وعود أميركية بتسليح المعارضة في حال خرق النظام السوري الهدنة

البحرة: الطريق الأمثل لتحقيقها هو تحديد المناطق الجغرافية وليس الفصائل

وعود أميركية بتسليح المعارضة  في حال خرق النظام السوري الهدنة
TT

وعود أميركية بتسليح المعارضة في حال خرق النظام السوري الهدنة

وعود أميركية بتسليح المعارضة  في حال خرق النظام السوري الهدنة

تتّجه المعارضة السورية لإعلان موقفها النهائي من «اتفاق وقف إطلاق النار» بـ«نعم.. ولكن»، وذلك بعد الضمانات التي قدّمها المبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني لممثلي الهيئة العليا التفاوضية بحصولها على الدعم والسلاح في حال تم خرق الهدنة من قبل النظام السوري، بحسب ما أشارت مصادر قيادية في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط»، لافتة إلى أن نص الاتفاق الذي حصلت عليه الهيئة العليا وناقشته، لم يحدّد المدّة الزمنية لوقف إطلاق النار.
ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه خارجية النظام أمس قبولها الالتزام بالاتفاق الذي من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ فجر السبت، فيما اعتبرت الأمم المتحدة بشكل واضح على لسان نائب أمينها العام، جان إلياسون، أن «خطط وقف إطلاق النار ستمثل على الأرجح تحديا لها».
وأبدى النظام «استعداده لاستمرار التنسيق مع الجانب الروسي لتحديد المناطق والمجموعات المسلحة التي سيشملها» الاتفاق. وتصنف حكومة الأسد كل الفصائل التي تقاتلها بـ«الإرهابية».
ورحب وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، أمس (الثلاثاء) بـ«الإعلان الإيجابي»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه «سنكون يقظين لناحية تنفيذه».
وقال الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، كريم بيطار، لوكالة الصحافة الفرنسية: «رغم أن التشكيك قائم، فيبدو أن هناك تنسيقا وثيقا بين الروس والأميركيين، إذ يبدو أنهم جاهزون لضمان تنفيذ هذه الهدنة».
ورغم تأكيده أن العقبات لا تزال موجودة فإن بيطار رأى أن «الهدنة المؤقتة من مصلحة كل الأطراف المعنية».
وأكد رئيس الائتلاف السابق، هادي البحرة، أنّ المعارضة تتعامل مع الاتفاق بجدية مطلقة، آملة في أن يساهم في خفض مستويات العنف وتجنيب المدنيين المأساة. وأوضح، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك كثيرا من التفاصيل التي قد تعوق إمكانية تنفيذ والتزام كل الأطراف به، لا سيما في ظل تعدد الميليشيات الأجنبية خصوصا المدعومة من الطرف الإيراني، إضافة إلى القصف الروسي»، معتبرا أنّ «الطريق الأمثل لنجاح التنفيذ يجب أن يكون عبر تحديد المناطق الجغرافية وليس الفصائل». وأشار البحرة إلى أن التفاصيل المتعلقة بالاتفاق من المفترض أن تظهر بشكل أوضح بعد اجتماع مجموعة الدعم السورية اليوم الأربعاء وفرق العمل المتخصصة بمراقبته.
من جهتها، قالت عضو الهيئة العليا التفاوضية، سهير الأتاسي، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «اتفاقية الهدنة تشكل تراجعا خطيرا عن قرار مجلس الأمن (2254) خصوصًا فيما يتعلق بالبندين (12) و(13) من هذا القرار، والاتفاقية تعطي شرعية لإشراك قوات النظام في (محاربة الإرهاب) مع التحالف الدولي الذي تقوده أميركا».
وأضافت الأتاسي: «أعتقد أننا ننظر بإيجابية إلى المحاولة الأميركية لوقف استهداف الروس للمعارضة المعتدلة، فالشعب السوري هو أول من حارب ويحارب الإرهاب والديكتاتور في الوقت نفسه».
أما على الأرض فالشكوك تحوم حول إمكانية تنفيذ اتفاق مماثل في ظل الأوضاع المعقدة في سوريا.
واعتبر أبو إبراهيم، قائد كتيبة في اللواء العاشر الموجود في ريف اللاذقية الشمالي (غرب)، أن الاتفاق «مضيعة للوقت ومن الصعب تطبيقه على الأرض»، سائلا: «هل هناك ضمانات ألا يقصف النظام أو يتمدد؟».
واعتبر أحمد السعود من «الفرقة 13» الناشط في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «النظام السوري لديه أوراق كثيرة يلعبها، ولذلك نريد بادرة حسن نية منه، وإلا على أي أساس سنتعامل مع وقف إطلاق النار».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.