فوز المرشح الأميركي دونالد ترامب يدخل الحزب الجمهوري في حالة ارتباك

فوز المرشح الأميركي دونالد ترامب يدخل الحزب الجمهوري في حالة ارتباك
TT

فوز المرشح الأميركي دونالد ترامب يدخل الحزب الجمهوري في حالة ارتباك

فوز المرشح الأميركي دونالد ترامب يدخل الحزب الجمهوري في حالة ارتباك

أدخل الفوز الذي حققه دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الاميركية، الحزب الجمهوري في حالة ارتباك أمس (الاربعاء)، فيما التفّ الديمقراطيون حول هيلاري كلينتون المرشحة الاوفر حظًا في حزبهم لخوض السباق الرئاسي بعد تقدمها البارز في عمليات اقتراع "الثلاثاء الكبير".
وحقق المرشحان الجمهوري ترمب والديمقراطية كلينتون الثلاثاء، فوزًا واضحًا في الانتخابات التمهيدية التي جرت في 12 ولاية. وتعتبر هذه الانتخابات نقطة مفصلية في مسار السباق لخلافة الرئيس باراك أوباما.
وفاز ترامب في سبع من الولايات الـ11 التي صوتت للجمهوريين، وتمكن من اضعاف أبرز منافسيه تيد كروز وماركو روبيو، من دون اخراجهم من المنافسة.
ولمح جراح الاعصاب المتقاعد بن كارسون إلى احتمال انسحابه من السباق قائلا أمس، "لا أرى طريقًا سياسيًا للاستمرار بعد نتائج الانتخابات التمهيدية".
وفي حال انسحاب كارسون رسميًا، سيبقى ترامب في مواجهة ثلاثة مرشحين: كروز وروبيو وحاكم اوهايو جون كاسيك.
وفيما يخصّ المرشحة كلينتون، فقد فازت على غرار ترامب في سبع ولايات أمام منافسها بيرني ساندرز لتنتصر في تحدي كسب اصوات اليسار. وفي الوقت الذي رسخت كلينتون مواقعها قبل الجولة الجديدة من الانتخابات التمهيدية في 15 مارس (آذار)، تعمق الانقسام في صفوف الجمهوريين بسبب نجاح ترامب في حشد أصوات الناخبين المستائين من سياسات واشنطن؛ لكنّه فتح جروحّا في قضايا العرق والاثنية والمساواة بين الجنسين.
وبعد انتصار الملياردير البالغ من العمر 69 سنة على المرشحين المفضلين للحزب، حذرت شخصيات بارزة من الجمهوريين من احتمال تفكك الحزب في حال أصبح ترامب المرشح الرسمي للجمهوريين لخوض السباق.
من جانبها، قالت حاكمة نيوجيرزي السابقة كريستين تود ويتمان للاذاعة العامة "أعتقد أنّ هذا احتمال فعلي". مضيفة "هناك أشخاص كثيرون لا يرون أنفسهم يدعمون ترامب. هناك زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الذي يقول للمرشحين في مجلس الشيوخ: إذا كانت هذه المسألة تطرح مشكلة بالنسبة لكم، فعبروا عن موقفكم ضده حتى لو كان مرشح حزبكم لخوض السباق الرئاسي".
وقال نورمان اورنستاين من مركز "اميركان انتربرايز اينستيتيوت" للأبحاث لوكالة الصحافة الفرنسية "كلما اعترضت النخبة على دونالد ترامب، كلما ساعده ذلك".
وركز روبيو وكروز حملتيهما على الناخبين الجمهوريين الراغبين في وقف صعود ترامب.
وفي انتخابات "الثلاثاء الكبير" التمهيدية، فاز كروز بولاية تكساس التي تضم عددا كبيرا من المندوبين، واوكلاهوما والاسكا. وسجل أداء افضل من روبيو الذي فاز فقط في مينيسوتا. لكن هذه المكاسب لم تبدد قلق شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري تتخوف من أن يتجه الحزب إلى هزيمة كبرى في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني).
وجاء في نشرة سياسية تصدرها جامعة فرجينيا "سعادة دونالد ترامب تكمن في معارضة منقسمة. ولقد نال ذلك تماما، والامور لن تتغير في الوقت الراهن".
وقد حقق ترامب فوزًا واسعًا من الاباما وجورجيا إلى الجنوب، وصولًا إلى ماساتشوستس في شمال شرقي البلاد وولاية فرجينيا.
وفي خطاب فوزه الثلاثاء، حاول ترامب مد اليد إلى قادة الحزب. قائلًا "أعتقد أنّنا سنكون موحدين اكثر، وسنكون حزبًا أكبر بكثير". لكن بعد ساعات، استأنف هجماته اللاذعة المعتادة.
وكتب أمس، في تغريدة على تويتر حيث لديه 6.5 مليون متتبع "مني ماركو روبيو بهزيمة كبرى الليلة الماضية. تمكنت من هزمه حتى في فرجينيا حيث أمضى الكثير من الوقت وأنفق الكثير من المال". مضيفًا "الآن رؤساؤه يائسون وغاضبون!".
وفي خطاب الفوز، أكدت كلينتون انّها تتطلع الآن للانتخابات الرئاسية العامة والمواجهة مع ترامب. وصرّحت قائلة "من الواضح أنّ التحديات في هذه الانتخابات لم تكن يوًما أكبر ممّا هي عليه الآن، والخطاب الذي نسمعه من الجانب الآخر لم يكن يوما بمثل هذا الانحدار".
وهاجم ترامب من جهته السيدة الاولى سابقا وزيرة الخارجية السابقة، قائلا إنها تمثل سياسات واشنطن التقليدية ولا يمكنها التوجه إلى الناخبين الغاضبين من مؤسساتهم والراغبين في التغيير.
وتعهد ساندرز بمواصلة حملته بعد أن فاز في ولايته فيرمونت وفي اوكلاهوما وكولورادو ومينيسوتا.
وفازت كلينتون في الاباما واركنسو وجورجيا وماساتشوستس وتينيسي وتكساس وفرجينيا.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.