الداخلية السعودية: إيقاف أعضاء «هيئة الأمر بالمعروف» المعتدين على فتاتين بالرياض

أكدت أن الموضوع ما زال محل التحقيق والمتابعة

الداخلية السعودية: إيقاف أعضاء «هيئة الأمر بالمعروف» المعتدين على فتاتين بالرياض
TT

الداخلية السعودية: إيقاف أعضاء «هيئة الأمر بالمعروف» المعتدين على فتاتين بالرياض

الداخلية السعودية: إيقاف أعضاء «هيئة الأمر بالمعروف» المعتدين على فتاتين بالرياض

أوقفت السلطات الأمنية السعودية، أمس، عددًا من أعضاء «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، تورطوا في حادثة ملاحقة فتاتين في الشارع المحيط بإحدى الأسواق التجارية في شرق مدينة الرياض، وذلك بعد أسبوعين من فرض الرئاسة العامة لـ«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» عقوبات ضدهم، وإعفاء مسؤول كبير في الجهاز نفسه.
وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، أمس، أنه إشارة إلى ما تم تداوله في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وتناقلته بعض وسائل الإعلام، عن الحادثة، وما نسب إلى بعض أعضاء الهيئة من اعتداء على إحداهما، «ولأن القضية ما زالت محل التحقيق والمتابعة، فقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، وفقًا لما يقضي به النظام، وإيقاف المتورطين في قضية الاعتداء عليها، للتحقيق معهم فيما نُسب إليهم من مخالفة نظامية».
وكان المجتمع السعودي قد تناقل مقطعًا مرئيًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر فيه فتاة تصرخ أمام أحد المولات الكبرى بالرياض، لدى محاولة شخص اقتيادها، بينما تقف سيارة تابعة لـ«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» إلى جواره.
وأوضح في حينه، محمد السبر، المتحدث الرسمي لـ«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» بالرياض، أن فرقة الهيئة الميدانية، التي كانت موجودة بموقع مجمع النخيل بالرياض، لم تلتزم بالأنظمة والتعليمات المتعلقة بآلية الضبط والاستيقاف، مما ترتب عليه تصعيد الموقف، مؤكدًا أن الرئاسة العامة للهيئة اتخذت العقوبات اللازمة بحق منسوبيها المشاركين في الواقعة، وفق ما تقتضيه التعليمات والأنظمة، كما شدد على أن الهيئة تراعي التعليمات الشرعية والأنظمة المرعية في جميع إجراءاتها، ولا تقبل المساس بحقوق المتهم التي كفلها له الشرع والنظام، ولا تقبل أي تجاوزات من منسوبيها، وتتخذ الإجراءات المناسبة في حال حدث ذلك.
وتعود حادثة اعتداء منسوبي «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» على فتاتين كانتا تسيران بالشارع المحيط بمواقف السيارات لمجمع «النخيل مول»، من أجل إيجاد وسيلة مواصلات تنقلهما إلى منزليهما، إلى أن دورية الهيئة الميدانية طلبت من الفتاتين تغطية الوجه، واستجابتا لطلب العضو بعد أن ترجل من السيارة، وتمكنت الفتاتان من الهرب أثناء محاولة عضو الهيئة سحبهما بالقوة، وإركابهما سيارة الهيئة، حيث عادت إحداهما إلى المجمع التجاري، فيما استقلت الأخرى وسيلة مواصلات لنقلها إلى منزلها.
وبعد عدة أيام من الحادثة، أصدر الشيخ عبد الرحمن السند، الرئيس العام للهيئة، قرارًا يقضي بتكليف الدكتور تركي الشليل، مديرًا عامًا لفرع الرئاسة بمنطقة الرياض، بدلاً من زميله عبد الله الفواز.
يُذكر أن السلطات الأمنية في السعودية كانت قد أوقفت عددًا من منسوبي «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وأحالتهم إلى التحقيق في تجاوزات من قِبل الفرق الميدانية، بعد أن تم رفع قضايا في المحاكم الشرعية، أبرزها قضية وفاة شابين بعد سقوطهما بالسيارة في أحد الأنفاق الرئيسية في مدينة الرياض، بعد مطاردتهما من قِبل فرقة الهيئة.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.