عند الحديث عن الكثبان الرملية، فلا شيء يضاهي جمالها في دول الخليج، حيث يتموج بريقها مع أشعة الشمس الذهبية، لتأخذ زائرها إلى عالم خفي من المغامرة والإثارة، والغوص في دهاليز الصحراء الفاتنة، وهو ما تنبه له خبراء السياحة في الخليج، الذين يتسابقون على استقطاب هواة رحلات «السفاري» ومنحهم فرصة لاكتشاف سياحة الصحراء التي تعد سياحة شتوية بامتياز.
ومتعة الصحراء لا تقف عند حدود الصيد والقنص فقط، بل تمتد لتشمل حزمة من الأنشطة الرياضية الصحراوية والبرامج الترفيهية التي تستثمر الإبل والخيول والنباتات البرية على أنواعها، في رحلات تتنافس على تقديمها المكاتب السياحية الخليجية، في حين قد يكتفي بعض الأفراد بالذهاب إلى «البر» برفقة دلة القهوة وأباريق الشاي والاستمتاع برؤية جمال الرمال الساطعة ومناجاة النجوم وتجاذب أطراف الحديث مع الأصحاب.
ومع تزايد الإقبال على سياحة الصحراء في الخليج، اتجه المستثمرون السياحيون إلى إنشاء فنادق من فئة الخمس نجوم في المناطق الصحراوية، واستضافة نجوم الطرب والغناء لإمتاع قاصدي سياحة الصحراء بالحفلات الموسيقية على أضواء القمر وأنغام الموسيقى الشرقية، وهي أمور مثيرة خاصة للسائحين القادمين من أوروبا والدول الآسيوية.
عن هذا الشغف، يتحدث لـ«الشرق الأوسط» فهد السلامة، خبير سياحي في شركة «إيلاف للسياحة والسفر» في السعودية، قائلا: «الكثيرون يفضلون الخروج في هذه الوقت من العام في الرحلات البرية، فهذا هو موسمها، خصوصا في المناطق القريبة من المدن، لأن الأجواء حاليا باردة وجميلة».
ويشير السلامة إلى أن هذا التوجه ما زال بكرا في السعودية، قائلا: «معظم الرحلات البرية لدينا عبارة عن اجتهادات فردية، حيث تذهب العوائل إلى المخيمات القريبة من المدن الكبرى، لكن هذا التوجه نما كثيرا في دول الخليج المجاورة، وبعضها طورت خدماتها كأن وضعت مهابط للهليكوبتر ومطارات صغيرة لتوفير سرعة التنقل، إلى جانب تهيئتها بصورة فندقية».
وحول أكثر الأنشطة والفعاليات إثارة في حياة الصحراء، يقول السلامة «الصيد والقنص يجذب كثير من السعوديين والخليجيين عموما، إلى جانب ركوب الخيل والصيد بالصقور وغيرها، وهناك منتجات برية فاخرة في رأس الخيمة وبعضها قريب من أبوظبي، وتشهد اهتماما لافتا من المقتدرين، لأنها سياحة مكلفة مقارنة بغيرها، بالنظرة لحداثتها ومحدودية أماكنها».
يأتي ذلك في حين تشغل الصحارى الممثلة بالتجمعات الرملية مساحة كبيرة من شبه الجزيرة العربية، وبالنسبة للمملكة العربية السعودية فهي تمثل ما يقارب 28 في المائة من مساحتها الإجمالية التي تبلغ نحو مليوني كيلومتر مربع متمثلة في الربع الخالي، والنفوذ الكبير، والدهناء، والجافورة. بحسب ما يكشف الموقع الإلكتروني الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية.
وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد تناولت أمس هوس رحلات السفاري وسياحة الصحراء في دول الخليج، الذي يشهد إقبالا كبيرا من السائحين الأوروبيين والآسيويين، خصوصا في أشهر الشتاء. إذ أكد خبراء ووكلاء في قطاع السياحة، أن ما يزيد على 70 في المائة من السائحين القادمين لمنطقة الخليج، يقصدون رحلات الصحراء، لافتين إلى أن سياحة الصحراء سجلت هذا الشتاء نموا يزيد على 50 في المائة مقارنة بالأعوام القليلة الماضية. ويقضي السائحون رحلات بسيارات الدفع الرباعي فوق الكثبان الرملية في صحراء الربع الخالي، وتنظم لهم وكالات السياحة ليالي فنية في عمق الصحراء في الإمارات وقطر وعمان. بينما استقطبت سياحة الصحراء في دبي وأبوظبي والدوحة مشاهير الرياضة والفن في العالم من أبرزهم نجوم السينما توم كروز وجيرمي رينر وبولا باتون، ونجم كرة القدم مارادونا، ومهاجم فريق ريال مدريد كريستيانو رونالدو، والنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم باريس سان جرمان، ونجمة التنس الأميركية ماديسون برينجل.
ويرى معتز الخياط، الخبير السياحي في منطقة الخليج، أن القطاع السياحي في الخليج بات محركا رئيسيا في اقتصاد الخليج، خلال السنوات الماضية، لذلك تتسابق دول المنطقة على طرح منتجات سياحية جديدة لرفع حصصها من وفود السياحة. وأضاف قائلا: «من واقع عملي اليومي في مجال السياحة، رصدت إقبالا كبيرا من الوفود السياحية التي تأتي خصيصا لدول الخليج لقضاء الوقت الأكبر من رحلتها في الصحراء».
سياحة الصحراء في الخليج.. فاكهة الشتاء
شغف رحلات «السفاري» يشعل منافسة القطاع السياحي ويستهوي مشاهير العالم
سياحة الصحراء في الخليج.. فاكهة الشتاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة