكية تقدم العروض المرئية على شاشاتها بتقنية «بي سيل» التي طورها ستيف بيرلمان
TT

تقنيات مطورة تسرع استقبال العروض المرئية على الأجهزة الجوالة

صورة تظهر عددا من الهواتف الجوالة الذكية تقدم العروض المرئية على شاشاتها بتقنية «بي سيل» التي طورها ستيف بيرلمان
صورة تظهر عددا من الهواتف الجوالة الذكية تقدم العروض المرئية على شاشاتها بتقنية «بي سيل» التي طورها ستيف بيرلمان

في غرفة عالية ضيقة بمبنى يطل على جسر باي في هذه المدينة، حقق ستيف بيرلمان إنجازا من شأنه جعل الشبكات الخليوية الهاتفية تجثو على ركبتيها! فحوله كانت هنالك مجموعة من ثمانية هواتف «آي فون»، وزوجان من التلفزيونات، بدرجة وضوح «4 كيه» العالية جدا، فضلا عن مجموعة من الأجهزة الأخرى. وقام بيرلمان بتشغيل وعرض أفلام سينمائية عالية الوضوح من «نيتفليكس»، على نصف دزينة من الأجهزة في وقت واحد، عن طريق بث الفيديو لاسلكيا إليها. وبدلا من تعثر هذا الأداء بفعل كل هذه البيانات الكثيرة المكتظة عبر الأجواء، فإن العروض المرئية لم تصادف أي صعوبات تقنية.
وأظهر العرض تقنية مطورة من شأنها أن توفر لمستخدمي الأجهزة الجوالة سرعات عالية للشبكات الخليوية، مع قليل من الإخفاقات على صعيد انقطاع المكالمات وغيرها من الإزعاجات، ويمكنها العمل حتى في الملاعب الرياضية، والأماكن المكتظة، حيث الآلاف يقومون باستخدام هواتفهم في الوقت ذاته. وبيرلمان هذا هو رجل أعمال ومخترع قام ببيع «ويب تي في» لـ«مايكروسوفت» في أواخر التسعينات لقاء 500 مليون دولار.

* اتصالات هاتفية سريعة
تدعى هذه التقنية الجديدة «بي سيل» pCell، وهي واحدة من الأساليب الفنية العديدة التي تنظر إليها الشركات لمعالجة الطلب المتزايد على البيانات الجوالة لا سيما عروض الفيديو.
ويبدو أن مشاهدة الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية وغيرها من اللقطات أثناء التجوال، شرعت تزداد شعبية أخيرا، خاصة مع ظهور أجهزة جوالة بشاشات أكبر وأكثر وضوحا وتوفر مزيد من الفيديوهات على الشبكة.
لكن بسبب الطلب المتزايد هذا أضحت الشبكات الخليوية أكثر ازدحاما واكتظاظا، ففي الولايات المتحدة استهلك كل مستخدم للهاتف الجوال العادي في المتوسط 1.2 غيغابايت من البيانات شهريا عبر الشبكات الخليوية، وهو ضعف المعدل العادي في عام 2012 تقريبا، وفقا لتقديرات شيتان شارما المستشارة في شؤون شركات الخدمات اللاسلكية. وذكرت شركة «سيسكو» صانعة معدات الشبكات أن استقبال الفيديو الجوال وصل إلى نسبة 53 في المائة من إجمالي البيانات الجوالة في نهاية عام 2013، بعد تخطيه نسبة 50 في المائة لأول مرة عام 2012. وهذا ما جعل شركات الخدمات اللاسلكية تسارع إلى إيجاد السبل الكفيلة للتأكد من عدم قيام الفيديو بخنق شبكاتها. وفي أواخر العام الماضي أقر مديرو شركة «فيريزون» أن سرعة البيانات على الشبكات اللاسلكية بدأت تعاني من ازدحام الأجهزة الجوالة الجديدة التي تستخدم أحدث تقنيات «إل تي إي» للشبكات، خاصة في المدن المشبعة تقنيا، مثل نيويورك وسان فرانسيسكو.
وتقوم «فيريزون» بإضافة مزيد من الهوائيات إلى شبكتها، مشكلة خلايا لاسلكية صغيرة بتغطية أقوى، لتوسيع خدماتها إلى قطاعات جديدة من الطيف اللاسلكي، الذي يوازي رقميا فتح ممرات ومسالك جديدة على صعيد حركة الاتصالات. أما «سبرينت» فقد أدخلت خدمة تدعى «سبرينت سبارك» التي تقوم بزيادة سرعات الدخول إذا كان زبائنها يملكون أجهزة يمكنها استخدام ترددات لاسلكية متعددة في وقت واحد.

* حلقة اتصال شخصية
إذا أدت تقنية «بي سيل» (وتعني «الحلقة الشخصية» حيث يشير حرف p إلى كلمة personal) ، التي ابتكرها بيرلمان مهماتها جيدا، فقد تؤدي إلى مكاسب أكبر على صعيد السرعات اللاسلكية. فعلى صعيد الشبكة الخليوية التقليدية تقوم الهوائيات الموضوعة حول المدينة ببث الإشارات اللاسلكية إلى جميع الأجهزة الجوالة ضمن هذه المساحة. ومع دخول مزيد من السكان إلى هذه المنطقة، يقومون بالتشارك في الشبكة اللاسلكية مع الآخرين هناك، مما يؤدي إلى سرعات أبطأ. لكن شركات الخدمات اللاسلكية لا تستطيع حل المشكلة عن طريق وضع هوائيات في كل مكان، نظرا لأن الإشارات يتداخل بعضها مع بعض وتضطرب إذا كانت متجاورة جدا.
لكن مع شبكة من هوائيات «بي سيل» سيكون بمقدور الجهاز الجوال الدخول إلى سرعة البيانات اللاسلكية كلها في المنطقة، بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يتشاركون في هذه الشبكة. ويقول بيرلمان إن نظامه هذا يقوم بكل ذلك عن طريق احتضان هذا التداخل الذي تسببه الهوائيات المتجاورة، بدلا من تفاديها؛ إذ تقوم مراكز البيانات من وراء الستار الموصولة بالهوائيات بإنجاز حسابات رياضية سريعة لإنتاج إشارات لاسلكية متماسكة لكل شخص على الشبكة.
ويقول بيتير فان روين، المهندس الكهربائي والأكاديمي السابق الذي أسس شركات ناشئة لاسلكية: «لا أعتقد أن هنالك أي نظام آخر يقوم بمثل هذا العمل». والأخير هو كبير مديري شركة ناشئة لتحليل المورثات، وقد تعرف على بيرلمان منذ عشر سنوات، ويعمل مستشارا غير رسمي له. وكان بيرلمان قد شرع يعمل على هذه التقنية الجديدة منذ أكثر من عقد من الزمن، عن طريق شركات «ريردين» التي شكلها في سان فرانسيسكو، والتي نشأت عنها شركات أخرى انتقائية بعضها حقق نجاحا تجاريا. وقد أنشأ أخيرا شركة جديدة تدعى «أرميس نيتوركس» بغية تسويق التقنية الجديدة بعد عملية التطبيق الأولى في أواخر العام الحالي. وتمكن فريقه من جعل «بي سيل» تعمل مع الأجهزة اليدوية العالية على شبكة اتصالات «إل تي إي» المتوفرة حاليا، بما فيها أحدث الهواتف الذكية من «آي فون»، و«سامسونغ»، وقام أخيرا بتنفيذ عرض عام في جامعة «كولومبيا»، جامعته الأم التي تخرج فيها.
ونظرا لأنه وصف تقنيته هذه بعبارات عامة، فإن كثيرين لم يتمكنوا من تقييمها مباشرة، لذا فإن الشك يساور بعضهم حول نجاح هذه التقنية كما يقول، وأحدهم هو ستيفن كراولي المهندس اللاسلكي الذي تستشيره شركات الخدمات خارج الولايات المتحدة الذي ذكر أن بعض الإنجازات التي ذكرها بيرلمان، والتي أوجزتها بعض الصحف، تبدو صعبة التحقيق عمليا. كما أن شركة «فيريزون» لم تبد أي إشارة إلى أنها ستعتمد تقنية بيرلمان، كذلك شركات الخدمات الكبيرة الأخرى.
وكان جون سكلي المدير السابق في «أبل» التي استثمرت كثيرا في الشركات اللاسلكية الجديدة، بما فيها شركة «ميترو بي سي إس»، قد ذكر أن بإمكان القادمين الجدد إلى عالم التجارة اللاسلكية، تشييد شبكات سريعة جدا، عن طريق استخدام هذه التقنية مقابل تكلفة أقل من تكلفة الشبكات الخليوية التقليدية، نظرا لوجود مرونة أكثر في ما يتعلق بمكان يمكن وضع الهوائيات. ويضيف سكلي الذي يعمل أيضا مستشارا لبيرلمان، «هذا الأمر من الأحداث النادرة في وادي السيليكون، التي تحدث كل 20 أو 30 سنة، لأن لها القدرة على تغيير قواعد لعبة صناعة الاتصالات اللاسلكية».

* خدمة «نيويورك تايمز»



بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».