خادم الحرمين الشريفين يرعى ويشارك في «العرضة السعودية»

عرضة السعوديين الرسمية في الحرب والسلم خلال قرن

خادم الحرمين الشريفين مؤدياً العرضة السعودية ما أضفى على الفعالية سعادة بمشاركته (تصوير: بندر الجلعود)
خادم الحرمين الشريفين مؤدياً العرضة السعودية ما أضفى على الفعالية سعادة بمشاركته (تصوير: بندر الجلعود)
TT

خادم الحرمين الشريفين يرعى ويشارك في «العرضة السعودية»

خادم الحرمين الشريفين مؤدياً العرضة السعودية ما أضفى على الفعالية سعادة بمشاركته (تصوير: بندر الجلعود)
خادم الحرمين الشريفين مؤدياً العرضة السعودية ما أضفى على الفعالية سعادة بمشاركته (تصوير: بندر الجلعود)

شارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء أمس، في أداء العرضة السعودية، وذلك في الحفل الخاص الذي أقيم بهذه المناسبة تحت رعايته، بصالة الألعاب الرياضية بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي في الرياض، ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 30»، بحضور حشد كبير من الأمراء والوزراء وكبار مسؤولي الدولة والمواطنين.
وكان في استقبال الملك سلمان لدى وصوله إلى مقر الحفل، الأمير عبد الإله بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير نايف بن سعود بن عبد العزيز، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان، والأمير فهد بن عبد الله بن مساعد، والأمير عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، والأمير عبد الله بن متعب بن عبد العزيز، والأمير سعد بن متعب بن عبد العزيز، وعبد المحسن التويجري نائب وزير الحرس الوطني نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان. وقد تشرف الأمراء بالسلام على الملك سلمان الذي أخذ مكانه في المنصة الرئيسية للاحتفال، حيث بدأت العرضة السعودية. وشرّف الملك سلمان بن عبد العزيز بعد أداء العرضة مأدبة العشاء التي أقامتها اللجنة العليا المنظمة للمهرجان بهذه المناسبة.
حضر الفعالية الأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير بدر بن فهد بن سعد، والأمير متعب بن ثنيان بن محمد، والأمير خالد بن سعد بن فهد، والأمير تركي بن محمد بن عبد العزيز بن تركي، والأمير سلطان بن بندر بن عبد العزيز، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وعدد من الأمراء.
ويتوارث السعوديون العرضة السعودية عن الآباء والأجداد، ويقوم بأدائها أكثر من 300 شخص. وشكلت العرضة السعودية قاسما مشتركا في احتفالات السعوديين، حيث أصبحت عرضتهم الرسمية في المناسبات المختلفة، فهي عرضة الحرب والسلم والفرح، وقد عرفها العرب في أيامهم وحروبهم في الجاهلية وما بعدها، إلا أن السعوديين حافظوا عليها وطوروها وأصبحت سمة من سماتهم.
ويشير الباحث عدنان الطريف إلى أن العرضة السعودية كانت أكثر حضورا في ملحمة توحيد البلاد على يد الملك المؤسس عبد العزيز، الذي كان حريصا عليها قبل انطلاق المعارك، موردا في هذا الصدد ما قاله الكاتب الكبير عباس محمود العقاد عن العرضة، حيث أشار في كتابه «مع عاهل الجزيرة العربية» إلى أن من أحب الرياضات إليه «عرضة الحرب» (العرضة) التي «يؤديها الإخوان النجديون وهم مقبلون على الميدان». وزاد العقاد: «والعرضة رقصة الحرب، وهي عرضة مهيبة متزنة تثير العزائم وتحيي في النفوس حرارة الشجاعة، لا سيما شجاعة الفرسان المقاتلين بأيديهم، وهي صفة لازمة لها متممة لعملها قلما تنفصل عنها وكأنها والشجاعة أشبه شيء بالنضح والماء أو الإشعاع للنور».
واعتبر الباحث الطريف أن أشهر شاعر للعرضة في عهد الملك المؤسس هو فهد بن دحيم الذي قال عنه الأديب عبد الله بن خميس في كتابه «أهازيج الحرب أو شعر العرضة»: «إنه إذا جد الجد وحزب الأمر وقرعت الطبول ولبس السلاح تجده هناك ترمقه الأبصار وتنشد نحوه الأسماع بانتظار ما سوف يهزج به.. وقد غاب مرة مريضا عن هذا التجمع، فأمر الملك عبد العزيز بأن يأتوا به ولو محمولا، فجاء ابن الدحيم يغالب مرضه وهز سيفه وأنشد:
نجد شامت لأبو تركي وأخذها شيخنا.. وأخمرت عشاقها عقب لطم أخشومها
فاهتز الملك عبد العزيز طربا وتناول سيفه مفتخرا مزهوا وزاد الجند حماسة وعرامة واستجابة وفداء».
وعرف العرب هذا اللون منذ قرون، وقد تم تطويره على يد السعوديين في العقود العشرة الماضية كفن محلي عرف بالعرضة السعودية التي كانت حاضرة ومتلازمة مع حالات الحرب والسلم والفرح. وعلى الرغم من عدم وجود رابط يؤكد وجود توافق بين رقصات الحرب عند العرب أثناء أيامهم وحروبهم في الجاهلية وما بعدها فإنه يمكن الجزم بأن أركان العرضة الأساسية في واقعها اليوم هي ذاتها التي كانت ملازمة للحرب في القرون الماضية، حيث إن الطبول كانت تقرع، بل إن العبارة العربية التي عادة ما كانت تقال في إعلان النفير تعبر عن ذلك، حيث تتردد مقولة: «طبول الحرب تقرع» وذلك خلال الأجواء المتوترة التي تسبق بدايات المعارك، أو عند الخوض فيها، أو تحقق الانتصار بعدها.
ولعل أبرز مستلزمات العرضة: الراية (البيرق) والسيوف والبنادق، إضافة إلى الطبول، في حين تتطلب العرضة صفوفا من الرجال يتم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى مجموعة منشدي قصائد الحرب، والثانية مجموعة حملة الطبول، حيث يتوسط حامل العلم صفوف المجموعتين ليبدأ منشدو القصائد في أداء الأبيات وترديدها، ثم تليها العرضة مع قرع الطبول لترتفع السيوف، ويتمايل الراقصون جهة اليمين أو جهة اليسار مع التقدم لعدة خطوات إلى الأمام في وقت يكون فيه المنشدون في صف واحد، ويستخدمون طبولا مختلفة يطلق على الكبيرة منها «طبول التخمير» أما الصغيرة منها فيطلق عليها «طبول التثليث».
ويشكل السيف عمادا للعرضة، حيث لا يمكن إتمام العرضة من دون السيف، وفي الوقت الحاضر يلبس الراقص في العرضة «محزما» يوضع فيه الرصاص الخاص بالبنادق، في حين يتطلب الأمر ضرورة تسخين الطبول إما بوضعها في الشمس أيام الصيف أو تسخينها على نار هادئة إذا كانت العرضة تقام شتاء، أو عند عرضها ليلا في غياب الشمس حتى يكون وقع قرعها عاليا وجميلا، وبالإيقاع الذي يتوافق مع إنشاد الصفوف. وشارك ملوك الدولة السعودية الحديثة في تأدية العرضة في مناسبات مختلفة، حيث تعد أشبه بالعرضة الرسمية للبلاد، وذات الحضور القوي في المناسبات الوطنية، وفيها يحرص الملك والأمراء والمواطنون على المشاركة فيها معبرين بذلك عن أجواء الفرح والسلام.
وغالبا ما يردد السعوديون في احتفالاتهم ومناسباتهم الوطنية وغيرها، التي يكون للعرضة حضور فيها، البيت الشهير: «نحمد الله جت على ما نتمنى.. من ولي العرش جزل الوهايب»، وذلك أثناء ترديدهم للبيت بشكل جماعي كمطلع للعرضة مع قرع أصوات الطبول ولمعان السيوف، وعند انتهاء العرضة يردد الجميع بصوت واحد: «تحت راية سيدي سمع وطاعة.. وحقك علينا يا دارنا».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.