لبنان: «تيار المستقبل» يحيي ذكرى الحريري في ظل انقسام فريق «14 آذار»

«القوات» تؤكد حضوره.. ووزير العدل: لن نتراجع حتى نرى من اغتالك وراء القضبان

لبنان: «تيار المستقبل» يحيي ذكرى الحريري في ظل انقسام فريق «14 آذار»
TT

لبنان: «تيار المستقبل» يحيي ذكرى الحريري في ظل انقسام فريق «14 آذار»

لبنان: «تيار المستقبل» يحيي ذكرى الحريري في ظل انقسام فريق «14 آذار»

يحيي اليوم «تيار المستقبل» الذكرى الحادية عشرة لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، في ظل انقسام سياسي ضمن فريق «14 آذار» على خلفية الانتخابات الرئاسية بعد دعم رئيس «تيار المستقبل»، النائب سعد الحريري لترشيح رئيس تيار المردة النائب سمير فرنجية ومن ثم ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للنائب ميشال عون. وفي حين تتجّه الأنظار إلى كلمة الحريري في هذه المناسبة التي لا يزال مضمونها رهن التكهنات ولا سيّما فيما يتعلق بملف رئاسة الجمهورية وتحديدا لجهة ترشيحه فرنجية بشكل رسمي، فإن مصادر في حزب القوات أكّدت لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات» سيكون حاضرا في هذه «الذكرى الوطنية التي أدت إلى انتفاضة شعبية جامعة». وفي هذه المناسبة توجّه جعجع للرئيس الراحل قائلا: «الرئيس الشهيد رفيق الحريري: لن ندعكَ تُغتال مرتين». من جهته، قال أمين سر «التيار الوطني الحر» إبراهيم كنعان: «سنشارك في الذكرى لأننا نفصل المناسبة عن أي اعتبارات سياسية».
وبعدما كانت معلومات قد أشارت إلى إمكانية حضور الحريري شخصيا الاحتفال، بعد غيابه سنوات عن لبنان لأسباب أمنية، لا يبدو أن المعطيات تشير إلى أن تغيرا ما سيطرأ على احتفالات السنوات السابقة التي تنظم في مركز بيال للمعارض بوسط بيروت، بحيث من المتوقع أن يلقي كلمته كالعادة عبر الشاشة من مكان إقامته في السعودية.
وكان لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان كلمة في هذه المناسبة، وقال خلال زيارته ضريح الحريري على رأس وفد من العلماء: «إن البلد الذي يستحق رفيق الحريري وتضحياته هو بلد عظيم بالفعل. ولذلك فسنظل مؤمنين بقدرة لبنان على النهوض، بقدر ما آمن رفيق الحريري. وسنظل عاملين من أجل ذاك النهوض، اقتداء به وبنهجه ودأبه». وأضاف: «نقف اليوم عند ضريحك كما في كل عام. وكما في كل عام، فنحن لا نملك لك ولا لأنفسنا كثيرا أو قليلا من الأخبار السارة. فالمذبحة في العرب ما تزال مستمرة. والدولة التي أعدت بناءها في لبنان، قد أضحت مشلولة. والمؤسسات الدستورية فارغة، أو لا تملك القدرة على الحراك.
من جهته، أعلن وزير العدل اللواء أشرف ريفي: «في ذكرى اغتيالك أيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري نقول: مستمرون ولن نتراجع حتى نرى من أمر وخطط ونفذ اغتيالك وراء القضبان».
وفي مداخلة له ضمن ندوة خاصة عن الرئيس الراحل، في طرابلس، قال النائب في تيار المستقبل، سمير الجسر: «لقد أدرك النظام السوري وحلفاؤه مقاصد رفيق الحريري وخياره في الاستقالة من السلطة. ولأنهم يعرفونه ويعرفون قدراته الشخصية وقدراته في الاتصالات الدولية والاتصالات السياسية وقدرته على استنهاض الناس، ولأنه كان يقلقهم إن تكلم ويقلقهم أكثر إن صمت ولأنهم كانوا يعرفون أنهم بمواجهة رجل يعمل بصمت، رجل ذي إرادة صلبة يعرف ماذا يريد وكيف يريد، فأشار بعضهم إلى أن التخلص منه سيكون بداية النهاية لأحلام السيادة وإسقاط الوصاية. وكان ما كان من جريمة شنعاء عبر مخططوها ومنفذوها عن حجم الحقد الذي يختزنونه ضده وكل الأحرار وموطن الحرية». مضيفا: «لقد فجر دم الرئيس الحريري بركان الغضب بعد أن أسقط كل أقنعة دعاة القومية والقضية وأدعياء دعم لبنان ومساعدته. فكانت ثورة الأرز أول ربيع عربي أظهر قدرة الجماهير على مقاومة الطغيان، ربيع انتقل إلى كل المحيط العربي وإلى دمشق تحديدا، ربيع لا بد أن يزهر ياسمينه».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.